احتفالات رونالدو.. صراع عمره 22 عاما بين التواضع والغطرسة
اختلفت احتفالات البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم النصر السعودي وأسطورة ريال مدريد الإسباني على مدار السنين، منذ بزوغه كنجم واعد وحتى الآن.
ولعب رونالدو على مدار مسيرته التي بدأت على المستوى الاحترافي في عام 2002، بين صفوف فرق سبورتنغ لشبونة البرتغالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي (فترتين) وريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي وحاليا النصر.
وخلال تلك السنوات برز رونالدو بقميص منتخب البرتغال في العديد من البطولات الكبرى على مستوى كأس العالم وكأس أمم أوروبا.
ويبقى الاحتفال الأشهر لرونالدو خلال تلك السنوات هو احتفال "SI" الذي كان يقوم فيه بعمل شكل الطائرة التي تهبط على الأرض وهو يصرخ وهو احتفال بدأ أثناء وجوده في ريال مدريد.
آخر احتفالات كريستيانو رونالدو
لكن كريستيانو رونالدو عاد مؤخراً ليكشف عن احتفال جديد، ويواصل إبهار متابعيه وعشاقه وهذا المرة في دوري أبطال آسيا للنخبة 2024-2025.
وجاء الاحتفال الجديد لرونالدو عقب التسجيل في البطولة الآسيوية، من خلال رفع اليدين في الهواء ومواجهة السماء بأعين مغلقة.
وجاء هذا الاحتفال موجهاً لوالد "الدون" الذي توفي في العام 2005، وكان يفترض يومها أن يتم عامه الـ71.
الاحتفال الأول ضد توتنهام
حين انضم رونالدو في عام 2003 إلى مانشستر يونايتد في عمر 18 سنة، تميزت احتفالاته بالعفوية ولم يزد عن كونه إشارة بقبضة يده.
ويوضح خبير لغة الجسد دارين ستانتون، في تحليله لطريقة احتفالات الدون في تصريحات لصحيفة "ذا صن" البريطانية بقوله: "هنا نرى إشارة بقبضة اليد، إن هناك مراحل لتطوير الثقة بالنفس. هذه إشارة قوة قد يقوم بها نوع من الأبطال الخارقين".
ويواصل: "في هذه المرحلة من حياته المهنية، كان متواضعًا إلى حد معقول، كان هذا دائمًا احتفاله عندما يلعب جيداً، ومع العلم بما سيأتي لاحقًا في حياته المهنية هذا يعني بالفعل قوة خالصة، كأنه يقول: أنا الرجل".
أكثر غطرسة وقوة
في عام 2006 حين أصبح "الدون" نجم المنتخب البرتغالي وأحد أهم اللاعبين الشباب في العالم، قبل عامين من فوزه بالكرة الذهبية لأول مرة، احتفل بشكل غاب عنه التواضع عند التسجيل في مرمى ويغان الإنجليزي.
وعن هذا الاحتفال تحدث خبير لغة الجسد بقوله: "هذه لفتة قوة مثيرة للاهتمام للغاية، ولكن الأمر الأكثر إثارة هو أنه من الواضح أنه طور الكثير من ثقته في نفسه في تلك المرحلة".
وأتبع: "لذا فإن هذه لفتة أكثر غطرسة لأن وجهه لم يكن متواضعًا كما في الصورة السابقة وحاجبيه متجاورين وعيناه مسحوبتان إلى أسفل، في الواقع، كان يشير بفمه ويصرخ".
وأردف: "إنها أكثر من مجرد لفتة من نوع انظر إليّ. إنها إظهار للانتشار في مساحة أكبر، الآن نرى عناصر الغطرسة والغرور تتسلل إلى داخله".
السعادة الحقيقية
في سنة 2009 حين كان رونالدو متوجا بالكرة الذهبية للمرة الأولى في مسيرته، انتقل إلى ريال مدريد الإسباني في صفقة انتظرها على مدار عامين كاملين.
وهنا يتحدث داروين عن طريقة احتفال رونالدو عند انتقاله إلى "الميرينغي" قبل 15 عاما ويؤكد: "هنا سنراه أكثر تطوراً، ولا يخلو الأمر من بعض الوقاحة والابتسامة العريضة الكبيرة".
وأتبع: "الطريقة التي يمكننا من خلالها معرفة أن شخصًا ما سعيد حقًا وفي حالة من الفرح، هي أن لديه ما نسميه خطوط الضحك أو أقدام الغراب".
