غلاسكو "كوب 26".. 6 أسباب للتفاؤل بشأن تغير المناخ
رغم تحذير عشرات الدراسات من مصير مأساوي لسكان الأرض خلال السنوات المقبلة بفعل تغير المناخ وظواهره القاسية، فإن الأمل لا يزال قائما.
البعض يرى أن المشهد المناخي قاتما، استنادا إلى أسباب عدة، بينها تغيب قادة 3 من أكبر الدول الملوثة وهي روسيا والبرازيل والصين عن قمة غلاسكو المنعقدة حاليا في بريطانيا.
أيضا يتوقع كثيرون عدم الوفاء بالتعهدات الوطنية التي تم تقديمها بالفعل لخفض الانبعاثات، وحتى لو تم ذلك فهي ليست كافية لتجنب الاحترار الكارثي.
كما أن الدول الغنية في العالم متخلفة بشكل مؤسف عن التزامها بدفع 100 مليار دولار سنويًا في صندوق المناخ الأخضر، لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع تأثيرات المناخ والانتقال إلى الطاقة النظيفة.
لكن أصحاب الرؤية السوداوية يغفلون أن معركة المناخ هي حرب كبيرة ومعقدة يتم تنفيذها على جبهات عديدة.
حتى بالنسبة لمحاربي المناخ ذوي الخبرة، فإن الأمر يستلزم وقتا والتزاما دوليا واضحا بتنفيذ التعهدات السابقة.
قبل أيام، انطلق مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب26" في غلاسكو، ويبدو أن المشهد ليس مظلما تمام، خاصة مع محاولات قادة العالم سباق الزمن لتغيير الوضع للأفضل والسيطرة على تطرف المناخ.
ويستمر المؤتمر الأممي حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني، ويشهد العديد من الصفقات الدولية والالتزامات الجديدة.
موقع rollingstone الأمريكي عرض في تقرير حديث مجموعة من الأسباب تدعو للتفاؤل بشأن أزمة تغير المناخ، كالتالي:
1- الحد من ارتفاع الحرارة
تم تجنب أسوأ السيناريوهات لظاهرة الاحتباس الحراري حتى الآن، فغالبًا ما يُقال إن 30 عامًا من محادثات المناخ منذ قمة الأرض في ريو عام 1992 لم تؤد إلى شيء، لكن هذا ليس صحيحا.
قبل عقد من الزمان، كنا نتجه نحو عالم أكثر دفئا بمقدار 4 درجات مئوية أو أكثر بحلول عام 2100، لكن مع السياسات المعمول بها بالفعل نتجه نحو ما يقل عن 3 درجات مئوية.
مع تحديث التعهدات الرسمية الشهر الماضي، إذا تم ترجمتها بنجاح إلى سياسات فعالة فإننا سنحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى حوالي 2.5 درجة مئوية.
2- انخفاض سعر الطاقة النظيفة
سعر الطاقة النظيفة ينخفض بسرعة، فقبل عقد من الزمان كانت ميزة الفحم أنه رخيص ووفير لا أكثر، لكن الآن انضمت للقائمة أنواع من الطاقة النظيفة.
وانخفضت تكلفة الطاقة الشمسية على نطاق المرافق بنسبة 90% بين عامي 2009 و2021، وتكلفة طاقة الرياح البرية بنسبة 70% خلال نفس الفترة.
حتى في ولايات الفحم الكبيرة، مثل أوهايو، ستتفوق الكهرباء من الطاقة الشمسية على الفحم بحلول نهاية العقد.
3- محاسبة شركات النفط
لقد بدأ عصر المحاسبة على شركات النفط الكبرى، مثلا في أمريكا استجوبت لجنة الرقابة بمجلس النواب، الأسبوع الماضي، الرؤساء التنفيذيين لشركات النفط الكبرى لنشرهم أكاذيب حول مخاطر تغير المناخ طوال 30 عاما، وكيف أن الوقود الأحفوري هو إكسير الأسر العاملة.
وفند أعضاء النوب الأمريكي بشكل نموذجي مخاطر الحياة في عالم سريع الاحترار، وربما كان ذلك نذيرًا للمساءلة المناخية القادمة.
4- تراجع استثمارات من الوقود الأحفوري
تتزايد حركة سحب الاستثمارات من الوقود الأحفوري، وأشار الكاتب بيل ماكيبين في صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي، إلى تعهد 40 تريليون دولار من الأوقاف والمحافظ المالية بالامتناع عن الاستثمار في الفحم والغاز والنفط.
وكتب ماكيبين: "هذا أكبر من الناتج المحلي الإجمالي للصين والولايات المتحدة مجتمعين".
لا يزال هناك الكثير من الأموال المتدفقة هناك لتطوير الوقود الأحفوري، لكن إبطاء التدفق من الحنفية يرسل إشارة قوية.
علامة واحدة على مدى نجاح حملات سحب الاستثمارات، حيث وصفت جمعية الفحم في فرجينيا الغربية سحب الاستثمارات بأنه "أغبى حركة في التاريخ".
5- ترابط أزمة المناخ والصحة
هناك زيادة في التركيز على الصلة بين أزمة المناخ والصحة العامة واضحة، خاصة من المجلات الطبية المرموقة، بينها مجلة The Lancet البريطانية.
وكتب الباحثون، في المجلة الطبية المرموقة، إن عالم تسخينه سريعا يعرض البشر للحرارة الشديدة والظواهر الجوية الشديدة، وزيادة انتقال الأمراض المعدية، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي والمائي والمالي، وتعريض التنمية المستدامة للخطر، وتفاقم التفاوت العالمي.
قال يوهان روكستروم، مدير معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، في غلاسكو: "الصحة هي ناقل العمل المناخي. هذا ما يهتم به الناس وما يحفزهم على اتخاذ الإجراءات".
6- حرب جدية على الفحم
الحرب على الفحم تزداد جدية، ورغم أنه لا يمكن أن يزول بالسرعة الكافية فإن الخطوات التي يتتخذها الدول والنشطاء جيدة.
مثلا الصين تعهدت بوقف تمويل محطات الفحم الجديدة في الخارج، وأطلق الملياردير مايكل بلومبرج حملة جديدة لإغلاق مصانع الفحم في 25 دولة، وشنت "بلومبرج" بالفعل حربا على الفحم في الولايات المتحدة، ما ساعد على إغلاق 280 مصنعا.