كورونا يعصف بحجم التجارة العالمية.. انخفاض تاريخي
الدلائل تشير إلى أن عودة التدفقات التجارية إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا سيستغرق وقتا ليس بالقصير
انهار تدفق التجارة العالمية في ربيع هذا العام، مسجلا أكبر انخفاض له منذ عقدين، حيث تسبب الإغلاق الذي فرضته دول العالم للحد من تفشي فيروس كورونا في توقف النقل الجوي والبحري ووجه ضربة للطلب على العديد من السلع الاستهلاكية والاستثمارية.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه بالرغم ظهور بوادر انتعاش في حركة البضائع عبر الحدود الأمريكية مؤخرا، إلا أن الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي سببها فيروس كورونا المستجد، يتوقع أن تعيد تشكيل التجارة العالمية على المدى البعيد.
وأشارت التقارير إلى أن بعض الحكومات التي تأثرت بنقص الإمدادات الطبية المصنعة محليا عقب تفشى فيروس كورونا، دعت إلى إقامة حواجز تجارية والدفع بالاتجاه التصنيع المحلي.
وقال المكتب الهولندي لتحليل السياسة الاقتصادية إن تدفقات السلع عبر الحدود كانت أقل بنسبة 12.5% خلال الربع الثاني من العام الحالي، والتي تنتهي في يونيو/حزيران الماضي، مقارنة بالربع الأول من العام ذاته.
وتجاوز هذا الانخفاض التاريخي، الضربة التي تعرضت لها التجارة في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وانتعشت بعض التدفقات التجارية بسرعة أكبر، مع اقتراب الربع الثاني من نهايته، ووفقا لوكالة الإحصاء الألمانية، ارتفعت مبيعات البضائع إلى الصين بنسبة 15.4%، في يونيو/حزيران الماضي، مقارنة بالعام السابق.
وأوضح التقرير أن الصين كانت أول اقتصاد رئيسي يفرض حالة الإغلاق وأول من يرفعها. لذا ارتفعت صادراتها في الربع الثاني بنسبة 2.4%، بعد انخفاض بنسبة 7.7% في الربع الأول. نظرًا لأن الولايات المتحدة ومنطقة اليورو كانتا في حالة إغلاق لمعظم فترة الثلاثة أشهر فقد انخفضت صادراتهما بنسبة 24.8% و 19.2% على التوالي.
كما انخفضت المبيعات الألمانية إلى الولايات المتحدة بنسبة 20.7٪ عن العام السابق، في إشارة واضحة إلى أن أكبر اقتصاد في العالم بدأ يخرج من حالة الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا.
على الصعيد العالمي، ارتفعت التدفقات التجارية بنسبة 7.6%، في يونيو/حزيران الماضي، بعد انخفاضها بنسبة 1.1%، في مايو/أيار الماضي، و12.3%، في أبريل/نيسان السابق له.
وقالت منظمة التجارة العالمية إن حجم التجارة من المرجح أن ينخفض بنسبة 13% هذا العام، مقارنة بعام 2019.
وكانت المنظمة، التي تتخذ من جنيف مقرا لها، حذرت من أن التدفقات التجارية قد تنخفض بمقدار الثلث، وهو أكبر انخفاض منذ الثلاثينيات.
وتشير الدلائل إلى أن عودة التدفقات التجارية إلى مستويات ما قبل الجائحة، سيستغرق وقتا.
aXA6IDE4LjExOS4yOC4yMTMg جزيرة ام اند امز