قبل حوالي 700 عام، برزت مهارات نحت الخشب والزخرفة والتصديف على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وفي مناطق نهر الفرات بسوريا.
كان ذلك نتيجةً لوفرة الموارد الطبيعية مثل الأخشاب والأصداف التي كانت متاحة في تلك المناطق. في هذا السياق، عملت دمشق كمركز رئيسي لإنتاج الأثاث والديكورات اليدوية المصنوعة منذ قرون عديدة.
تبدأ عملية نحت الخشب بإنشاء النموذج الأولي، حيث تكون الأنماط الهندسية الرفيعة هي الأساس لعملية الزخرفة. يتطلب هذا العمل مهارة عالية ودقة كبيرة، بالإضافة إلى صبر غير محدود.
يتم البدء في عملية النحت على سطح خشبي، حيث يُنحت النمط المطلوب بعناية، ثم يتم تزيين السطح بالتفاصيل وفقًا للنمط النهائي. بعد ذلك، يأتي دور لصق الأجزاء الصغيرة في المساحة المنحوتة، ويتم تركها لتجف قبل المرحلة التالية. وفي نهاية العملية، يتم تلميع السطح بدقة للحصول على تشطيب نهائي أملس وجذاب.
عملية نحت الخشب والزخرفة في دمشق ومناطق أخرى في سوريا تُعتبر فنًا تقليديًا ومتقنًا، حيث يتم توريث هذه المهارات من جيل إلى جيل.
تعكس الأعمال اليدوية الناتجة عن هذه العمليات تراثًا ثقافيًا غنيًا، وتظهر التفاني والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة التي تميز هذا الفن.
الزخرفة الخشبية في دمشق ليست مجرد عملية تصنيع، بل هي تعبير عن الثقافة والتاريخ والهوية الشعبية.
يعتمد الفنانون في هذا المجال على الخبرة الطويلة التي تمتد عبر الأجيال، وتنقل التقنيات والأساليب التقليدية إلى الأجيال الجديدة، مما يحافظ على استمرارية هذا الفن الفريد.
تُعتبر صناعة الأثاث والزخرفة اليدوية في سوريا من الصناعات التقليدية التي تواجه تحديات في العصر الحديث، خاصة مع التطور التكنولوجي وزيادة استخدام المواد الاصطناعية.
ومع ذلك، فإن هذا الفن لا يزال حيًا ونابضًا بالحياة، ويحظى بالاهتمام والتقدير من قِبل العديد من عشاق الفن والثقافة التقليدية.