وباء الأدوية المغشوشة.. تحذير أممي والخبراء يعولون على وعي المستهلك
قبل شهور نشرت هيئة الدواء المصرية قائمة بالأدوية المغشوشة الموجودة في السوق المصري، وهو ما علق عليه خبراء حينها بأن "الأدوية المغشوشة ظاهرة عالمية".
هذا التصريح الذي لم يستسغه كثيرون، حتى جاءت تصريحات من منظمة الصحة العالمية تؤكد ما ذهب إليه الخبراء.
وكان الخبراء قد قالوا حينها ، إن "غش الأدوية، ليست ظاهرة مصرية فقط، لكنها عالمية، وأن ما فعلته هيئة الدواء المصرية، تفعله هيئات الدواء بدول العالم المختلفة، بما في ذلك بعض الدول الكبرى، حيث إن النسب العالمية تتحدث عن أن غش الدواء يمثل حوالي ١٠ % من حجم سوق الدواء في العالم".
ورأى البعض حينها أن هذه التصريحات تحاول تبرئة ساحة السلطات الصحية، ولكن جاءت التصريحات التي أطلقتها مؤخرا بيرنيت بورديلون إستيف، مسؤولة إدارة تنظيم وسلامة وجودة المنتجات الطبية في منظمة الصحة العالمية، لتؤكد "عالمية الظاهرة".
وقالت إستيف خلال لقاء جديد في إطار سلسلة الحلقات المتلفزة "العلوم في خمس" الذي تقدمه فيسميتا غوبتا سميث، وتبثه منظمة الصحة العالمية عبر منصاتها الرسمية، إن العقاقير الدوائية دون المستوى المطلوب أو المغشوشة تؤذي الأطفال وتتسبب في وفاتهم، كما أشارت إلى وجود تقارير عن علاجات مغشوشة لمرض السكري وفقدان الوزن، ما دفع إلى اتخاذ تدابير للتوعية والحماية من المنتجات الطبية المتدنية الجودة والمغشوشة.
وكشفت إستيف عن أن هناك صعوبة في اكتشاف المنتجات الطبية المزورة إذ يمكن أن تكون مشابهة أو مطابقة تقريبا للمنتج الأصلي، بخاصة وأن المنتج دون المستوى المطلوب يتطلب غالبا تحليلا معمليا لتحديده.
وعن كيفية تجهيز هذه الأدوية المغشوشة، يقول محمد علي عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "الطرق مختلفة منها إنتاج دواء يحتوي على مادة فعالة ذات تركيز قليل جدا، لا يستفيد منه المريض، فيصبح الدواء كعدمه، والأخطر هو الشكل الثاني، والذي يعيد تدوير دواء منتهي الصلاحية، بوضعه في عبوة جديدة، أما الشكل الأكثر خطورة، فهو استخدام مواد شديدة الخطورة في الإنتاج مثل (بودرة السيراميك)".
ويوضح أن غش الدواء يتم في أماكن غير مرخصة بعيدة عن الرقابة، ويتم داخلها استخدام ماكينات قديمة تقوم بطباعة العلب والنشرات وشرائط الأدوية.
ويشدد عز العرب على أنه لا يوجد سبيل لمواجهة تلك المشكلة دون الاعتماد على وعي المواطن، ويقول: "يجب أن يتعلم المواطن، التفرقة بين العبوة السليمة، وتلك التي يشتبه أن تكون مغشوشة، وذلك من خلال بعض العلامات مثل أن تكون بيانات تاريخ الإنتاج والصلاحية (محفورة) على العبوة، بينما في العبوات المغشوشة تكون مطبوعة".
ويضيف: "يجب أيضا تعلم مراجعة رائحة الدواء، بحيث إذا شم رائحة فاسدة، يتشكك في مصدر هذا الدواء".
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg جزيرة ام اند امز