العويس الثقافية تحتفي بالفائزين في دورتها الخامسة عشرة
مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أقامت حفلا في دبي كرمت فيه كبار الأدباء والشعراء العرب من مختلف البلدان العربية.
أقامت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي حفلا كرمت فيه كبار الأدباء والشعراء العرب من مختلف البلدان العربية، وقام د. أنور قرقاش وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية بتسليم الفائزين جوائز الدورة الخامسة عشرة في مقر المؤسسة في مدينة دبي.
وأكد رئيس مجلس أمناء المؤسسة د. أنور قرقاش أن جائزة العويس تعنى بالثقافة العربية، وهي من أهم الجوائز العربية كونها تعتمد على التحكيم النزيه في قطاعات القصة والشعر والدراسات النقدية والاجتماعية، وعلى مر السنوات فازت بها كوكبة من قامات الثقافة العربية".
وأضاف "أن مؤسسة العويس من المؤسسات العربية القليلة الخاصة التي أراد مؤسسها أن تحتفي بمنجزات المبدعين العرب" وقال في كلمته أمام حشد من المثقفين العرب: "أوشكت المؤسسة أن تكمل عقدها الرابع، وما زالت تحتضن الإبداع العربي في الحقول الأدبية المختلفة، جيلاً بعد جيل، وبمختلف التوجهات والمشارب الفكرية، فهي لا تتوقف عند حدود معينة من التجربة الإبداعية العربية الثرية".
فيما أكد الشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لـ"بوابة العين" إن الجائزة حيادية ولا تنتصر لأي تكتل بل تنتصر للنص فقط؛ وذلك لكونها جائزة تنتمي للقطاع الخاص. وأكد أن "سلطان العويس إنسان كبير وشاعر كبير يعطي أنموذجا حقيقيا للإنسان الإماراتي والعربي، وهو كرجل أعمال قدم أوقافا للأعمال الخيرية في مختلف المجالات وفي أنحاء متفرقة من الوطن العربي". وذَكر أن عددا كبيرا من أهم المثقفين مثل الجواهري ونزار ودرويش بعضهم لم ينل تكريما في وطنه بل ناله في الإمارات قلب العروبة النابض.
وجاء في كلمته في حفل التكريم "رحل سلطان بن علي العويس يوم الرابع من يناير/كانون الثاني عام 2000، إلا أن مجلس الأمناء مضى في المسيرة، واستطاع أن يُطور المؤسسة بشكل متنامٍ، ليجعلها واحدة من أهم المؤسسات العربية الثقافية، التي تعتمد في مواردها المالية على جهودها الذاتية، فهي اليوم أكثر انفتاحاً على الطيف الثقافي في كل الساحات العربية، على الرغم من كل المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية اليوم، دون أن تتأثر هذه المؤسسة بما تفرزه هذه المتغيرات من ضغوط، لأنها ظلّت تسير وفق استراتيجيتها التي رسمت لها منذ انطلاقتها، بالابتعاد عن كل التكتلات، وأن تنتمي في عملها وتوجهها نحو الإبداع، والإبداع فقط".
بدوره أعرب القاص العراقي عبد الخالق الركابي عن فخره وسعادته البالغة بتكريمه إلى جانب عشرات الأسماء الكبيرة التي كُرمت من قبل هذه المؤسسة الرائعة. أما الشاعر اللبناني شوقي بزيع، فقال: "سبق لي أن أصدرت ديوانا بعنوان (إلى أين تأخذني أيها الشعر)، وكنت أقصد أنه سوف يأخذني إلى المكابدات والمتاعب.. اليوم أقول إنه يأخذني إلى البلد الأقرب إلى القصيدة والشعر الإمارات العربية، وإلى المدينة الحلم (دبي)، وإلى الجائزة الأغلى على القلب".
"من أهم الجوائز إن لم تكن أهمها".. هكذا اعتبر الأديب التونسي حمادي صمود فوزه بالجائزة تتويجا لمسيرته الأدبية، قائلا: "يرجو كل أنسان أن تتوج أبحاثه لقيمتها الاعتبارية والمادية، ولذلك فالحصول عليها هو نوع من التشريف".
من جانبها، أعربت هدى بركات عقب تسلمها للجائزة في حديث لـ"العين الإخبارية" عن سعادتها وفخرها بالجائزة قائلة: "هذه جائزة معتبرة جدا، لي تكريم عالي المستوى بالغرب لكن كنت منتظرة تكريما من أرقى جائزة عربية لأنني أعيش بعيدا فلما أتلقى مثل هذا التكريم من العالم العربي ومن مؤسسة العويس تحديدا فلا بد أن أسعد بتلقي جائزة من أرفع الجوائز العربية، ومن قلب الإمارات".
بينما قالت الروائية اللبنانية هدى بركات في كلمتها عن الفائزين "إنّ جزءا من مفاجأتي، وفرحي أيضا، يعود إلى شجاعة مؤسستكم في عدم استبعاد كاتبة ذهبت في رواياتها إلى كسر عدد لا بأس به من التابوهات، ومن محظورات لائحة ترهيب المتشدّدين إيّاهم. كذلك فعلت ـ وتفعل ـ مؤسّسة العويس بالنسبة للفائزين الموجودين إلى جانبي، متميّزة بمصداقيّتها العالية عن كلّ ما يشوب عالم الجوائز، عربيّة كانت أم غير عربيّة.
وأضافت بنبرة يشوبها الحنين "قد يكون كلّ منجز نقدّمه إيغالا في المنافي، فيما تبتعد الأوطان ـ مجمل أوطاننا ـ إلى أفق ملبّد بغيوم المجهول والخشية من اليوم التالي.. نحن، المكرّمون ها هنا، بما نحاول متابعة العمل به في مجالات شتّى، صرنا نصرف من طاقاتنا جزءا لا يستهان به لدفع العوائق المتعاظمة في وجه حريّتنا. فإن كنّا مقيمين، أو مهاجرين أو منفيين، لم يعد بإمكاننا الهرب من الحصار. إذ في مجمل بلداننا العربيّة صار لوكلائنا في التديّن، أي عند من أوكل لنفسه تربيتنا على سلوك صراط لا يستند إلا إلى الترهيب والغوغائيّة، صار لهم من السلطة والتسلّط ما يشكّل رقابة رهيبة تقيم الحدّ بين المقبول والمرفوض، الجائز والمستنكر، الشرعي والمجدّف. وخطر هؤلاء لا ينحصر في تطبيق قياسات في غير موضعها بادّعاء ما تمليه الأخلاق على المجتمعات والشعوب، القاصرة إذن حكما، بل أصبح خطرهم يتلخّص ببدء تسرّب هذه الرقابة إلى ذوي المبدعين والمثقّفين، بحيث تنزاح لتصبح رقابة ذاتيّة، تُريح في أقلّ تعديل صاحبها من عبث المناكفات والإثارة غير المجدية، تلك التي تثير الغبار وتُخفي عن الأعين قيمة المنجز بذاته".
حيثيات اختيار الفائزين
أولاً: حقل الشعـر:
الشاعر شوقي بزيع؛ لما يمتاز به من تجربة شعرية أصيلة، تنهل من التراث الثقافي العربي بروافده المتنوعة، وتنفتح على الأنساق الجمالية الحديثة، ولما يبرز فيها من عمق إنساني وخيال خلاق.
ثانياً: حقل القصة والرواية والمسرحية:
الروائية هدى بركات، والروائي عبـدالخالـق الركابي؛ لما في نصوصهما الإبداعية، من براعة في تقنيات السرد، وقدرة على بناء ممكنات تخييلية، تستوعب تحولات الواقع، وترددات الذات الإنسانية.
