من يصل أولا يحكم مؤقتا.. "عصر الانقلابات" بغرب ووسط أفريقيا
انقلاب جديد في بوركينا فاسو فاجأ العالم، مساء الجمعة، لينضم لانقلاب سابق بنفس البلد، بداية 2022، لكنها حوادث ليست غريبة على المنطقة.
وفي بيان متلفز، أعلن إبراهيم تراوري، الضابط بالقوات المسلحة في بوركينا فاسو، أمس، الإطاحة بالقائد العسكري بول هنري داميبا، في انقلاب هو الثاني بـ8 أشهر في الدولة التي تعاني وضعا أمنيا صعبا بغرب أفريقيا.
لكن هذا الانقلاب الجديد في بوركينا فاسو، يعتبر هو السادس خلال ما يربو على عامين، في منطقة غرب ووسط القارة الأفريقية؛ المنطقة التي حاولت قطع أشواط في العقد الماضي، للانفصال عن سمعة "حزام الانقلابات" المرتبط بها.
وفيما يلي الانقلابات التي حدثت في هذا المنطقة في الفترة الأخيرة:
بوركينا فاسو
البداية كانت في أول أيام العام الجديد، عندما أزاح الجيش، الرئيس روش كابوري، في يناير/كانون ثاني الماضي، مبررا ذلك بتقاعس النظام في مواجهة عنف وفوضى سببها الإسلاميون المتطرفون.
وبعيد الانقلاب، أصدر القائد الجديد، اللفتنانت كولونيل، بول هنري داميبا، تعهدا بعودة الأمن في البلد، لكنه لم يستطع تنفيذ التعهد وتكثفت الهجمات في مناطق متفرقة وتراجعت الروح المعنوية في الجيش، وفق رويترز.
وكان أحدث هجوم الأسبوع الماضي، عندما هاجم مسلحون قافلة كانت تنقل إمدادات إلى بلدة في شمال البلاد، ما أدى إلى مقتل 11 جنديا، فيما لا يزال 50 مدنيا مفقودين.
وبعد الانقلاب الأول هذا العام، علقت مجموعة إيكواس الاقتصادية بمنطقة غرب أفريقيا (١٥ دولة عضو)، عضوية بوركينا فاسو، قبل أن تتوصل لاتفاق مع الأخيرة على فترة انتقالية تمتد عامين وتعيد الحكم المدني.
ولكن بعد الانقلاب الثاني أمس، لا يعرف على وجه الدقة، مصير هذه الاتفاقية بين الطرفين.
دولة مالي
في أقل من عام شهدت مالي انقلابين متتاليين، وبالتحديد في أغسطس/آب 2020 ومايو/أيار 2021، ما فاقم معاناة البلاد أمنيا واقتصاديا.
وفي الانقلاب الأول، أزاحت مجموعة من القوات المسلحة، يقودها أسيمي جويتا، رئيس البلاد إبراهيم بوبكر كيتا، من السلطة، بعد مظاهرات غضب ضد حكومة الأخير إثر تدهور الوضع الأمني ومزاعم فساد.
لكن دول الجوار في غرب أفريقيا مارست ضغوطا قوية على القيادة الجديدة، ما دفعها إلى ترك السلطة لحكومة مؤقتة يقودها مدنيون، وتتولى الإشراف على إدارة فترة انتقالية من 18 شهرا، تعيد البلاد للحكم المدني والانتخابات.
بيد أن خلاف وقع بين المجموعة التي نفذت الانقلاب والرئيس المؤقت، باه نداو، قبل أن تقوم المجموعة بتنفيذ الانقلاب الثاني، وأصبح أسيمي جويتا رئيسا للبلاد.
وبعد الانقلاب، أعلنت الإدارة الجديدة تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة 2022 خمس سنوات، وفرضت منظمة إيكواس عقوبات قاسية على مالي، ما فاقم معاناة البلاد الاقتصادية.
وعادت إيكواس وخففت العقوبات بعد أن قدمت السلطة بمالي مقترحا بفترة انتقالية تمتد عامين، وإعداد قانون جديد للانتخابات.
تشاد
في أبريل/نيسان 2021، سيطر الجيش في تشاد على السلطة بعد مقتل رئيس البلاد السابق، إدريس ديبي، أثناء قتال مع متمردين في المناطق الشمالية.
وكانت هذه الخطوة مخالفة للدستور التشادي الذي ينص على أن يتولى رئيس البرلمان رئاسة البلاد، إذ أن المجلس العسكري تدخل بعد مقتل ديبي وحل البرلمان، تحت شعار "ضمان الاستقرار"، وفق رويترز.
وبعد ذلك، عٌين الجنرال محمد إدريس ديبي، نجل الرئيس الراحل، رئيسا مؤقتا، وجرى تكليفه بإدارة فترة انتقالية من 18 شهرا وصولا للانتخابات.
لكن انتقال السلطة للمجلس العسكري ومحمد ديبي حرك أعمال شغب في نجامينا، ورد الجيش بقمعها.
غينيا
آخر بلد شهد انقلابات في وسط وغرب أفريقيا في العامين الماضيين هي غينيا، حيث أطاح الكولونيل بالجيش، مامادي دومبويا، برئيس البلاد ألفا كوندي في سبتمبر/أيلول من عام 2021.
حدث ذلك بعد عام واحد من تغيير كوندي، دستور البلاد، لإلغاء القيود التي تحول بينه وبين الترشح لولاية ثالثة، ما أدى لمظاهرات وأعمال شغب كبيرة.
وبعد الانقلاب، بات دومبويا رئيسا مؤقتا لغينيا، وتعهد بفترة انتقالية 3 سنوات ثم إجراء انتخابات حرة وديمقراطية.
إلا أن إيكواس رفضت جدول المرحلة الانتقالية وقررت فرض عقوبات على القيادة الجديدة، بينها تجميد حسابات بنكية. كما منحت البلاد مهلة حتى 22 أكتوبر/تشرين أول الجاري، لتقديم جدول زمني معقول للانتقال الديمقراطي.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز