تحذير للحوامل والمرضعات.. الإصابة بكورونا تفوق خطر اللقاح
إصابة الحوامل والمرضعات بفيروس كورونا سيئة جدا، لكن في الوقت نفسه من المرجح أن تنقل الأم بعض الحماية إلى طفلها إذا حصلت على اللقاح
ووفقا لدراسة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، فإن احتمالية إدخال الحوامل المصابات بكورونا لوحدات العناية المركزة أو إخضاعهن للتنفس الصناعي أو حتى الوفاة، أكبر مقارنة بسيدات من نفس أعمارهن لكنهن غير حوامل.
وأشارت دراسة من جامعة كاليفورنيا، تابعت الحوامل بعد أن ثبتت إصابتهن بفيروس كورونا المستجد، إلى أن ربعهن استمروا في المعاناة من أعراض المرض لمدة 8 أسابيع أو أكثر.
ويرى خبراء أن الإصابة بكوفيد-19 أثناء الحمل يمكن أن تؤدي أيضا إلى خطر الولادة المبكرة.
كما انتقل الفيروس من 10 إلى 15 مولودا لسيدات مصابات بكوفيد-19 عند الولادة، وفقا للأدبيات العلمية.
ورغم عدم وجود بيانات كثيرة حول استجابة الحوامل والمرضعات للقاح كوفيد-19، إلا أن خبراء يشددون على أن فوائد اللقاح ربما تفوق مخاطره بالنسبة لهن، وفقا لصحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية.
وبحسب البيانات المتوفرة حتى الآن، ما لم تكن السيدة قادرة على عزل نفسها تماما في المنزل خلال فترة الحمل، فإن المخاطر المعروفة للإصابة بكوفيد-19 ربما تفوق المخاطر النظرية للحصول على اللقاح.
تقول د/ جيتا كريشنا سوامي، طبيبة التوليد وأمراض النساء في مركز ديوك الطبي، إن الخطر لا يمكن أن يكون (صفر) بدون بيانات، لكن حتى الآن لا يوجد أي شئ يجعلنا نفترض أن الحوامل أو أطفالهن الذين لم يولدوا بعد سيكون غير آمنين.
وأوضحت أنها أقل قلقا فيما يتعلق بحصول المرضعات على اللقاح، وأنه من غير المحتمل أن ينتقل عبر حليب الأم.
وأشارت إلى إنه لكي يؤذي اللقاح الطفل الذي يرضع من الثدي، يجب أن ينتقل من الذراع إلى أنسجة الثدي ثم إلى حليب الثدي ثم يهضمه الطفل، وهي مهمة كبيرة.
وقالت إنه من المرجح أن تنقل المرأة التي تحصل على اللقاح أثناء الحمل بعض الحماية إلى طفلها الذي لم يولد بعد، مع حماية تدوم على الأرجح لبضعة أشهر بعد الولادة، وقد يوفر حليب الأم بعد ذلك أجساما مضادة تدوم طويلا.
من جانبها، أعربت أكاديمية طب الرضاعة الطبيعية عن ارتياحها مع لقاح كوفيد-19 للمرضعات، وكتبت في إرشاداتها الجديدة أنه من من غير المحتمل أن يكون للقاح أي آثار بيولوجية على الرضيع الذي يرضع طبيعيا.
وحتى الآن، لم تشمل أي من التجارب السريرية الكبيرة للقاحات كورونا المستجد، الأمهات الحوامل أو المرضعات. وتجري شركتا فايزر و"بيو إن تك" حاليا تجارب اللقاح على الحيوانات قبل بدء التجارب على الحوامل العام المقبل.
بينما أكملت شركة موديرنا دراسات عن السموم التي يمكن أن تصيب الفئران، وخلصت مراجعة لإدارة الغذاء والدواء إلى أنها لا تضر بالإنجاب أو نمو الجنين.
وأظهر لقاحي (فايزر وبيو إن تك)، أمانا وفعالية أكثر من 94٪ في التجارب السريرية الكبيرة التي لم تستهدف النساء الحوامل، رغم أن 23 امرأة في تجربة فايزر وبيو إن تك و 13 امرأة في تجارب لقاح موديرنا حملن أثناء التجربة، وهوعدد صغير جدا للحكم على مدى فعالية اللقاح لديهن، لا سيما إنهن لم يحصلن على الجرعة الثانية من اللقاحات بعد معرفتهن بالحمل.
لن يتمكن معظم الأشخاص من الوصول إلى اللقاح لعدة أشهر حتى يتم الانتهاء من إنتاج اللقاح، ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من البيانات بحلول الوقت الذي تحصل فيه معظم الحوامل على اللقاح. لذلك يظل الحصول على لقاح كوفيد-19، خيار الحوامل والمرضعات الخاص.