أزمة مجهولة السبب في سوق "الكريبتو".. استثمار لأصحاب القلوب القوية؟!
تشهد سوق العملات الافتراضية هجرة جماعية من قارب يغرق، بحسب ما يراه مئات آلاف -إن لم يكن ملايين المستثمرين في هذه السوق المتقلبة.
بالأرقام، تشير بيانات منصة كوين بيس للعملات المشفرة، أن القيمة السوقية لإجمالي العملات الافتراضية حول العالم بلغت في التعاملات الصباحية، الخميس، نحو 1.3 تريليون دولار أمريكي.
ويقل هذا الرقم عن الذروة التاريخية للقيمة السوقية للعملات الافتراضية المسجل في نوفمبر/تشرين ثاني من العام الماضي، والبالغ 3.1 تريليونات دولار أمريكي، أي أن السوق فقدت 58% من قيمتها السوقية.
مراهقو العملات
يعود جزء كبير من هذا التراجع، إلى من يطلق عليهم "مراهقو العملات المشفرة"، وهم أولئك الذين دخلوا السوق عن طمع بحثا عن الثراء السريع والهرب منها مؤقتا والعودة لتحقيق ضربة ربحية جديدة.
ووجدت سوق العملات المشفرة، طريق الازدهار خلال العامين الماضي والجاري، من خلال دخول مستثمرين جدد ضخوا أموالهم بحثا عن ارتفاعات في الأرباح قبل المغادرة.
ولكن ما حدث في الأزمة الحالية، والتي يتفق الخبراء على أنها أزمة ليست كسابقاتها في سوق متقلبة، أن صغار. المستثمرين هربوا للخروج بأقل الخسائر من السوق، إلى جانب الارتباكات في الأسعار.
هوامير الكريبتو
وأمام موجة الهروب والبيع الكثيف، كان "المستثمرون القدماء" أمام فرصة ذهبية للشراء، تطبيقا لنظرية الشراء بينما السوق تنهار، وهو ما حصل أمام شريحة من المستثمرين الباحثين عن بيتكوين بسعر 26 ألف دولار على سبيل المثال.
وينتظر المستثمرين "القدماء" أو الخبراء، نزول أسعار العملات المشفرة إلى قاع يتوقع أن يكون عند 22 ألف دولار لوحدة بيتكوين، قبل أن تعاود الصعود مجددا لمستويات فوق 40 ألف دولار، وفق تقديرات خبراء في كوين بيس.
وهنا، لم يمنع الانهيار الأخير للعملات المشفرة المستثمرين الذين يتطلعون إلى الثراء على المدى المتوسط، في الاستمرار بالاستثمار في هذه السوق المتراجعة.
المسألة الأخرى التي أضافت مزيدا من الضبابية وعملات البيع المكثف من جانب صغار المستثمرين، تحليلات قد تكون مضللة عن قصد، لبث الرعب في نفوس المستثمرين غير الخبراء للبيع على المكشوف.
وأورد تقرير لواشنطن بوست أن سوق العملات المشفرة اليوم تشهد إحدى أكبر عمليات التصحيح منذ بدء نشاطها في عام 2008، بعد الفقاعة التي شهدها الاستثمار في 2021 بعد جائحة كورونا.
أزمة مجهولة السبب
ومن المرجح أن يكون انهيار سوق العملات الرقمية ناتجا عن عدة عوامل، ويستبعد أن يكون بسبب عملة (TerraUSD) التي من المفترض أن تكون مرتبطة بالدولار الأميركي، وهناك أسباب أخرى مرتبطة بأسعار الفائدة.
ويوضح الموقع سبب الإقبال على الاستثمار في العملات الرقمية، ويقول إنه "لسنوات، كانت أسعار الفائدة قريبة من الصفر، مما يجعل السندات المصرفية وسندات الخزانة تبدو غير مجدية كاستثمارات، في حين أن العملات المشفرة والرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال (NFTs) تبدو جذابة".
ويشار إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وبنك إنكلترا قاما مؤخرا بزيادة أسعار الفائدة بأكبر قدر منذ عام 2000. كما أدت عمليات الإغلاق لمكافحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا إلى التأثير على الأسواق.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز