الفساد يضرب إيران.. وثائق تكشف استيلاء الحرس الثوري على أراض وعقارات
الحرس الثوري يستولي على هكتارات من الأراضي في طهران ونائب برلماني إيراني يطالب بخروج العسكريين من الاقتصاد المحلي.
تفجرت واقعة فساد كبرى داخل أروقة بلدية العاصمة طهران بعد أن كشفت شبكة إخبارية معارضة تدعى "إيران واير" عن وثائق تتعلق باستيلاء مليشيات الحرس الثوري على مساحات واسعة من الأراضي والعقارات تقدر بنحو 40 هكتارا دون سند قانوني.
وأوضحت "إيران واير" بحسب الوثائق التي بحوزتها، أن تلك المليشيات استغلت هذه الأراضي الواقعة غربي طهران بغرض تدشين مقرات لها رغم مطالبة "محمد علي نجفي" رئيس البلدية السابق محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني في نهاية العام الماضي باستعادة هذه المساحات مجددا التي استحوزت عليها عناصر المليشيات عنوة.
وتكشف الوثائق المتداولة أن "نجفي" المستقيل من منصبه مارس/ آذار الماضي، قد لفت إلى تعتيمه على الأمر خشية تسربه للجهات المعنية حفاظا على سمعة الحرس الثوري غير أن الأمر قد تفشى وخضع لاستجواب مغلق في مجلس البلدية بسبب تجاهل الرد على مطالباته.
- إيران.. شركات مليشيا الحرس الثوري تتغول على التنمية
- الحرس الثوري يستثمر "أزمة النووي" في مكاسب اقتصادية خاصة
وتنضم تلك الواقعة إلى غيرها من السجلات المتداولة حول أنشطة الحرس الثوري وتدخله في الاقتصاد الحكومي بشكل مطرد، حيث تحتكر كيانات اقتصادية تابعة لقاعدة عسكرية تدعى "خاتم الأنبياء" خاضعة لسيطرة الحرس الثوري على صفقات بمليارات الدولارات لتدشين مشروعات مختلفة في طهران ومدن أخرى.
وتخضع أكثر من 100 شركة إيرانية لسيطرة مليشيا الحرس الثوري، بقيمة قرابة 12 مليار دولار، بطاقة تشغيلية تصل إلى 40 ألف شخص، بينما تستحوذ مؤسسة "خاتم الأنبياء" على نحو 800 شركة فرعية، وحصلت من خلالها على آلاف العقود الرسمية لتنفيذ مشاريع حكومية وغيرها، إلى جانب أنشطة مشبوهة بالسوق السوداء تحقق أرباحا باهظة.
ووفقا لعدة تقارير، فإن الأنشطة الاقتصادية لقاعدة "خاتم الأنبياء" التابعة لمليشيا الحرس الثوري باعتبارها مؤسسة غير خاضعة للإشراف الحكومي تعد "أضخم مقاول لمشاريع حكومية إيرانية".
وتزايدت وتيرة تدخل تلك الشركات بمشروعات نفطية، وبنى تحتية، وشبكات خلوية، وغيرها طوال السنوات الماضية.
وعلى صعيد متصل، اعتبر نائب برلماني إيراني إصلاحي أن جذور المشكلات في بلاده ترجع إلى ما وصفها بـ "الحكومة السرية" أو "حكومة الظل"، في إشارة إلى تعاظم نفوذ جنرالات الحرس الثوري ورجال دين متشددين داخل قطاعات عدة.
وطالب "مصطفي تاج زاده" في حوار مطول مع صحيفة "إيران" الحكومية، طهران بمراجعة سياساتها في ظل حالة عدم الثقة بين الشعب والنظام بسبب تردي أوضاع البلاد، لافتا إلى ضرورة خروج العسكريين من الاقتصاد المحلي بأسرع وقت.
aXA6IDMuMTQ1LjY4LjE2NyA= جزيرة ام اند امز