الدبيبة والموظفون الـ27.. "حرب دبلوماسية" أم "شراء ولاءات"؟
فيما تعيش ليبيا تحت سلطتين منذ أكثر من خمسة أسابيع، بدا أن المشهد يتجه إلى "حرب دبلوماسية" خارج الفضاء المحلي، أو "شراء ولاءات".
فرغم انتهاء الحكومة التي يرأسها سياسيا ودستوريا، إلا أن عبدالحميد الدبيبة ما زال يرفض تسليم السلطة، ملقيًا بالعثرات في طريق فتحي باشاغا.
آخر تلك العثرات، كان قراره بإيفاد الموظفين الـ27 للعمل في 27 دولة حول العالم، بينها مصر والأردن وقطر، والسودان وكوريا الجنوبية والهند وتونس وسلطنة عمان، وفرنسا وروسيا، وغيرها.
ونصت المادة الأولى من القرار الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، على أن "يوفد الموظفون الحكوميون التابعون لمصلحة الجوازات والجنسية لمدة سنة للعمل بالخارج، كل حسب الدولة الموفد إليها، لتشغيل المنظومة الخاصة بتصوير جوازات السفر الليبية".
واستند القرار إلى ما أصدره البرلمان الليبي في 10 مارس/آذار 2021، بمنح الثقة لحكومة عبدالحميد الدبيبة، متجاهلا قرار الجهة التي حرمته من الثقة التي منحته إياها.
سياسة "شعبوية"
وإلى ذلك قال المحلل الليبي كامل المرعاش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن هذا القرار يعد ضمن سياسة عبد الحميد الدبيبة الشعبوية، التي تتضمن شراء الولاءات والذمم، دون مراعاة لأية معايير سواء مهنية أو علمية".
"مليشيات الدبيبة".. اعتداءات تقوض استقرار ليبيا
وأوضح المحلل الليبي، أن "هؤلاء الموظفين هم من المقربين ومن عائلات وعشائر زعماء المليشيات والحرب يدافعون عن الدبيبة وحكومته المتمردة".
واعتبر أن وزارة الخارجية أصبحت "وكرا للمليشيات وعائلاتها"، مشيرا إلى أن الدبيبة "أصبح يرسل المقربين إليه للاستجمام والراحة والبعد عن جحيم الحياة اليومية في ليبيا، على حساب الشعب الليبي، ودون أي حاجة حقيقية لوجودهم في هذه السفارات التي تشهد تكدسا غير مسبوق في الموظفين".
"حصار" الدبيبة
في سياق متصل، وفي محاولة من فتحي باشاغا لتطويق الدبيبة، التقى مساء الخميس، وزراء مستقيلين من حكومته، بينهم وزير الاقتصاد والتجارة محمد الحويج، وأعضاء بمجلسي النواب والدولة.
كما التقى وزراء سابقين، بالإضافة إلى عدد من القادة العسكريين من مدينة مصراتة أبرزهم: مختار الجحاوي ومحمد الحصان ومحمد الخباشة.
تلك الجلسات قال عنها عضو لجنة الدفاع والأمن القومي علي التكبالي، إنها تمهد لدخول الحكومة الليبية إلى العاصمة الليبية طرابلس، عقب إنجاز الخطوات الأخيرة.
وفي تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، طالب التكبالي الجميع بالتحلي بالعقل، ومساعدة هذه الحكومة لعلها تقدم خدماتها للمواطنين بطريقة أفضل.