النقاب بدلا من الكمامة أحدث أزمات كورونا.. و"الصحة العالمية": يمكن السيطرة عليه
"كوفيد-19" يتسارع في أمريكا.. وأوروبا تلتزم اليقظة والحذر
ترامب يقلل من شأن "كوفيد 19" ورئيس البرازيل يسير خلفه وأستراليا تفرض الحجر على سكان ملبورن وضجة في إندونيسيا بسبب النقاب
أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنه لا يزال بالإمكان السيطرة على تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، على الرغم من ازدياد أعداد الإصابات بأكثر من الضعف في الأسابيع الماضية.
واعتبر رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن تجارب إيطاليا وإسبانيا وكوريا الجنوبية والهند في مكافحة الوباء تثبت أنه مهما كان انتشاره حادا، فانه يظل قابلا لإعادته تحت السيطرة.
وكشف تيدروس خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو أن "الإصابات في الأسابيع الستة الأخيرة ازدادت أكثر من الضعف".
وأضاف أنه مع ذلك "هناك أمثلة عديدة من أنحاء العالم أظهرت أنه حتى لو كان تفشي الفيروس حادا جدا، لا يزال من الممكن السيطرة عليه مجددا".
وتابع "بعض هذه الأمثلة هي إيطاليا وإسبانيا وكوريا الجنوبية وحتى دارافي، وهي منطقة كثيفة السكان في مدينة مومباي"، مشيرا الى أن "التركيز القوي على إشراك المجتمع وأساسيات إجراء الفحوص وتتبّع الإصابات وعزلها وعلاج جميع المرضى أمر أساسي من أجل كسر سلاسل العدوى وكبح الفيروس".
وأدى انتشار وباء كوفيد-19 الى وفاة نحو 560 ألف مصاب في العالم منذ ظهور المرض في الصين في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بينما تم تسجيل نحو 12,5 مليون إصابة في 196 دولة ومنطقة حتى الآن.
وقال تيدروس "في كل مناحي الحياة كنا جميعا تحت الاختبار الى أقصى الحدود"، مؤكدا أن "المكافحة الشرسة مقرونة بالوحدة الوطنية والتضامن العالمي يمكن أن تقلب انتشار الوباء راسا على عقب".
واستمر تفشي فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، الجمعة، رغم نفي الرئيس دونالد ترامب المتواصل، وذلك في وقت تلتزم أوروبا اليقظة والحذر مع مواصلة رفع الإغلاق.
وقال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الحكومة الأمريكية، "عندما نقارن أنفسنا بدول أخرى، لا أعتقد أنه يمكننا القول إننا نقوم بعمل جيد. الأمر ليس كذلك ببساطة".
ويدق الخبير جرس الإنذار منذ أيام بخصوص ارتفاع عدد الإصابات الجديدة في جنوب البلاد وغربها، مستنكرا التسرع في رفع الإغلاق وتهور الأمريكيين.
وسجل البلد الأكثر تضررا لناحية عدد الوفيات (أكثر من 133,291) والإصابات (أكثر من 3,1 مليون) حصيلة قياسية جديدة الخميس بتسجيله نحو ألف وفاة و65500 إصابة خلال 24 ساعة.
ويلقي فاوتشي باللوم أكثر فأكثر على تسييس الوباء، إذ قال إنه "يجب طرح الفرضية القائلة إنه لولا الانقسامات بيننا، لكان لدينا مقاربة أكثر تناسقا".
من جهته، يواصل ترامب التقليل من أثر الوباء، وقال على تويتر إن "سبب تسجيل هذا العدد من الإصابات مقارنة بالدول الأخرى التي ليست أفضل منا بكثير، يعود لكوننا نجري فحوصا بطريقة أكبر وأفضل بكثير"، وهذا خاطئ لأن نسق تزايد الإصابات أعلى بكثير من نسق ارتفاع عدد الفحوص، حسب معطيات رسمية.
وفي ظل تجاهل التحذيرات الصحية، زار ترامب فلوريدا، إحدى أكبر بؤر كوفيد-19.
ويتواصل تفشي فيروس كورونا المستجد في القارة الأمريكية حيث صار يطال قادة بعض دولها، إذ أعلنت رئيسة بوليفيا ورئيس الجمعية الوطنية في فنزويلا إصابتهما بالمرض بعد أيام على كشف إصابة الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو.
ويشكك هذا الأخير علنا، على غرار ترامب، في الوباء. والبرازيل هي أكثر دول القارة وثاني دول العالم تضررا، بتسجيلها 69184 وفاة على الأقل وأكثر من 1,75 مليون إصابة. ومنذ ظهور الوباء، ينظم المسؤول البالغ 65 عاما تجمعات دون الالتزام بالتحذيرات، ودعا الخميس إلى استعمال عقار هيدروكسي كلوروكين المثير للجدل.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية إن سالفادور، عاصمة سان سلفادور، تعيش "مرحلة حرجة"، كما سجلت المكسيك، الخميس، حصيلة إصابات قياسية جديدة (7280) ليبلغ إجمالي الإصابات 282,283 بينها 33526 وفاة.
ويواصل الفيروس انتشاره في بقية العالم، مع تسجيل طفرات.
في أستراليا (نحو 9 آلاف إصابة بينها 106 وفيات)، أعيد فرض حجر على سكان ملبورن البالغ عددهم خمسة ملايين لستة أسابيع، وأغلقت حدود ولاية فيكتوريا.
في آسيا، طالب مسؤول اندونيسي النساء العاملات في منطقته بوضع النقاب بدل الكمامة، ما أثار غضب مدافعين عن حقوق المرأة.
بدورها، أعلنت هونج كونج غلق جميع مدارسها اعتبارا من الاثنين، قبل أيام من عطلة الصيف، بسبب "ارتفاع استثنائي" في عدد الإصابات.
في أوروبا، حثّ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال دول الاتحاد الـ27 إلى التعبئة لخطة تعاف للاقتصاد الأوروبي الراكد نتيجة الوباء. وقال ميشال إنه "حان وقت التحرك، حان وقت اتخاذ قرار".
ومن المقرر أن تجتمع الدول الأعضاء الأسبوع المقبل لاتخاذ قرار، لكنها تبدو منقسمة. فتدعم دول جنوب القارة خطة تعاف واسعة، فيما لا ترغب في ذلك دول الشمال الأربع "المقتصدة" (السويد، الدنمارك، هولندا والنمسا).
ويبدو الوضع حاليا تحت السيطرة في أوروبا، رغم رصد بؤر وبائية جديدة تقتضي اليقظة والحذر. وما زالت أوروبا القارة الأشد تضررا من فيروس كورونا المستجد بتسجيلها أكثر من 200 ألف وفاة، أكثر من ثلثيها في المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا.
بناء على ذلك، تفكر إيطاليا في تمديد حال الطوارئ التي يفترض أن تتنهي في 31 تموز/يوليو.
ومن المقرر أن تفرض بلجيكا الجمعة وضع كمامة في المتاجر وقاعات السينما وأماكن العبادة والمتاحف والمكتبات. ووضع الكمامة اجباري حاليا في وسائل النقل المشترك والمهن التي تتطلب "تفاعلا وثيقا"، على غرار صالونات التجميل.
وفي مواجهة تزايد اصابات كوفيد-19 في دول البلقان المجاورة واستقبال عدة سياح مصابين، قررت اليونان تعزيز الرقابة على حدودها البرية.
وفي فرنسا، سيعود الجمهور إلى مدارج ملاعب كرة القدم نهاية الأسبوع، عقب غيابه منذ بداية آذار/مارس، في مقابلات ودية، وبحد أقصى قدره 5 آلاف متفرج وباتباع بروتوكول صحي صارم.