بالصور.. تفجيران بمزارات دينية في دمشق.. 166 قتيلا وجريحا معظمهم عراقيون
التفجيران وقعا بعبوتين ناسفتين وأعقبه اشتباك بين القوات السورية وإرهابيين.
قتل نحو 46 شخصا، غالبيتهم من الزوار الشيعة العراقيين، وأصيب أكثر من 120 آخرين بجروح، في تفجيرين استهدفا أحد أحياء دمشق القديمة في اعتداء من الأكثر دموية في العاصمة السورية طوال النزاع المستمر منذ 6 سنوات.
ورغم بقائها في منأى عن المعارك العنيفة التي شهدتها غالبية المدن السورية الكبرى الأخرى، استهدفت العاصمة دمشق ومحيطها خلال سنوات النزاع الطويلة عدة تفجيرات دامية أودت بحياة العشرات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن التفجيرين، وأحدهما انتحاري، استهدفا منطقة تقع فيها مقبرة باب الصغير في حي الشاغور في المدينة القديمة.
وتضم مقبرة باب الصغير أضرحة يعد بعضها مزارات دينية شيعية وسنية.
ولم تعلن جهة مسؤوليتها.
ومنذ صباح السبت، واصلت حصيلة التفجيرين الارتفاع لتبلغ "46 قتيلا على الأقل" بينهم زوار شيعة عراقيون، وفق المرصد السوري.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية بدورها أن التفجيرين في دمشق أسفرا عن مقتل وإصابة عشرات العراقيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد جمال، في بيان: إن الإحصاءات الأولية تشير إلى سقوط قرابة 40 قتيلا عراقياً و120 جريحاً بعد استهداف حافلاتهم بعبوات ناسفة.
وتشهد دمشق ومنطقة السيدة زينب جنوب العاصمة حركة سياحة دينية كثيفة خصوصا للعراقيين والإيرانيين الشيعة الذين يأتون رغم الحرب لزيارة المقامات الدينية.
وأفاد وزير الداخلية السوري، محمد الشعار، من مكان وقوع التفجيرين، بأن "العمل الإرهابي استهدف حافلة حجاج من عدد من الجنسيات العربية"، مشيرا إلى مقتل 40 شخصا من "المارة والحجيج الذي يدخلون إلى هذا المقام الجليل" فضلا عن إصابة 120 آخرين بجروح.
أحذية ودماء
وأظهرت صور بثها التلفزيون السوري الرسمي بقعا من الدماء على الأرض وأحذية مبعثرة ونظارات محطمة فضلا عن حافلة احترقت أجزاء منها وحافلات أخرى تساقط زجاج نوافذها واقتلعت أبوابها.
وروى مصور وكالة فرانس برس في المكان أنه شاهد بركا من الدماء في المنطقة التي فرض حولها طوق أمني.
وقال أحد سكان الحي إن انفجارا أول دوى ثم تلاه الثاني بعدما تجمع الناس في المكان.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، بأن التفجيرين أسفرا أيضا عن أضرار مادية في مقبرة باب الصغير.
وعادة ما تتبنى تنظيمات إرهابية التفجيرات الدامية في العاصمة دمشق ومحيطها، آخرها هجوم انتحاري وقع في يناير/كانون الثاني، تبنته جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) أاسفر عن مقتل 10 أشخاص في حي كفر سوسة الذي يضم مقرات أمنية واستخباراتية في دمشق.
تفجيرات سابقة
وفي 16 ديسمبر/كانون الأول وقع انفجار في قسم للشرطة في وسط العاصمة نجم عن تفجير حزام ناسف كانت ترتديه طفلة في السابعة من العمر. وكانت هذه المرة الأولى في سوريا التي يتم استخدام طفل لتنفيذ تفجير بحزام ناسف.
ووقعت الاعتداءات الأكثر عنفا في في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق التي تضم مقام السيدة زينب، وهو مقصد للسياحة الدينية في سوريا وخصوصا من أتباع الطائفة الشيعية. وشهدت تلك المنطقة في فبراير/شباط 2016 تفجيرا ضخما تبناه تنظيم داعش وأوقع 134 قتيلا بينهم على الأقل 90 مدنيا.
وبرغم بقائها بمنأى عن المعارك العنيفة بعكس غالبية المدن السورية الكبرى الأخرى، تتعرض دمشق لقصف بالقذائف من الفصائل المعارضة المتواجدة في أحياء تقع عند أطرافها أو في الغوطة الشرقية القريبة منها.
وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) السبت "استهدفت التنظيمات الارهابية بالقذائف الصاروخية والهاون أحياء سكنية في مدينة دمشق ما تسبب بوقوع عدد من الإصابات فى صفوف المدنيين".