كورونا والشتاء.. هل يفاقم البرد خطورة الفيروس؟
صحيفة "إندبندنت" تؤكد أن المملكة المتحدة قد تشهد 120 ألف حالة وفاة مرتبطة بفيروس كورونا المستجد خلال موجة ثانية للعدوى في الشتاء
سجلت المملكة المتحدة حتى 31 يوليو/تموز، 45 ألفًا و999 حالة وفاة مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، وهو رقم أعلى بكثير عن التقييمات التي خرجت خلال مارس/آذار ضمن الدراسات التي توقعت أعدادا أقل.
ورغم أعداد الإصابات المرتفعة، جرى تخفيف قيود الإغلاق المرتبطة بالجائحة تدريجيا، فيما حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن الدول الأوروبية المجاورة بدأت تشهد علامات على "موجة ثانية".
لكن رغم هذا الأمر، يريد كثيرون مواصلة تخفيف تدابير الإغلاق، ليس فقط بسبب الاقتصاد، ولكن أيضًا لأنه قد يكون هناك "سلبيات ضخمة" للانتظار حتى الشتاء لإعادة الفتح.
وطرحت صحيفة "إندبندنت" البريطانية سؤالًا مهمًا حول زيادة خطورة "سارس-كوف-2"، وهو الفيروس المسبب لمرض "كوفيد-19" خلال فصل الشتاء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في 14 يوليو/تموز وجد تقرير، طلبه المستشار العلمي للحكومة السير باتريك فالانس، أن المملكة المتحدة قد تشهد 120 ألف حالة وفاة جديدة مرتبطة بفيروس كورونا المستجد خلال موجة ثانية للعدوى خلال الشتاء.
ورجح التقرير أن تزداد خطورة المرض خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، كما حذر السير جيريمي، عضو المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ للحكومة من "زيادة سيئة للغاية".
وأشارت تقارير سابقة إلى أن "كوفيد-19" قد يتفاقم مع قدوم البرد، لكن كان ذلك بسبب اعتماد كثير من الدراسات على نموذج الإنفلونزا، غير أنه مع مرور الوقت، اتضح أن فيروس كورونا المستجد لا يعمل بنفس الطريقة التي تعمل بها فيروسات الإنفلونزا، والمعروف تزايد انتشارها في الفترة ما بين ديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار.
وقال روبرت دينجوال، الأستاذ بجامعة نوتنجهام ترنت لصحيفة "إندبندنت"، إن هناك افتراضا بأن "كوفيد-19" سيتصرف بنفس طريقة الإنفلونزا، لكن لا دليل على ذلك، موضحًا أن الوقت الحالي لا يبدو أن هناك أثرا موسميا، إذ انتشر المرض في أستراليا خلال شهور الصيف والشتاء.
ويتفق مايكل هيد، كبير باحثي الصحة العامة بجامعة ساوثهمبتون، على أن الحالات في مناطق أخرى من العالم ترجح أن الشتاء لن يفاقم الأوضاع فقط بسبب برودته، مشيرًا إلى أن تزايد أعداد الإصابات في الدول الحارة يرجح أن أشعة الشمس والرطوبة على الأرجح لا تمثل عاملا كبيرا فيما يتعلق بانتشار الفيروس.
ورأت الدكتورة جينا ماكيوتشي، محاضر علم المناعة في جامعة "ساسكس" البريطانية، أن المخاوف الحقيقية لا تتعلق بأثر الحرارة على الفيروس، بل بتأثيرها على تصرفات البشر، حيث ستزداد صعوبة التباعد الاجتماعي، الأمر الذي يمثل قلقًا بالتأكيد، خاصة أنه يعتبر عاملا مهما في التقليل من انتشار الفيروس.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA=
جزيرة ام اند امز