الثقافة والفنون.. جسران يربطان بين الإمارات وألمانيا
الإمارات تحتضن العديد من الفنانين التشكيليين الألمان، الذين نجحوا في تنظيم معارض فنية لهم، في جاليريهات أبوظبي ودبي والشارقة.
قواسم ثقافيّة مشتركة عديدة تجمع الإمارات وألمانيا، ساعدت على تأصيل العلاقة عبر التواصل الدائم، لنشهد على مر السنوات ظهور العديد من المبادرات الثقافيّة المشتركة، والتي سعى البلدان من خلالها إلى تمهيد الطريق أمام الكتاب والأدباء والباحثين عن المعرفة، من الطرفين للاطلاع على تفاصيل المجتمعين الإماراتي والألماني على حد سواء، الأمر الذي صبّ في إطار تقوية العلاقة بين البلدين الصديقين.
على أرض الإمارات، تجلَّت المشاريع الألمانيّة الثقافيّة، التي وقف خلفها ولا يزال "معهد جوته"، على رأسها مشروع "كتب- صنعت في الإمارات"، والذي أطلقه المعهد بالتعاون مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين؛ بهدف تشجيع وتطوير كتب إماراتيّة الصنع للأطفال واليافعين، كُتِبت ورُسِمت بأنامل إماراتيّة لتعكس القيم والتقاليد وثقافة دولة الإمارات العربيّة المتحدة.
المشروع الذي انطلق في عام 2012، تمكَّن من إلهام العديد من الكتاب الإماراتيين لإنتاج قصصهم الخاصة، كما استطاع خلال العام الماضي أن يصل إلى نسخته السابعة، والتي لعبت "الكتب الصامتة" فيها دور البطولة، إذ أفضت نسخة العام الماضي إلى عقد ورشة عمل أشرفت عليها الرسّامة الألمانيّة المعروفة كاترين شتانجل، وضمت 13 رسّامة مقيمة في الإمارات، وألقت الورشة الضوء على صناعة الكتب الصامتة وتأثيرها في المجتمع.
عملية التبادل الثقافي بين البلدين، ساهمت في فتح الطريق أمام العديد من الحوارات الأدبيّة وورش العمل الثقافيّة المختلفة، الأمر الذي أثرى العلاقة بين البلدين، وعزز من الحوار بين الحضارتين العربية والغربية.
وكانت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، واحدة من أبرز المؤسسات المحليّة التي ساهمت في تعميق العلاقات الثقافية الإماراتيّة الألمانيّة، والتي تتجدد سنوياً خلال فترة انعقاد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، والذي يشهد مشاركة إماراتيّة فاعلة.
وتحرص هيئة الشارقة للكتاب ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، خلال المعرض على إطلاق العديد من الكتب والمؤلفات الجديدة والتي تحمل تواقيع عدد من الأدباء الإماراتيين المعروفين، كما تعمل الهيئة والمؤسسة على تعزيز علاقاتها مع أعمدة الفكر والثقافة في أوروبا.
تجانس العمل الثقافي بين البلدين خلال السنوات الماضية لم يكن قاصراً على الناحية الأدبيّة، وإنّما امتدت خيوطه لتشمل الجوانب الفنيّة أيضاً، عبر المشاركة الإماراتيّة السنويّة في مهرجان برلين السينمائي الدولي، والذي يعد أحد أهم المهرجانات السينمائية على مستوى العالم.
التواجد الإماراتي في أروقة المهرجان الدولي، الذي احتفل العام الجاري بدورته الـ69، توِّج بمشاركة فيلم "سبيل" للمخرج الإماراتي خالد المحمود، والذي رأى النور على شاشات المهرجان أثناء دورته الـ 61، حيث اختير المحمود آنذاك للمشاركة في برنامج "أجيال"، المخصص لتقديم أحدث نتاجات الشباب في أوروبا والعالم، حيث كانت تلك هي المرة الأولى التي يقع اختيار منظمي "البرلينالِه" على فيلمٍ إماراتي لعرضه.
وقبيل وصول "سبيل" إلى أروقة "برلين السينمائي"، حظيت مسابقة أفلام من الإمارات التي أقيمت لسنوات في أبوظبي، باهتمام العديد من مسؤولي مهرجانات السينما العربيّة والدوليّة التي تشارك في مهرجان برلين السينمائي، الأمر الذي يعتبر فتحاً مهماً في مسيرة السينما الإماراتيّة.
الإطلالة الإماراتيّة في مهرجان برلين السينمائي تتجدد سنوياً، ويحرص العديد من صناع الأفلام ومنتجيها من الإمارات على التواجد في المهرجان، الذي يفتح أمامهم أفاقاً جديدة، ويحفزهم على مد خيوط التعاون مع العديد من الأطراف الدوليّة التي تشارك في المهرجان الذي يقام سنوياً في شهر فبراير/شباط، وعلى مدار 10 أيام.
الفنون التشكيليّة والبصريّة كان لها نصيب من العلاقات الثقافيّة بين الطرفين، وفي هذا القطاع تحتضن الإمارات العديد من الفنانين التشكيليين الألمان، الذين نجحوا خلال السنوات الماضية، في تنظيم معارض فردية وجماعية لهم، في عدد من الجاليريهات الفنيّة الموزعة في دبي والشارقة وأبوظبي، ومن بين هؤلاء الفنان الألماني تور سيديل، الذي قدَّم في مايو/أيّار الماضي عمله "حقول الرائحة" في مركز مرايا للفنون في إمارة الشارقة.
قوة العلاقة الجامعة بين الإمارات وألمانيا، دعت مجلة "ديسكفر مي" الألمانية، بالتعاون مع معهد جوته في الإمارات، إلى إصدار عدد خاص بمناسبة "عام زايد"، حيث تناول العلاقات الألمانيّة الإماراتيّة مع التركيز على حياة وفترة حكم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إذ يوثق الإصدار ثنائي اللغة (العربيّة والألمانيّة) وتطور العلاقات الوثيقة والودية بين الإمارات وألمانيا ويبرز جهود الجالية الألمانيّة في مجالات الأعمال والتنمية والتعليم والمجتمع والثقافة والتي هدفت إلى تعزيز العلاقة المتينة والمثمرة بين البلدين.
aXA6IDMuMTYuODIuMjA4IA== جزيرة ام اند امز