شقيق داليدا: كانت كليوباترا الثانية وجسراً بين ضفتي المتوسط
من بين نجمات الغناء والسينما اللواتي يتناولهن معرض "ديفا" في معهد العالم العربي في باريس المغنية والممثلة الفرنسية الإيطالية داليدا.
ويقول أورلاندو، شقيق الفنانة الراحلة داليدا المولودة في مصر ومنتج أعمالها، إنها "أصبحت بسرعة كبيرة جسراً بين ضفتي المتوسط".
وقال إن داليدا اكتسبت شهرة واسعة بفعل تأديتها أغنيات باللهجة المصرية، لكن خصوصاً لكونها مترافقة مع إيقاعات مختلفة، يمتزج فيها الشرقي بالغربي.
وأضاف في حوار مع فرانس برس: "سرعان ما نجحت داليدا في أن تصبح بمثابة جسر بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. ويعود استمرار شعبيتها الهائلة في كل أنحاء الشرق الأوسط إلى الأغنيات التي أصبحت أشبه بأناشيد، ومنها (سالمة يا سلامة) (1977) و (حلوة يا بلدي) (1979) التي ترددت كثيراً طوال الربيع العربي. وإذا كان يقال إن أم كلثوم كانت الهرم الرابع، بالنسبة للرئيس المصري السابق أنور السادات كانت داليدا كليوباترا الثانية".
ولفت إلى أن داليدا انتُخبت ملكة جمال مصر عام 1954، ما فتح لها باب السينما المصرية، خصوصاً مع المخرج نيازي مصطفى الذي أسند إليها دوراً في فيلم "سيجارة وكاس" وماركو دو غاستين في "قناع توت عنخ آمون" عام 1954.
وأكد أن شقيقته داليدا لم تقطع يوماً الصلات مع مصر حيث وُلدت مثله. ويقول: "كان والدنا عازف كمان أول في أوبرا القاهرة، وكانت تطمح إلى أن تصبح مشهورة في فرنسا والعالم، كانت تريد أن تصبح داليدا، وهي كذلك إلى الأبد. لقد كنت شاهداً على قصتها، وأنا حارس ذاكرتها".
وحول مدى إدراك داليدا أن هؤلاء النجمات الشرق أوسطيات، من أم كلثوم إلى فيروز، مروراً بداليدا، كنّ أيضاً رائدات نسويات، يقول أورلاندو: "تولت شقيقتي صغيرةً جداً زمام مصيرها في وقت لم يكن ذلك مألوفاً في الشرق الأوسط، كما فعلت أم كلثوم وسواها. لقد تجرأن على أن يكنّ كما أردن. كانت داليدا نسوية بسلوكها. كانت امرأة حرة ولم يكن من السهل أن تكون المرأة كذلك في خمسينات القرن المنصرم. بطريقتهن الخاصة، كل في مجالها، كانت هذه المغنيات رائدات في النهوض بقضية المرأة في العالم العربي. إذا كانت الأجيال الشابة من النساء في بعض البلدان، وليس في الشرق الأوسط كله، أكثر حرية اليوم، فهنّ مدينات بذلك لهؤلاء النجمات!".
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA== جزيرة ام اند امز