رسالة إسرائيلية تُخرج مطاري دمشق وحلب من الخدمة
بقصف صاروخي لمطاري حلب ودمشق، بعثت إسرائيل برسالة إلى الجبهة السورية على ما قال خبيران لـ"العين الإخبارية".
وإسرائيل في غمار حرب أعلنتها على غزة بعد أن شنت حركة حماس هجوما مباغتا وغير مسبوق على مواقع عسكرية ومستوطنات في غلاف غزة، خلف أكثر من 1300 قتيل.
وقال اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي المصري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن أي جيش في العالم لا يستطيع فتح جبهتين في وقت واحد.
وطالما تحدثت إسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية عن تدريبات على خوض صراع مفتوح على أكثر من جبهة، لكن لا تزال القيادة العسكرية في إسرائيل على ما يبدو تحت وطأة مفاجأة 7 أكتوبر/تشرين الأول حينما اقتحم مسلحون من حماس برا وجوا وبحرا سياجها الأمني.
ودفعت الولايات المتحدة الأمريكية بحاملة طائرات إلى شرق المتوسط معلنة أن الهدف من وجودها منع جبهات أخرى من الاشتعال استغلالا للموقف.
واستهدفت إسرائيل، الخميس الماضي، مطاري دمشق وحلب الدوليين في سوريا بقصف صاروخي متزامن ما ألحق أضرارا بمدرجيهما وأخرجهما عن الخدمة.
وفي تفسيره لأهداف القصف الإسرائيلي المتكرر لمطاري دمشق وحمص، ودلالة التوقيت، يقول الخبير الاستراتيجي والعميد المتقاعد ريشار داغر، في حديث خاص من بيروت لـ"العين الإخبارية"، إن قصف المطارين خطوة لمنع توسع رقعة الحرب جزئيا، وتقع بشكل أكبر ضمن خانة ضرب خطوط الإمداد التي قد تؤثر على مسار الحرب في غزة.
ويتعرض المطاران بين الحين والآخر لقصف إسرائيلي، يلحق بهما أضرارا. وخرج مطار حلب الواقع في شمال البلاد مرارا من الخدمة جراء ضربات إسرائيلية.
كما أدانت وزارة الخارجية الروسية الخميس القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى خروج مطاري دمشق وحلب عن الخدمة، معتبرة أنه "انتهاك صارخ" للسيادة السورية.
ورأى داغر الخبير الاستراتيجي والعميد اللبناني المتقاعد أن "المقصود (من قصف مطاري حلب ودمشق) هو ضرب خطوط الإمداد الإيرانية التي قد تنشط بهدف دعم حماس وبطريقة أكبر حزب الله في هذه المرحلة بالذات".
وأوضح أن قصف مطاري دمشق وحلب، يأتي ضمن عملية ضرب مرفقين أساسيين يمكن أن يشكل عاملا مساعدا في الإمداد اللوجستي والعسكري.
وأشار الخبير الاستراتيجي اللبناني إلى احتمالات اتساع رقعة الحرب، والتدخلات العسكرية إلى جانب حركة حماس، من خلال 3 جهات.
وتابع: الجبهة الأولى، من الداخل الفلسطيني من الضفة الغربية، وهو احتمال ضعيف ولا يحمل قدرا كبيرا من التأثير؛ لأن الضفة تقع تحت سيطرة إسرائيل.
والجبهة الثانية، يواصل داغر، فتتمثل في سوريا وجبهة الجولان وقد تشكل مصدر تهديد جزئي لإسرائيل، إذا ما أقدمت فصائل إيرانية في إشعال الجبهة.
أما الجبهة الثالثة الأهم والأخطر فهي جبهة الجنوب اللبناني حيث حزب الله، وتشكل مصدر القلق الأكبر لإسرائيل وأمريكا، على ما قال داغر.
ويرى الخبير الاستراتيجي اللبناني أن جميع التحذيرات والزيارات الأمريكية تصب في هذه الخانة، التي تتعلق بمنع تدخل حزب الله من الجنوب اللبناني، وهذا يفسر إرسال أمريكا حاملة طائرات فورد للبحر المتوسط؛ لإرسال رسالة مفادها أن أمريكا ستتدخل في حال أقدم حزب الله على الدخول جديا مع حماس ضد إسرائيل.
وكانت مصادر إسرائيلية قد كشفت عقب اندلاع أحداث غزة السبت الماضي، عن أن الحكومة الإسرائيلية هددت حزب الله بأنها ستضرب دمشق ولوحت باستهداف قيادات كبرى حليفة لحزب الله.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن إسرائيل وجهت تحذيرا لحزب الله اللبناني، عبر فرنسا، بأنه إذا ما دخل الحرب فإنها قد تقوم "بتوجيه ضربات لدمشق مثل الضربات التي تتوجهان للضاحية الجنوبية، وأن الرئيس السوري بشار الأسد سيكون في خطر".
ومن جهته، رأى اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي المصري أن الجيش الإسرائيلي، يخوض حربا في الجنوب بغزة، وهناك مشكلتان في الشمال في سوريا وحزب الله اللبناني؛ ما يفسر إرسال واشنطن حاملة طائرات؛ لردع إيران وحزب الله، ومنع فتح جبهات جديدة على إسرائيل، موضحا أن الهجمات على مطاري دمشق وحلب في سوريا في هذا التوقيت رسالة بأن إسرائيل ستقف ضد أي محاولات لتوسيع دائرة الصراع.
وفي هذا الإطار، يشير إلى أن "إيران لها 4 أذرع في المنطقة، تتمثل في حزب الله اللبناني، وحزب الله السوري، وقوات الحشد في العراق، والحوثيين في اليمن".
وجاء القصف الإسرائيلي على سوريا غداة اتصال هاتفي بين الرئيسين السوري بشار الأسد ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، أكدا خلاله "موقفهما الداعم للشعب الفلسطيني في مواجهته لما يتعرض له من جرائم" وفق الرئاسة السورية.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس مع نظيره السوري فيصل المقداد، في ختام زيارته لدمشق، إن المقاومة تقوم بواجبها في مواجهة الاحتلال وفقاً للقرارات التي تتخذها بنفسها، وهي على أتم الجهوزية ووضعت أمامها جميع السيناريوهات الممكنة وروحها المعنوية عالية.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد: "نعلنها عالياً.. سنقف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه ومن أجل سيادته في وطنه وإقامة الدولة الفلسطينية التي يعترف بها المجتمع الدولي".
واستدعت إسرائيل أكثر من 360 ألفا من جنود الاحتياط بالتزامن مع حشد المئات من الدبابات والمدرعات والجرافات والآليات العسكرية على حدود قطاع غزة والحدود الشمالية مع لبنان، ردا على الهجوم غير المسبوق لحركة حماس، يوم السبت الماضي.
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز