6 خطوات لازمة لإنتاج لقاح ضد كورونا المستجد
تطوير لقاح جديد يتطلب بين 5 و10 سنوات، وفي حالة كورونا (كوفيد-19) يتطلب من 12 إلى 18 شهرا فقط.
نظرا لعدم تعرض البشر إلى فيروس كورونا المستجد من قبل، لا تُعَد أجسامنا مسلحة جيدا للتعامل مع الإصابة به، ومن شأن لقاح مضاد أن يسمح لأجسامنا بتطوير استجابة مناعية ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)؛ ما يمكن أن يجنب الإصابة به أو يسيطر على تفشيه.
ويتطلب الأمر في العادة وقتا طويلا من أجل الحصول على لقاح آمن وفعال، عادة بين 5 و10 سنوات في المتوسط. وعلى الرغم من التقارير الواعدة حول العالم فيما يتعلق بإمكانية التوصل إلى مصل مضاد لكورونا المستجد، يظل تحقيقه يتطلب ما يقدر بنحو 12-18 شهرا.
وعلى ما يبدو أنه أصبح من الأسرع تطوير لقاحات جديدة مقارنة بالماضي؛ إذ يمكن الاستناد إلى أبحاث من لقاحات استخدمت مع أمراض أخرى، حسب موقع "ذا كونفرزيشن" البريطاني، لا سيما أنه في أوقات الأوبئة والأزمات تتوافر مزيد من الموارد والتمويل؛ ما يمكن أن يسرع العملية.
حتى إنه يمكن استخدام المنتجات النهائية حتى قبل الحصول على التراخيص بصورة رسمية للسيطرة على المرض في المناطق المتأثرة بشدة أثناء حالات الطوارئ.
ويقود جزئيا تطوير لقاح جديد محتمل ضد كوفيد-19، خبراء كانوا بالفعل يطورون لقاحات ضد فيروسات كورونا أخرى. وجرى تحديد هذا النوع من الفيروسات (كورونا) كسبب محتمل لوباء هائل مقبل؛ إذ كانت فيروسات كورونا أخرى مثل السارس والميرس مسؤولة عن وباءين عالميين خلال العشرين سنة الماضية. وكانت الأبحاث عن لقاحات لهذين الفيروسين من سلالة كورونا قائمة بالفعل.
وجرى تطوير أول لقاح جديد لكوفيد-19، ودخل مرحلة التجارب البشرية بواسطة شركة Moderna Therapeutics الأمريكية. كما تعمل 35 شركة ومؤسسات أكاديمية أخرى أيضا على تطوير لقاحات كورونا المستجد.
وحاليا تخضع معظم هذه اللقاحات لمرحلة "اختبار ما قبل السريري"، بما في ذلك اختبار يتم تطويره بواسطة فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد. وجرى تحديد مرشح اللقاح في يناير الماضي ويقترب الآن من مرحلة الاختبار السريري.
مراحل إنتاج اللقاح
ويحتاج تطوير أي لقاح إلى أن يمر بـ6 خطوات مهمة هي:
1- الفهم الأساسي للفيروس
في الماضي، بحثت معظم دراسات الفيروسات البشرية في كيفية تغيير الفيروس أو تأثره بالخلايا البشرية أو الحيوانية في المختبر. ويحدد العلماء أولا البروتينات والسكريات على سطح الفيروسات أو الخلايا المصابة، ثم يدرسون ما إذا كان يمكن استخدام هذه البروتينات لإنتاج استجابة مناعية. وفي حالتنا الآن، أصبحت هذه المرحلة أسهل؛ حيث اكتشف العلماء الصينيون التسلسل الجيني لفيروس كورونا الجديد في يناير.
وتمكن الباحثون في جميع أنحاء العالم من تحديد بنية البروتينات التي يتكون منها الفيروس، وخلق تاريخ وراثي لعائلة الفيروسات، وتحديد متى أصيب الإنسان الأول. كما أتاح تطوير مجموعات الاختبارات التشخيصية، وأتاح للباحثين تحديد خيارات العلاج المحتملة.
