لماذا تقفز أسعار النفط رغم عدم فرض عقوبات بترولية على روسيا؟
قفزت أسعار النفط اليوم الأربعاء إلى مستويات تاريخية رغم تجنب الولايات المتحدة وأوروبا فرض عقوبات واضحة على قطاع النفط الروسي.
وفي سابع أيام الحرب الروسية الأوكرانية، قفز خام برنت متخطيا 113 دولارا للبرميل، في حين تخطى الخام الأمريكي حدود 111 دولارا للبرميل.
- "أوبك+" يثبت زيادة الإنتاج.. 400 ألف برميل يوميا
- أرامكو تلاحق أبل إلى عرش القيمة السوقية.. أعلى سعر في تاريخ السهم
ودخل سوق النفط في حالة من الارتباك والغموض في ظل عدم وضوح الرؤية مستقبلا وتأثر حركة التجارة النفطية.
مفارقة النفط الروسي
ورغم ارتفاع أسعار النفط عالميا، يواجه البترول الروسي مفارقة إذ تراجع سعره بنحو 20 دولارا ويتوافر بشدة بينما غقبال عليه.
وحسب صحيفة نيويورك تايمز، أكد محللون أن الخام الروسي يكافح للعثور على مشترين.
وأوضحت: "رغم التخفيضات الكبيرة على السعر والتي تقترب من 20 دولارا يخشى حيث التجار والعاملين في قطاع الشحن التورط في عقوبات غربية محتملة قد تفرض ضد موسكو".
وتعد روسيا واحدة من أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم ، بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ، وتوفر ما يقرب من 10% من الإمدادات العالمية.
لكن في الأيام الأخيرة قلل التجار والمصافي الأوروبية بشكل كبير من مشترياتهم من النفط الروسي. في حين توقف البعض تماما.
العقوبات قد تأتي لاحقا
وقال خبراء الطاقة إن المشترين يتراجعون لأنهم أو شركات الشحن والبنوك وشركات التأمين التي يستخدمونها قلقون من التعارض مع العقوبات الغربية المطبقة الآن أو تلك التي قد تأتي لاحقًا.
ويشعر الآخرون بالقلق من أن الشحنات قد تضرب بالصواريخ ، والبعض الآخر لا يريد المجازفة بأن يُنظر إليه على أنه يمول حكومة الرئيس فلاديمير بوتين.
وكان المشترون، في أوروبا على وجه الخصوص ، يتحولون إلى نفط الشرق الأوسط، وهو القرار الذي ساعد في رفع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2014.
وقال توم كلوزا ، الرئيس العالمي لتحليل الطاقة في خدمة معلومات "Oil Price": "الأمر قد يستغرق أسابيع قبل أن يتضح مدى أهمية انخفاض صادرات النفط الروسية وما إذا كان هذا الانخفاض سيستمر".
وتابع: "لكن من الواضح أن مساهمة روسيا في إمدادات النفط العالمية مقيدة".
12 دولة أوروبية تحرر احتياطياتها
وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس الثلاثاء ، إن أعضاءها، ومن بينهم الولايات المتحدة وأكثر من 12 دولة أوروبية ، وافقوا على تحرير 60 مليون برميل من النفط من احتياطياتهم الاستراتيجية.
لكن كان للإعلان تأثير ضئيل على أسعار النفط العالمية ، ربما لأن الكمية كانت متواضعة، حيث تغطي ما يقرب من ثلاثة أيام فقط من الاستهلاك من قبل الولايات المتحدة.
وأشار البيت الأبيض ووزارة الطاقة إلى أنه يمكن إطلاق المزيد من النفط لاحقًا، حيث تم اعتبار هذا الإعلان "إتفاقا أوليا".