غباغبو يُبحر عكس تيار واتارا بالنيجر.. ويدعو إيكواس لهذه المهمة
يجلس بهدوء في مكتبه بإحدى ضواحي أبيدجان، يتفحص على مهل الجدران الزجاجية المطلية بانعكاس أحمر للون الصالون الرابض أمام مكتب خشبي صغير.
لوران غباغبو، الرئيس الإيفواري السابق الذي لم تفقده سنواته الـ78 حيويته وروح الدعابة اللتين عرف بهما طوال حياته، كما لم تقلص من رصيدهما 8 سنوات قضاها في زنازين المحكمة الجنائية الدولية.
حرب موسعة؟.. النيجر تفتح الباب لتدخل مالي وبوركينا فاسو
وعاد غباغبو إلى كوت ديفوار، في يونيو/حزيران 2021، قادما إليها من بروكسل، عقب تبرئته من قبل المحكمة من تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
رفع عينيه يتحدث في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، متجاهلا ثقل السن والمرض، دون أن يغفل التطرق لأزمة النيجر باعتبارها ملف الساعة في بلاده التي تدعم التدخل العسكري لاستعادة النظام الدستوري في نيامي.
وفيما أعرب خلفه الرئيس الحالي الحسن واتارا عن إصراره على عودة الرئيس النيجري محمد بازوم، الذي أطاح به انقلاب عسكري، إلى منصبه، وأعلن عن حشد فرقة لتشكيل القوة العسكرية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، اتخذ غباغبو وجهة نظر معاكسة لهذا الموقف.
"الأكثر غباء"
قال غباغبو إنه "في حال تدخلت إيكواس في النيجر فستكون الحرب الأكثر غباء"، على حد وصفه.
وتابع أن مشروع العملية العسكرية هو "لعبة أكاذيب تصل إلى حد المؤامرة"، مضيفا: "نحن نتلقى الدعم من الخلف فيما يتعلق باليورانيوم والغاز"، في إشارة إلى دعم الدول الغربية لقرارات إيكواس، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا.
واغتنم غباغبو الفرصة للتنديد بما وصفه بـ"عملية الموت" التي تلوح بها إيكواس، معتبرا أن الأخيرة تبدو عاجزة عن وضع حد للانقلابات في المنطقة.
وأردف"الأشخاص الذين يديرونها (إيكواس) يخسرون الأرض. (...) أريد تعبئة هذه القوة الاحتياطية، وأن يجتمع رؤساء الأركان معًا لوضع خطة لمحاربة الإرهابيين" بدلاً من الإطاحة بالانقلابيين.
ولم يتردد في مهاجمة الرؤساء الحاليين الراغبين في "خوض الحرب" لإعادة تثبيت "الديمقراطية في النيجر"، متسائلا في شكل إنكاري"وماذا عندك؟"، في تشكيك ضمني بوجود ديمقراطية لدى الأنظمة التي أعلنت دعمها للعملية العسكرية في النيجر.
aXA6IDE4LjIyMi43OC42NSA= جزيرة ام اند امز