4 فضائح في 72 ساعة تلاحق قطر عالميا
جرائم وأزمات نظام الدوحة وقعت في سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية والجزائر وقطر وتنوعت ما بين حقوقية وأمنية وسياسية وأخلاقية.
4 أزمات وفضائح وجرائم تورط فيها النظام القطري في 4 قارات، تم الكشف عنها تباعا على مدار الـ72 ساعة الماضية، وتوجيه اتهامات لها بشأنها، وضعته في مأزق، وأثارت موجة غضب على الصعيدين العربي والدولي.
وتنوعت جرائم وأزمات نظام تميم بن حمد، التي وقعت في كل من سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية والجزائر وقطر، ما بين حقوقية وأمنية وسياسية وأخلاقية.
وتورط في إحدى تلك الجرائم شقيق أمير قطر بالتحريض على الاغتصاب، كما تم توجيه اتهامات بالفساد لناصر الخليفي واجهة الاستثمارات القطرية في مجال الرياضة.
وكشفت جرائم النظام القطري عن ارتكابه انتهاكات حقوقية ضد عمال الجزائر، والعبث بأمنها ومحاولة التجسس عليها، ومتاجرته بالقضية الفلسطينية عبر التنسيق مع رئيس الموساد الإسرائيلي لدعم حركة حماس.
الجزائر.. جريمة مزدوجة
أولى أزمات النظام القطري تم الكشف عنها الأربعاء الماضي، بعد أن أمر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، بطرد المدير العام لشركة الاتصالات القطرية "أوريدو" الألماني نيكولاي بايكرز، بناء على مراسلة شكوى تلقاها من نقابة الشركة.
وتفيد الشكوى بطرد 900 من الموظفين الجزائريين دون سابق إنذار أو أسباب قانونية أو مهنية.
وحاولت أوريدو تبرير قرار مديرها العام بالجزائر بأن "قرارات الطرد تندرج في إطار خطة لتطوير الشركة وإنقاذها من الإفلاس"، وهو الأمر الذي يكذبه رقم أرباحها السنوية التي تفوق 72 مليون دولار أمريكي، وعدد مشتركيها الذي يتعدى 14 مليون مشترك، ونسبة نمو وصلت إلى 117% في العامين الأخيرين، واحتفاظها بموظفين أجانب يتقاضون رواتب مضاعفة.
وكشفت وسائل إعلام جزائرية محلية عن أن الأسباب الحقيقية لطرد مدير الشركة القطرية تتعدى مسألة طرد 900 عامل وموظف من الشركة إلى "حد التجسس على الجزائر".
وأشارت إلى "تورط المدير العام لشركة أوريدو القطرية في شبهة عمليات تجسس لصالح دولة أجنبية"، من خلال محاولة "زرع البلبلة بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات الشعبية الناقمة على الوضعين السياسي والاجتماعي".
وأوضحت أن "نيكولاي بايكرز تلقى تعليمات من دولة أجنبية لطرد أكبر عدد ممكن من الموظفين الجزائريين بهدف الضغط على السلطات لتحقيق مصالح سياسية لتلك الدولة".
وفي الوقت الذي لم تذكر فيه المصادر الإعلامية اسم الدولة الأجنبية، فإن مصادر سياسية جزائرية رجحت لـ"العين الإخبارية" أن يكون "للنظام القطري علاقة مباشرة بقضية التجسس".
وأرجعت المصادر حديثها إلى "الدور القطري في التآمر على الجزائر خلال الأزمة السياسية العام الماضي من خلال محاولاتها اختراق الحراك الشعبي وشراء ذمم معارضين بالمال القذر للتهجم على الجيش الجزائري".
وكانت مصادر أمنية جزائرية قد كشفت لـ"العين الإخبارية" في وقت سابق أن قوات الأمن الجزائرية اعتقلت المدير العام للشركة القطرية الأربعاء الماضي، واقتادته نحو مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة لترحيله.
سويسرا.. فساد الخليفي
وفيما لم تهدأ بعد فضيحة "أوريدو" في الجزائر، تلقت قطر الصفعة الثانية، في اليوم التالي الخميس الماضي، بتوجيه النيابة السويسرية اتهامات بالفساد لناصر الخليفي، رئيس مجموعة بي إن سبورت "الجزيرة الرياضية سابقا" تتعلق بحقوق البث التلفزيوني لمباريات كروية.
وقال مكتب المدعي العام في سويسرا، إنه وجه اتهامات إلى جيروم فالك الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وإلى القطري ناصر الخليفي في قضايا تتعلق بالفساد ومنح حقوق بث مباريات عدد من البطولات منها كأس العالم وكأس القارات.
وذكر مكتب المدعي العام السويسري، في بيان، أن الشخصين "على علاقة بعملية منح حقوق بث لعدة نسخ من بطولتي كأس العالم وكأس القارات".
وكانت النيابة السويسرية قد أطلقت تحقيقها في أكتوبر/تشرين الثاني عام 2017 وتشمل الإجراءات القضائية تحقيقا يجري ضد الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم جيروم فالكه، وترتبط ببيع حقوق بث مباريات كأس العالم وبطولات عالمية للقناة القطرية.
