العملات المشفرة في حرب روسيا وأوكرانيا.. بطل على الجبهتين

لعبت العملات المشفرة دور "الجندي البطل" على جبهتي الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إذ استغلها الطرفان لتحقيق عدة أغراض هامة.

فبعد استبعاد بنوكها الكبرى من نظام سويفت العالمي، وجدت روسيا في العملات المشفرة وسيلة لتحويل الأموال دون المرور بالقناوت العالمية الرسمية.

• النفط والغاز والعملات المشفرة.. ملامح العقوبات الجديدة على روسيا
• العملات المشفرة تربح 50 مليار دولار في 24 ساعة.. كيف؟

أما في أوكرانيا، فقد مهدت العملات المشفرة طريقا مباشرا للمتعاطفين مع كييف للتبرع مباشرة دون المرور بتعقيدات تحويل الأموال المعتادة.

جبهة روسيا

روسيا هي ثالث أكبر دولة في تعدين العملات المشفرة بالعالم بعد كل من الولايات المتحدة وكازاخستان.

وتقدر معاملات الروس بالعملات المشفرة بنحو 5 مليارات دولار سنوياً، حيث وفقا للبنك المركزي الروسي.

وحسب تحليلات عديدة، وفرت العملات الرقمية سردايب تحتية لتحويل الأموال من وإلى روسيا مع تجاوز القنوات المالية التقليدية.

وتلعب العملات المشفرة هذا الدور كونها بعيدة عن سيطرة البنوك المركزية ولا تطلب الكشف عن هوية صاحبها.

وقد يفسر هذا تراجع البنك المركزي الروسي مؤخرا عن حظر العملات المشفرة، رغم أنه هدد بهذا في أعقاب خطوة مماثلة من الصين.

الجبهة الأوكرانية

ومن ناحية أوكرانيا، تمكنت البلاد من جمع أكثر من 54 مليون دولار عبر العملات المشفرة على هيئة تبرعات لدعمها في الحرب ضد روسيا، بحسب ما نقلته فوربس عن CNBC.

وتدفقت تلك التبرعات بشكل رئيسي عن طريق عملتي بيتكوين وإيثريوم المشفرتين.

وتقول شركة تحليلات blockchain Elliptic إنه منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، تم إرسال أكثر من 102 ألف تبرع من الأصول المشفرة، بلغ مجموعها 54.7 مليون دولار، إلى الحكومة الأوكرانية ومنظمة Come Back Alive، وهي منظمة غير حكومية تقدم الدعم للجيش.

وجاء أحد التبرعات بقيمة 5.8 مليون دولار من غافين وود، مؤسس عملة بولكادوت.

وكانت حسابات تويتر التابعة للحكومة الأوكرانية قد بدأت في طلب تبرعات الأصول المشفرة لأول مرة بعد أن اتخذ البنك المركزي في البلاد إجراءات صارمة ضد التحويلات المالية بعد إعلان الأحكام العرفية على مستوى البلاد.

وأصبحت العملات المشفرة مثل البيتكوين أكثر شيوعًا لأنها تتيح للمستخدمين تجاوز المؤسسات المالية التي قد تمنع المدفوعات إلى أوكرانيا.

أوضح ديلان شولتز، الذي يدير خدمة Lavender.Five، التي تعمل على التحقق من معاملات التشفير، لصحيفة الجارديان: "يحتاج التبرع بالعملة التقليدية إلى منظمات وسيطة، فلا يمكنك التبرع بالدولار الأمريكي مباشرة".

وتابع: "تحتاج أولاً إلى تحويله بطريقة ما، أو البحث عن وسيط. تحل العملات المشفرة هذه المشكلة عن طريق تبسيط العملية".