باحث فرنسي لـ"العين الإخبارية": إما حظر الإخوان أو مزيد من المذابح
قال المحلل السياسي الفرنسي، رولاند لومباردي، إن أيديولوجية الإخوان مبنية على مصفوفة الدعوة إلى التطرف والتبرير للإرهاب.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، أكد لومباردي أن المنظمات المرتبطة بالإخوان في فرنسا تبث الكراهية وتعمد إلى تقسيم المجتمع ومن ثم فإن مكافحتها ضرورة.
و"لومباردي"، متخصص في شؤون الشرق الأوسط، وأحد الموقعين على الرسالة المفتوحة الموجهة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وتطالب بحل منظمة "مسلمي فرنسا" (اتحاد المنظمات الإسلامية سابقاً) المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي.
ودعت 22 شخصية سياسية فرنسية، تضم شخصيات برلمانية وأعضاء بالمجالس المحلية المنتخبة ومثقفين ونشطاء من منظمات المجتمع المدني، ماكرون إلى حل المنظمة.
وحول المبادرة، قال المحلل السياسي رولاند لومباردي: "هي نابعة من مواطنين لديهم دوافع بسيطة، وهي الحفاظ على وحدة وتماسك الأمة الفرنسية في مواجهة خطر الانقسام الذي تشكله جميع الجمعيات والمنظمات المجتمعية المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بتنظيم الإخوان في البلاد".
وتابع: "كوني متخصصًا في شؤون الشرق الأوسط، فأنا أعلم جيدًا الدور الضار لهذه الأيديولوجية، لا سيما الدور التخريبي لهذا التنظيم في العالم العربي".
كما تستهدف تلك المبادرة قبل كل شيء، الحفاظ على مواطني فرنسا المسلمين، الذين يريدون في الغالب العيش والعمل بسلام في فرنسا، لا نريدهم أن يتلوثوا بهذا السم الذي هو الإسلام السياسي، بحسب لومباردي.
وحول توقيتها، قال المحلل السياسي إن فرنسا تأخرت كثيرا في هذا الأمر، لقد كان قادتنا، على مدار 30 عامًا وحتى الآن، ساذجين وملائكيين للغاية تجاه الإسلام السياسي وخطورته على المجتمعات الغربية والإسلامية.
قبل أن يستدرك: "لكن التاريخ يبين لنا أن الأوان لم يفت أبدا. كل ما يتطلبه الأمر هو القليل من الإرادة والشجاعة وعدم إضاعة المزيد من الوقت الآن".
وأكد على أن أيديولوجية الإخوان، والإسلام السياسي، مبنية على مصفوفة الدعوة إلى التطرف والتبرير للإرهاب.
وزاد قائلا: "دعونا لا ننسى أن جميع قادة تنظيم القاعدة وداعش أو غيرهم كانوا جميعًا في وقت من الأوقات مقربين من الإخوان، فالأهداف هي نفسها. إنها مجرد طريقة عمل تختلف بين داعش والإخوان".
وحول التنظيمات الأخرى التابعة للإخوان، قال الخبير المتخصص في شؤون الشرق الأوسط إنه "لا يزال هناك الكثير للأسف. هم ماهرون وفاعلون للغاية من خلال احتكار الجمعيات والمدارس القرآنية والمساجد في أحياء معينة.. فهي خطيرة لكل الأسباب التي ذكرتها بالفعل".
وعن توقعاته للخطوة المقبلة، أكد لومباردي على أنه "إذا لم تتصرف السلطات الفرنسية بأسرع ما يمكن، فسوف تزدهر هذه الجمعيات، وسمومها الأيديولوجية، وسيؤدي هذا إلى خلق العديد من التوترات بين الفرنسيين من جميع الأصول وجميع الأديان".
إذا فشل المسؤولون الفرنسيون في مكافحة الإسلام السياسي بكافة أشكاله بطريقة فعالة، فسيكون هناك المزيد من الهجمات والمذابح. إذا لم يشعر الفرنسيون بالحماية، فإنهم يخاطرون بالدفاع عن أنفسهم. وستكون هناك مأساة! باختصار هذا ما يريده بالضبط داعش والقاعدة، وفق المحلل السياسي.
وحول علاقة السلطة بالإخوان، قال إنه لا يوجد تواطؤ بين الحكومات الفرنسية والتنظيم الإرهابي، ولكن كان هناك سذاجة وتخاذل في بعض الأحيان في التعامل مع تلك التنظيمات.
ولفت إلى أن بعض المسؤولين الفرنسيين المنتخبين المحليين استخدموا هذه المنظمات الإسلامية، إما لأسباب انتخابية، أو لشراء السلم الاجتماعي في أحياء معينة.
كما تطرق المحلل السياسي الفرنسي إلى الدول الراعية للإرهاب والتي تمول مؤسسات فرنسية تابعة للإخوان وإمكانية اتخاذ إجراءات ضدها.
واعتبر أن بعض السياسيين والدبلوماسيين يركزون على قطر، ويرون فيها فقط دولاراتها ونفطها واستثماراتها الغنية أو العقود التي يمكن للقطريين التوقيع عليها لكنهم نسوا أن قطر هي مصدر آخر للدعم المالي للإخوان حول العالم، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
واختتم حديثه قائلا: "آمل بصدق أن يكون قادتنا قد أدركوا ذلك أخيرًا بعد عقود من العمى وجميع ضحايا الهجمات.. ومع ذلك، فإن الإجراءات القوية الصارمة ضد قادة الإسلام السياسي في فرنسا لا تزال خجولة جدًا وطال انتظارها. ويجب عليهم الإسراع بالتأكيد قبل أن تغرق فرنسا فيما لا يمكن إصلاحه".