"العربية للهلال والصليب الأحمر" تدعو للاهتمام بالإعلام الإنساني
أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر يؤكد أهمية جمع الخبرات الإعلامية المتنوعة لخدمة الإعلام الإنساني والارتقاء بخطابه
اختتمت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "الدورة الثالثة للإعلام الإنساني"، التي استضافتها جمعية الهلال الأحمر المصري في القاهرة يومي الأول والثاني من أغسطس/آب الجاري تحت شعار "بالعمل نصنع الأمل"، بمشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمكتب الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "المينا زون".
وأقيمت الورشة بحضور أكثر من 60 إعلاميا من مختلف الوسائل الإعلامية، شاركوا في تبادل الخبرات وأسهموا في طرح الآراء وتقديم الرؤى والتصورات التي تساعد في الارتقاء بلغة خطاب الإعلام الإنساني.
وتأتي هذه الورشة ضمن جهود المنظمة الحثيثة وبالتنسيق مع الجمعية الوطنية والتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمكتب الإقليمي للاتحاد لبناء قدرات الجمعيات الوطنية العربية في محور شمال أفريقيا والدول المجاورة، ونقل التجارب الناجحة وتبادل الخبرات كإحدى مهام المنظمة ورسالتها نحو الجمعيات الوطنية العربية التي تعمل في عالمنا العربي، الذي يشهد حاليا أكبر فضاء إنساني مصدر للمآسي واللجوء وتزايد الصراعات والأمراض وانعدام التعليم للعديد من اللاجئين والنازحين والمهاجرين، الأمر الذي يجعل من الإعلام عاملاً مهماً للتوعية والتثقيف وتحقيق المزيد من التكامل الفاعل مع تلك المكونات من الجمعيات الوطنية بما يحقق "المشاركة المجتمعية"، ويكشف عن حاجة تلك الفئات في ظل تزايد التحديات المعاصرة وزيادة وتيرتها المؤلمة في الآونة الأخيرة.
وثمن الدكتور صالح بن حمد السحيباني، أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، الجهود التنسيقية والتعاونية التي قدمتها جمعية الهلال الأحمر المصري في سبيل إنجاح هذه الورشة النوعية ومشاركة المنظمة هذا الحدث ضمن رسالة الحركة الدولية الإنسانية، مشيداً بالحضور الإعلامي الكبير الذي تنتظر منه الساحة الإنسانية المشاركة الحقيقية في صناعة الأخبار والتقارير التي تكشف عن المعاناة وتسهم في صناعة الأمل والتفاؤل وتلبية الاحتياج، وأكد دور جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في توفير المصادر الإعلامية للرأي العام.
وأشار "السحيباني" إلى أن هذه الورشة التدريبية تقام في وقت تعاني فيه بعض الأوطان العربية من الصراعات والأزمات والكوارث والنزاعات التي أكلت الأخضر واليابس وراح ضحيتها بكل ألم الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما يؤكد أهمية هذه الدورة في جمع هذه الخبرات الإعلامية المتنوعة لخدمة الإعلام الإنساني، وطالب بإبراز دور الجمعيات الوطنية والوقوف معها ومشاركتها رغم التحديات التي تواجهها، وعبر عن ثقته إزاء ما يقدمه الإعلام بجميع وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة من برامج مهمة إزاء معالجة المشكلات الناتجة عن هذه المآسي، سواء بالتوعية قبل وقوعها أو البحث عن المعلومة حال وقوعها، أو تغطية ما بعد وقوعها للحد من آثارها وتوسيع نطاقها.
ودعا الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الإعلاميين في العالم العربي إلى التسجيل عبر الرابط http://eepurl.com/cDdzOn بهدف حصر المهتمين بالإعلام الإنساني والتواصل معهم وعقد الدورات المتخصصة في المجال ذاته لهم.
وفي السياق ذاته، أشادت الدكتورة مؤمنة كامل، أمين عام جمعية الهلال الأحمر المصري، بأهمية الإعلام الإنساني كتوجه يتطلب من الجمعيات الوطنية إدراكه والعمل على توفير نوعية المعلومات التي يحتاج إليها المواطن في وقت الكوارث، والمعلومات كضرورة إنسانية أولاً، ومهنية ثانياً، وأشارت إلى أن فهم هذه المعلومات من قبل الإعلاميين هو سبيل لفهم احتياجات المجتمع بالذات، وأن الدورة استعرضت العديد من المواضيع ذات العلاقة بصياغة إعلام إنساني يواكب المرحلة من خلال ما أتاحته للحضور من مناقشة مكونات الحركة الدولية الإنسانية، إذ كانت الجلسات تؤكد تخصيص مساحات وبرامج إنسانية في وسائل الإعلام المتنوعة ورفع مستوى التعاون مع الجمعيات الوطنية.
وأكدت "كامل" أن جلسات ورش الدورة حملت التفاؤل نحو تجسير الهوة الإعلامية بين الجمعيات الوطنية والجهات الإعلامية بهدف نقل الأحداث، وإيصال المعلومات، وتعزيز الدور المهني للإعلام الإنساني من خلال الالتزام بمبادئ الحركة الدولية السبعة التي تقوم على الإنسانية، وعدم التحيز، والحياد، والاستقلال، والخدمة التطوعية، والوحدة، والعالمية.
وقد شهدت الدورة العديد من التجارب الإنسانية العصرية، حيث تم استعراض تجربة الهلال الأحمر المصري في نشر الرسائل التوعوية، وتجربة الهلال الأحمر الكويتي في التعامل الإعلامي الميداني مع الأزمات الإنسانية، وتجربة هيئة الهلال الأحمر السعودي في الإدارة الإعلامية للحشود والتوعية المجتمعية عموما وخلال موسم الحج تحديدا.
وشملت العديد من الجلسات والورش التي ناقشت الإعلام الإنساني أثناء النزاعات المسلحة، والإعلام الإنساني أثناء الكوارث وحالات الطوارئ، وصياغة البيانات الصحفية والنداءات الإنسانية، إضافة إلى المائدة المستديرة التي جمعت الإعلاميين والمتحدثين لمناقشة واقع الإعلام الإنساني في البلاد العربية تجاه الأزمات الراهنة، واستعراض المآسي والمعوقات التي تواجه الجهات الإعلامية في الوصول للمعلومة الصحيحة، والمعوقات المهنية التي تحول دون وصول الإعلام للمآسي، وتدريب الإعلاميين بكيفية التعامل مع المآسي، والموضوعية والحياد في عرض المواضيع، وترتيب أولويات الإعلام في تناول القضايا المختلفة للاجئين والنازحين والمهاجرين، وتكوين إعلام إنساني عربي بهدف الربط بين القضايا العامة الإنسانية المتشابهة في بعض دول العالم العربي المتعلقة بالأزمات.
وفي ختام الدورة تسلّم ضيوف الدورة من الإعلاميين شهادات الحضور والتقدير وسط اهتمام بالغ أكدوا خلاله أن مشاركتهم بهذه الورش المميزة ونتائجها المثمرة ألقت بظلالها على مسيرتهم الإعلامية.
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز