نجاح أول جراحة لمصاب بكورونا في مصر.. استغرقت 20 دقيقة
فريق مصري مكون من 4 أطباء ينجح في إجراء أول منظار جراجي ناجح لمصاب بفيروس كورونا المستجد، لإنقاذ حياته بعد إصابته بقيء دموي حاد
نجح فريق طبي مصري، الأربعاء، في إجراء جراحة ناجحة لمصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩)، لتستقر حالة المريض الخمسيني نسبيا بعد إصابته بقيء دموي حاد هدد حياته.
ولجأ الفريق المكون من 4 أطباء لعمل منظار ربط دوالي مريء للمريض (55 عاما) بأحد مستشفيات العزل الصحي جنوب القاهرة لوقف النزيف.
قال الدكتور أحمد الشافعي، الإخصائي بقسم الأمراض المتوطنة بكلية الطب جامعة حلوان "المريض كان يعاني من ضغط وسكر وتليف كبدي، وتم تشخيص حالته الإصابة بفيروس كورونا، ثم فوجئنا بدخوله في غيبوبة ووضع على جهاز التنفس الصناعي، ثم تدهورت حالته وحدث قيء دموي حاد هدد حياته".
ورغم توصية الجمعية الأمريكية للمناظير بتأجيل جراحات مناظير لمصابي كورونا، وجد الشافعي أن من واجبه الإنساني إجراء الجراحة، وعلق "كنا أمام حالة حرجة، نسبة الهيموجلوبين لديه ٨ ويعاني من قيء دموي حاد يتطلب إجراء جراحة منظار على الفور في الظروف العادية".
وقال قائد الطاقم الطبي المصري لـ"العين الإخبارية": "المشكلة كانت أنه مريض كورونا وعلى جهاز تنفس صناعي ولن نتمكن من نقله لوحدة المناظير، لذا قررنا نقل الوحدة لغرفة الرعاية، وهذا أمر بالغ في الصعوبة، خاصة أن الرعاية ليست مكانا مخصصا للمناظير، لذا جرى فك وإعادة تركيب الوحدة".
وأضاف "كانت هناك خطورة علينا كطاقم معرض للعدوى بالفيروس المستجد، لكن الخطورة الأكبر كانت وفاة المريض إذ لم نتحرك سريعا ونجري الجراحة بسبب النزيف".
وأشار إلى أن اتخاذ القرار كان صعبا مع عدم وجود بروتوكول دولي باستثناء توصيات الجمعية الأمريكية للمناظير بتأجيل الجراحة لحين شفاء المريض من الفيروس، مضيفا "أخذنا جميع الاحتياطات اللازمة التي أوصت بها الجمعية حال كانت الجراحة مُلحة لإنقاذ حياة مريض".
ودافع الشافعي عن قراره، قائلا "لو توفي المريض بكورونا سيكون خارج إرادتي، لكن أن يموت بنزيف وأنا في استطاعتي إنقاذه هذا ما لا أتحمله".
ارتدى الطاقم الطبي اللبس الوقائي الذي كان مخصصا للتعامل مع مرضى الإيبولا، واتفق على الانتهاء من الجراحة في أقل وقت لتقليل الاحتكاك وتجنب العدوى.
عن الصعوبات التي واجهت الطاقم الطبي أثناء العملية، قال الشافعي: "الحفاظ على أنفسنا من العدوى وعلى المريض من الموت، خاصة أن معدته كانت مليئة بالدم وهو على الجهاز التنفسي وكان يلزم تخديره وكل هذا يزيد من خطورة الوضع".
وتابع: "أيضا المسألة الفنية في العمل كانت من ضمن الصعوبات، فنحن نرتدي اللبس الوقائي الذي يقيد الحركة نوعا ما، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة إنهاء العملية في ٢٠ دقيقة لسلامتنا جميعا".
بشأن العلاقة بين القيء الدموي والإصابة بكورونا، أوضح المختص أن "المصاب ليس له تاريخ سابق مع إجراء المناظير، وبالتالي لم يُعرف بعد ما إذا كان هناك مشكلة من قبل وزادت حدتها بعد إصابته بالفيروس أم أن الوضع بقي على ما هو عليه".
كشف الشافعي أن "٤٠% من الحالات التي فحصها بأحد مستشفيات العزل وكانت مصابة بكورونا، اكتشف أنها تعاني من مشاكل بالجهاز الهضمي تتنوع بين إسهال وقيء غير مصحوب بدم".
وشدد الطبيب، الذي يخضع لتحليل "بي سي آر" هو وجميع الأطقم الطبية داخل مستشفى العزل كل ١٤ يوما، على أن "فحص حالات كورونا أكثر يسمح للأطباء بالتعرف على ما قد يسببه الفيروس للجهاز الهضمي".
أيضا كشف أنهم يدرسون حاليا إمكانية إجراء منظار ثانٍ لحالة أخرى مصابة بكورونا تعاني من صعوبة في البلع وقيء دموي، قائلا: "سنرى ما إذا كان المنظار ضروريا لها، أم أن الأمر مستقر ويمكن تأجيله، خاصة أن نسبة الهيموجلوبين مستقرة ولا تعاني من نزيف بعد".
وأوضح المختص أنهم "أضافوا دواء الزنك ضمن بروتوكول العلاج، لأنه يساعد على تحسين الغشاء المبطن للجهاز الهضمي"، ناصحا الجميع بالاطمئنان لأن "فيروس كورونا يؤثر بشكل أكبر على الرئة وليس الجهاز الهضمي للمصاب".