وأكمل "هذا موجود لدى أي شخص آخر في أي عمر، من العشرينات وحتى الثمانينات وما فوق، إذا لم تكن هذه الخطوط موجودة، فهذه ابتسامة مزيفة، ولكن في هذه الصورة يمكننا أن نقول إن رونالدو سعيد للغاية".
استعراض العضلات
لجأ رونالدو عبر مسيرته وفي أوقات مختلفة إلى الإشارة نحو عضلاته في احتفال "استعراض العضلات" سواء في 2004، إبان مشاركته في كأس أمم أوروبا التي استضافتها بلاده أو فيما بعد في لحظات مختلفة من مشواره.
ويؤكد دارين: "كلما زاد الحيز الذي يشغله شخص ما فإنه يخبرنا بحقيقة ما يجري داخه، فحين يخلع قميصه ويكشف عن عضلاته عند التسجيل ضد هولندا في يورو 2004 كأنه يقلد بروس لي، فإن هذا يعني الغطرسة المطلقة والعزم والكثير من المشاعر، هي لفتة متطرفة، لأن كلما زادت المساحة التي نشغلها، كلما شعرنا بأننا أكثر أهمية في البيئة المحيطة بنا".
وكرر رونالدو هذا الاحتفال في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد أتلتيكو مدريد الإسباني في نسخة 2014 التي توج خلالها "الميرينغي" باللقب العاشر في تاريخه وللمرة الأولى في عصر "الدون".
احتفال رونالدو في كأس العالم
خلال مشاركته في أول كأس عالم بمسيرته، عام 2006 في ألمانيا، ركع على ركبتيه بعد التسجيل في مرمى إيران ونظر إلى السماء، ليصور نفسه على أنه الشخص المنتصر.
ويحلل دارين هذه اللمسة قائلاً: "الاحتفال هنا مميز ويعني لفتة القوة؛ لأننا الآن لا نراه يقوم بهذا الاحتفال المميز فحسب، بل نراه أيضًا راكعًا على ركبتيه، ويبدو الأمر وكأنه يصلي، لقد أغمض عينيه، إنه يشبه التأمل إلى حد ما، يصرخ إلى السماء، مرة أخرى".
ويضيف: "إنها مجرد لفتة قوة كاملة وكل شيء يدور حوله. إنه يشعر بأنه الرجل الرئيسي، إنه نجم العرض، لا تزال لدينا لحظات الغطرسة المقبلة، ولكن أيضًا حقيقة أنه يشعر بالقوة المطلقة ويستمر في النمو في ثقته بنفسه".
عندما تغيّر كريستيانو رونالدو
انتقل رونالدو في عام 2018 بشكل اعتبره الكثيرون مفاجأة من ريال مدريد إلى يوفنتوس، وهنا حدث بعض التغيير في تصوره الشخصي لنفسه.
ويوضح خبير لغة الجسد بقوله: "هنا في احتفالاته الأولى مع يوفنتوس، لا نرى التعبير عن إيماءات القوة باليدين الأمر يشبه الطيران، كأنه قائد أو زعيم لمجموعة، زملاءه خلفه وهو في المقدمة، ولكنه يشعر بنشوة تظهر في فكه الخارج".
ويتبع: "نحن نراه الآن ينتقل إلى مستوى أعلى بكثير من الثقة بالنفس والقوة الشخصية، لذا فقد وضعنا يديه بجانبه الآن بدلاً من الأمام".
الجنين يسجل الهدف 900
حين سجل كريستيانو رونالدو في مرمى كرواتيا الهدف رقم 900 في مسيرته خلال مباراة في دوري أمم أوروبا الشهر الماضي، اتخذ وضع الجنين وضحك كطفل ورأسه على الأرض.
ويشير دارين بقوله: "إننا هنا نرى نسخة مختلفة جدًا من رونالدو. وهو في ما نسميه وضع الجنين، وذلك حين ترغب في أن تعود للتواضع الذي كنت عليه يوماً ما، أن تبدو صغيراً قدر الإمكان عبر ركبتين مطويتين وتغطية الرأس، هنا العكس تماماً عن محاولة أخذ مساحة أكبر للتدليل على القوة".
ويؤكد: "عندما يضع شخصا نفسه في وضع الجنين، فإنه يحاول الانسحاب من كل شيء. وهذا يعني أنه يعود إلى الداخل، في النهاية الأمر لا يتعلق بأي شخص آخر، إنه يتعلق بنفسه وهو يعود إلى نسخة أكثر تواضعًا من نفسه لأنه يحب بلاده، لديه الكثير من الفخر والعاطفة والثقة والدافع".
aXA6IDMuMTQ3LjUxLjc1IA==
جزيرة ام اند امز