النفط والغاز والعملات المشفرة.. ملامح العقوبات الجديدة على روسيا
تشكلت ملامح جولة العقوبات الجديدة التي يعتزم الغرب فرضها على روسيا قريبا والتي يبدو أنها لن تترك مجالا للاستثناء كما حدث في سابقاتها.
من النفط والغاز إلى العملات المشفرة، أرسلت العواصم الغربية إشارات مختلفة بأنه لم يعد ثمة قطاع يضمن استبعاده من العقوبات القادمة.
العملات المشفرة
واليوم رحب وزير المالية الفرنسي برونو لومير اليوم الأربعاء بالعقوبات الأخيرة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا عقب غزوها أوكرانيا.
وأضاف أن هذه العقوبات ستشمل أيضا إجراءات تخص العملات المشفرة.
- لماذا تقفز أسعار النفط رغم عدم فرض عقوبات بترولية على روسيا؟
- عقوبات أوروبية بحق 22 ضابطا في بيلاروسيا جراء هجوم أوكرانيا
كما أعلن وزير المال الألماني كريستيان ليندنر أن الدول الأعضاء في مجموعة السبع تناقش السبل لمنع الأفراد أو الشركات التي استهدفتها العقوبات الغربية بحق روسيا من استخدام العملات المشفرة للالتفاف على الاجراءات التي تم اتخاذها.
وقال الوزير في بيان "علينا أيضا اتخاذ تدابير لمنع الأفراد والمؤسسات الواردة في قوائم (العقوبات) من اللجوء إلى العملات المشفرة التي لا تخضع لأي نظم. نعمل في هذا الاتجاه في إطار الرئاسة الألمانية لمجموعة السبع".
وقال الاتحاد الأوروبي في وقت سابق إنه استبعد 7 بنوك روسية من نظام (سويفت) للمدفوعات العالمية.
لكنه لم يصل إلى حد إدراج تلك التي تتعامل مع مدفوعات الطاقة في أحدث العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.
ومع ذلك كان استخدام نظام "سويفت" كسلاح مستبعدا في وقت من الأوقات قبل أن يتم ضمه لمعركة عقارب الروس على دخول أوكرانيا.
النفط والغاز
من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن فرض عقوبات على واردات النفط الروسية إلى الولايات المتحدة ردا على غزو أوكرانيا "ليس مستبعدا".
وقال بايدن للصحفيين "لا شيء مستبعدا"، وذلك ردا على سؤال حول احتمال أن يكون النفط الهدف التالي لعقوبات أمريكية وأوروبية غير مسبوقة على موسكو.
وفرضت الولايات المتحدة إلى جانب الاتحاد الأوروبي وحلفاء آخرين، عقوبات تهدف إلى تكبيل العملة الروسية وقطاع البنوك التجارية وخطوط الطيران وقطاعات أخرى.
لكن اتخاذ إجراء ضد قطاع النفط، الركن الأساسي في الاقتصاد الروسي، هو مطلب ملح لدى المحافظين الأمريكيين.
وفي حين تعول أوروبا على الغاز الروسي خصوصا، فإن هذه العقوبة لن تنطوي على تداعيات لا يمكن تجاوزها بالنسبة إلى الولايات المتحدة كونها أحد المنتجين الرئيسيين للنفط.
هجوم على المليارديرات
الى ذلك، كلفت وزارة العدل الأمريكية 10 مدعين ملاحقة "الأوليغارشيين الروس الفاسدين" وجميع من ينتهكون العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو.
وقال الوزير ميريك غارلند في بيان "لن ندخر أي جهد للتحقيق وتوقيف وملاحقة جميع من أتاحت أعمالهم الإجرامية للحكومة الروسية أن تواصل هذه الحرب غير العادلة".
وفي خطاب أمام الكونجرس مساء الثلاثاء، توعد الرئيس جو بايدن المتمولين الروس بمصادرة "يخوتهم وشققهم الفخمة وطائراتهم الخاصة".
خارطة العقوبات السابقة على موسكو:
القطاع المالي
يشكل أولوية بالنسبة للغربيين بهدف الحد من قدرات تمويل الحرب.
واختارت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول اخرى استهداف المصرف المركزي الروسي في شكل مباشر، وحظرت منذ الأثنين أي تعاملات مع المؤسسة النقدية الروسية وجمدت أصولها المالية.
والنتيجة أن الروبل الروسي بات في تراجع مستمر بالنسبة الى الدولار. وفي روسيا، ازدادت الطوابير أمام المصارف في محاولة لاستعادة الدولارات وأملا من المودعين بالحد من خسائرهم.
ووجهت ضربة قاسية أخرى الى النظام المالي الروسي عبر استبعاد أكبر مصارف البلاد من نظام سويفت العالمي للتبادلات المالية.
من جهتها، استهدفت بريطانيا الصندوق السيادي الروسي عبر إدراجه على لائحة الكيانات الخاضعة للعقوبات. والقرار نفسه اتخذه الاتحاد الأوروبي الذي منع الأوروبيين من المشاركة في مشاريع يشارك الصندوق في تمويلها.
وبعدما طاولته العقوبات، أعلن مصرف "سبيربنك" الأكبر في روسيا الأربعاء انسحابه من السوق الأوروبية.
كذلك، اتخذت شركات فيزا وماستركارد وأميريكان اكسبرس الأمريكية لإصدار بطاقات الائتمان إجراءات لمنع المصارف الروسية من استخدام شبكاتها، وذلك تطبيقا للعقوبات.
النقل
بعد الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا، ستغلق الولايات المتحدة مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية، الأمر الذي يضيق الخناق اكثر على شركة الطيران الروسية ايروفلوت التي سبق أن أجبرت على تعليق عدد من رحلاتها.
وردا على ذلك، منعت روسيا شركات طيران الدول المعنية من التحليق في أجوائها، وأجبرت خصوصا الشركات الأوروبية على تغيير وجهات رحلاتها الى آسيا.
كذلك، تم استهداف مجمل صناعة الطيران الروسية. فقد منع الاتحاد الأوروبي وكندا تصدير الطائرات وقطع الغيار ومعدات صناعة الطيران والصناعة الفضائية الى روسيا.
ولم تستثن العقوبات مجال النقل البحري. فقد أغلقت المملكة المتحدة جميع موانئها أمام السفن التي ترفع العلم الروسي ومثلها تلك التي يملكها روس أو يستأجرونها.
وأعلنت شركات الشحن مايرسك و"سي ام ايه سي جي ام" وهاباغ ولويد و"ام اس سي" تعليق أنشطتها في اتجاه الموانئ الروسية.
الطاقة
باتت مجموعة غازبروم الروسية العملاقة ضمن الشركات التي حرمت استثمار أموال في الأسواق المالية الغربية.
وفي قرار رمزي آخر، تم تعليق العمل بخط "نورد ستريم 2" لنقل الغاز والذي كان من شأنه أن يزيد من شحنات الغاز الروسي الى المانيا.
الصناعة
أعلنت اليابان الجمعة عقوبات تشمل تصدير أشباه الموصلات ومكونات أخرى إلى "المؤسسات الروسية المرتبطة بالجيش"، من دون أن تخوض في تفاصيل ذلك.
ويكتسب هذا القرار أهميته من كون اليابان، إضافة الى كوريا الجنوبية وتايوان، من أكبر منتجي هذه المكونات الإلكترونية التي لا غنى عنها بالنسبة إلى مجموعة واسعة من الإنتاجات الصناعية.
وفي السياق نفسه، أعلنت الولايات المتحدة فرض قيود على استخدام موسكو لتكنولوجياتها في مجالات مختلفة بينها الشرائح الإلكترونية التي تصنعها شركات نفيديا واينتل وكوالكوم، أكبر المزودين في هذا المضمار.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjI0IA== جزيرة ام اند امز