ويعد الخليفي واجهة الاستثمارات القطرية في مجال الرياضة، إذ يتبوأ منصب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة "بي إن"، كما يرأس نادي باريس سان جرمان المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية منذ عام 2011، ويعرف عنه أيضا قربه من تميم بن حمد آل ثاني.
أمريكا.. تحريض على الاغتصاب
ومن جريمة يحقق فيها القضاء السويسري إلى جريمة أخرى تحقق فيها الشرطة الأمريكية، كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن تفاصيلها يوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى توجيه اتهامات لخالد بن حمد بن خليفة آل ثاني، شقيق أمير قطر بالتحريض على الاغتصاب.
واتهم ماثيو أليندي، الممرض الذي يقاضي شقيق أمير قطر في دعوى احتجازه قسرياً، خالد بن حمد بن خليفة، بالتحريض على اغتصاب صديقته والاعتداء بالضرب الوحشيّ وتركها بين الحياة والموت، في هجوم على منزله في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية 14 يناير/كانون الثاني الماضي.
ويقاضي "أليندي" خالد بن حمد، مطالباً بتعويض قيمته 34 مليون دولار، بعد اتهامه لشقيق أمير قطر باحتجازه كرهينة، وإجباره على العمل بشكل متواصل لإفاقته من تأثير المواد المخدرة عقب حفلاته الماجنة.
وقال ماثيو أليندي لتلفزيون "ديلي ميل" إنه عاد إلى منزله ليجد صديقته آبي هان وقد تعرضت للضرب بوحشية في غرفة نومهما، والجدران المغطاة بالدم، والسيدة البالغة من العمر 42 عاماً غير قادرة على معرفة ما يدور حولها.
ويخشى أليندي من أن يكون الهجوم له علاقة بالقضية ضد خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني شقيق أمير قطر، التي يطالبه فيها بـ34 مليون دولار.
وقالت الشرطة الأمريكية إنه في الوقت الذي لا أدلة لديها حول تورط شقيق أمير قطر في الحادث، فإنهم يتحققون من مخاوف أليندي.
ويدعي أليندي في وثائق القضية أنه أجبر على العمل "7 أيام في الأسبوع، بنحو 12 ساعة في اليوم، مع الحد الأدنى من فترات الراحة والوجبات"، وتحمل في كثير من الأحيان العمل من 20 إلى 36 ساعة متواصلة.
وأوضح أليندي أنه حاول الهرب بالقفز فوق الحائط، لكنه سقط من ارتفاع 18 قدماً وكسرت قدمه، لافتاً إلى أن موظفي الشيخ خالد جروه إلى الداخل واحتجزوه في القصر لمدة شهرين قبل السماح له بالعودة إلى منزله يتكئ على عكازين في فبراير/شباط 2018.
وفقاً للدعوى، فقد طلب شقيق أمير قطر منه خلال أسابيع من تعيينه قتل رجل وامرأة، لكنه رفض تنفيذ هذا الطلب.
قطر.. زيارة رئيس الموساد
وفيما يتواصل إزاحة الستار عن جرائم وفضائح قطر، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، عن قيام رئيس الموساد يوسي كوهين، وقائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي بزيارة سرية للدوحة في وقت سابق من فبراير/شباط الجاري.
وبحسب صحيفة "والا" الإسرائيلية، فقد التقى مدير الاستخبارات الإسرائيلية يوسي كوهين والجنرال هارتي هاليفي كبار المسؤولين القطريين في وقت سابق من فبراير/شباط الجاري، لمناقشة استمرار المدفوعات القطرية لحماس.
وفقاً للتقرير، جاءت الزيارة خلال الأسبوع الأول من فبراير/شباط الجاري، واستمرت أقل من 24 ساعة، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم قولهم: "إنه كان اجتماعاً جاداً رفيع المستوى".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي (مكان) أن مدير الاستخبارات الإسرائيلية وقائد المنطقة الجنوبية في إسرائيل التقيا عدة مسؤولين قطريين بينهم رئيس جهاز الاستخبارات محمد المسند، وشارك في الاجتماع محمد العمادي المبعوث القطري إلى قطاع غزة.
وبدأت قطر علاقاتها مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد عام 1991، وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس حكومة الاحتلال وقتها شمعون بيريز بعد زيارته لقطر عام 1996 وافتتاحه المكتب التجاري في الدوحة، وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لها، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.
ونشطت في السنوات الأخيرة الاتصالات القطرية-الإسرائيلية تحت غطاء بحث الأوضاع في قطاع غزة.
واستقبلت العاصمة القطرية الدوحة العديد من المسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى وفود وسط انتقادات داخلية وخارجية.
وكانت السلطة الفلسطينية اشتكت مراراً من الاتصالات التي تقوم بها قطر مع جيش الاحتلال وحركة حماس.
aXA6IDE4LjIxNy4xMC4yMDAg جزيرة ام اند امز