أما هدى بركات؛ فقد جاءت عوالم رواياتها بحثاً عن معنى في فوضى الواقع بما يكشف عن هشاشة الكائن واضطراب الهويات، وذلك في لغة روائية مقتصدة وإيقاع سردي متنوع.
وأما عبدالخالق الركابي؛ فتتنوع عوالم التخييل عنده، وتمتد زمنياً في تناسق بما يؤكد أن لصاحبها تصوراً متطوراً للفن الروائي، ووعياً نقدياً تجريبياً وجمالياً ينفتح به السرد على أنساق فنية كالموسيقى والفنون التشكيلية وغيرهما.
ثالثاً: حقل الدراسات الأدبية والنقد:
الناقد التونسي د. حمّادي صمود؛ لمقاربته الجديدة للتراث النقدي والبلاغي، وتقديراً لجهده في إثراء النقد العربي الحديث، وتأصيل المكتسبات المعرفية الإنسانية في الثقافة العربية.
رابعًا: حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية:
د. جورج قرم؛ لما تمتاز به كتاباته من شمولية في الرؤية، وعمق في التحليل، ومنهجية دقيقة في تناول القضايا الاقتصادية والاجتماعية، ورؤية استشرافية، فضلاً عن ابتكار المفاهيم والتصورات، ونقد العديد من المسلمات.
أما عن حيثيات اختيار جامعة الإمارات العربية المتحدة لمنحها جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي، فقد جاء في بيان اللجنة أن الجائزة تأتي تتويجاً وتكريماً لمسيرة هذه الجامعة التي أُنشئت عام 1976 كأول جامعة وطنية متكاملة في دولة الإمارات، في مدينة العين من قبل الراحل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث أسهمت هذه الجامعة في دفع عجلة التطور في الإمارات عبر رفد المجتمع بالكوادر المؤهلة تأهيلاً عالياً لقيادة دفة التقدم.
وقد أسهمت جامعة الإمارات في تحقيق حلم الدولة الفتية، وحافظت على مستوى راقٍ من التعليم الممنهج الذي يدفع للثقة بقوة العلم ودوره الريادي في تعزيز قوة القيادة المهنية والفكرية في جميع قطاعات الحياة، وعبر قرار الفوز هذا فإن المجلس ينظر بثقة كبيرة إلى صرح علمي لعب دوراً مهماً في تغذية الحياة العامة بكوادر وطنية مؤهلة بات الكثير منها في مواقع المسؤولية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح البيان أيضا أن الجامعة سعت إلى توفير حلول بحثية للتحديات التي تواجه المجتمع المحلي والإقليمي والدولي. وأنشأت عدداً من المراكز البحثية ذات الأهمية الاستراتيجية للدولة والمنطقة، والتي تعنى بالمواضيع ذات الصلة بالقضايا المهمة في دولة الإمارات ودول المنطقة، كمصادر المياه، وعلاج أمراض السرطان. وقد صنفت جامعة الإمارات العربية المتحدة ضمن أفضل الجامعات البحثية في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي، وضمن أفضل 25٪ من الجامعات البحثية على مستوى العالم.
كما تحرص جامعة الإمارات على أن تكون الدرجات العلمية التي تمنحها مواكبة للمعايير العالمية. ولأكثر من أربعين عاماً عملت الجامعة على نشر الثقافة العلمية المبنية على أسس ونظريات وقواعد رصينة انطلاقاً من الأهداف السامية التي أنشئت من أجلها، حيث عززت قيم الانتماء مثلما دفعت نحو البحث الحر وتوفير الفرص للباحثين عن التطور والنجاح لأجيال مؤمنة بقيمة العلم كطريق صحيح نحو المستقبل، وقد أثمرت تلك الجهود عن عشرات المراكز البحثية داخل الجامعة وخارجها، وهو ما انعكس أيضاً على سمعتها كواحدة من أفضل الجامعات العربية.