مخ الجنين في خطر.. قلق الأم الحامل يؤثر على نموه العصبي
توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون في مستشفى الأطفال الوطني بالولايات المتحدة إلى أن القلق لدى الحوامل يؤثر على نمو دماغ الأجنة.
وأشارت الدراسة إلى أن القلق يغير الاتصال العصبي في الرحم، وهذه النتيجة يمكن أن تساعد في تفسير الروابط طويلة الأمد بين قلق الأمهات واضطرابات النمو العصبي لدى أطفالهن.
ويقول الباحثون إن التوتر والقلق، أو الاكتئاب لدى الحوامل، لا يرتبط بنتائج ولادة سيئة فحسب بل وبمشكلات اجتماعية وعاطفية وسلوكية لدى أطفالهن، بحسب ما ذكر موقع "ميديكال إكسبرس".
واستخدم القائمون على الدراسة تقنية تسمى التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لحالة الراحة (rs-fMRI) لاستكشاف الدوائر العصبية النامية في الأجنة في مراحل مختلفة من التطور في أواخر الثلث الثاني والثالث من الحمل.
شارك في الدراسة 50 سيدة حامل من العاصمة واشنطن تتراوح فترة حملهن ما بين الأسبوع 24 و39، وقامت كل منهن بملأ الاستبيانات المثبتة والمستخدمة على نطاق واسع لفحص التوتر والقلق والاكتئاب لديهن.
بعد ذلك، خضعت أجنتهن لفحوصات دماغية أظهرت صلات بين المناطق المنفصلة التي تشكل الدوائر.
وبعد تحليل النتائج، وجد الباحثون أن اللاتئ حصلن على درجات أعلى لأي من أشكال القلق كانوا أكثر عرضة لحمل أجنة لديهم روابط أقوى بين جذع الدماغ والمناطق الحسية الحركية، وهي مناطق مهمة للإثارة والمهارات الحسية، مقارنة بمن حصلن على درجات قلق منخفضة.
في الوقت نفسه، كان من المرجح أن يكون لدى أجنة النساء الحوامل المصابات بدرجات مرتفعة من القلق، روابط أضعف بين قشور الرابطة الجدارية الأمامية والقذالية، وهي مناطق تشارك في الوظائف الإدراكية التنفيذية والعالية.
سيكون من الضروري إجراء المزيد من الدراسات لمتابعة الأطفال الذين يعانون من هذه الاختلافات الجنينية في الاتصال العصبي لتحديد ما إذا كانت هذه الاختلافات في تطور الدوائر العصبية يمكن أن تتنبأ بالمشاكل المستقبلية.
بالإضافة إلى أنه من غير المعروف ما إذا كان تخفيف توتر الأم وقلقها يمكن أن يتجنب أو يعكس هذه الاختلافات الدماغية وهو ما يعكف القائمون على هذا البحث على دراسته حاليا.
وفي هذه الأثناء، تؤكد هذه النتائج أهمية التأكد من دعم النساء الحوامل في ما يتعلق بمشاكل الصحة النفسية والعقلية، مما يساعد على ضمان الصحة الحالية والمستقبلية لكل من الأمهات والأطفال.