2- مرشحات اللقاح
تشمل هذه الخطوة عزل الفيروس الحي قبل وقف نشاطه أو إضعافه ثم تحديد ما إذا كان هذا الفيروس المعدل المعروف باسم مرشح اللقاح يمكنه إنتاج مناعة لدى الأشخاص.
وفي بعض الأحيان لا يكون الفيروس الحي جزءا من العملية، وبدلا من ذلك يتم الاعتماد على التسلسل الجيني لتصنيع اللقاح. ويمكن أيضا استخدام التسلسل الجيني لتصنيع البروتينات المؤتلفة، وهي طريقة إنتاج لقاح تم استخدامه من قبل في لقاحات مثل الالتهاب الكبدي B.
ويعرف الباحثون الآن كيفية تصنيع اللقاح المناسب واختباره وفحصه. ويعرفون حتى الجرعات المحتملة، بما في ذلك عدد الجرعات اللازمة لبناء المناعة. تسرع هذه المعرفة الخلفية من تطوير كل لقاح جديد مصنوع باستخدام التقنية نفسها.
3- الاختبار ما قبل السريري
تجرى اختبارات السلامة الأولية عادة على الحيوانات لأخذ فكرة عن الاستجابات لدى البشر. وتستخدم هذه الاختبارات أيضا لمعرفة فاعلية اللقاح ضد المرض ويسمح للباحثين بتهيئته. وفي حالات تفشي وباء ما، عادة ما تعمل جماعات بحثية مختلفة معا للإسراع من هذه العملية.
4- التجارب السريرية (الاختبارات على البشر)
في هذه الخطوة عادة ما تفشل معظم اللقاحات الواعدة. وتمر هذه الخطوة بثلاث مراحل: الأولى تجربة اللقاح على قلة من عشرات الأشخاص الأصحاء لمعرفة مدى سلامة اللقاح وآثاره الجانبية، والثانية تجربته على مئات الأشخاص، والثالثة تجربته على عدة آلاف للتأكد من سلامته وتسببه في استجابة مناعية قوية.
أثناء تفشي المرض يمكن استخدام اللقاحات التجريبية في المجموعات السكانية المتأثرة بشدة إذا كانت معرضة لخطر الإصابة بالمرض، قبل التقدم إلى الموافقة التنظيمية.
5- الموافقات التنظيمية
إذا كانت الهيئات التنظيمية قد وافقت على منتجات مماثلة من قبل، فيمكن لذلك أن يسرع من الموافقة، على الرغم من أن هذا ليس مرجحا مع كوفيد-19. يمكن التفكير في استخدام اللقاح قبل الترخيص الكامل له في حالة الطوارئ الصحية العامة.
6- الإنتاج
بمجرد الانتهاء من أحد اللقاحات على نطاق صغير واجتيازه اختبارات السلامة، يمكن استخدامه في التجارب السريرية. ومع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى قدرة تصنيع كبيرة، مثل البنية التحتية والموظفين والمعدات، لإنتاج كميات كبيرة من اللقاح للاستخدام، فضلا عن الحاجة إلى مراقبة الجودة.
تتم مراقبة جميع هذه العمليات بعناية فائقة. بمجرد الحصول على الترخيص، يجب تطوير السياسة لتحديد كيفية إعطاء الأولوية لأولئك الذين يجب تطعيمهم، مثل أولئك الذين هم في المجموعات والمواقع الأكثر عرضة للخطر.
وأخيرا، إذا ثبت أن أيا من مرشحات اللقاح غير آمن أو غير فعال، يجب على الباحثين العودة إلى المختبر لتطوير مرشح جديد، وهذا هو السبب في أن تطوير اللقاح يمكن أن يكون عملية طويلة وغير مؤكدة.
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg جزيرة ام اند امز