في اليوم العالمي للقاضيات.. قاضية مصرية: النساء حققن نجاحا مبهرا بالقضاء (حوار)
يحتفل العالم باليوم العالمي للقاضيات" في العاشر من مارس/آذار من كل عام؛ لتسليط الضوء على تعزيز وجود القاضيات في مجتمع العدالة.
ويعد دخول المرأة لمجال القضاء بمثابة خطوة كبرى على طريق تمكين المرأة، وتعزيز التوازن بين الجنسين في أروقة العدالة.
وبهذه المناسبة، التقت "العين الإخبارية" مع ڤيڤيان وسام وديع بقطر، نائب رئيس النيابة الإدارية ومدير نيابة دمياط أول، والتي روت قصة التحاقها بالعمل في سلك القضاء في النيابة الإدارية، والاختبارات التي خضعت لها.
كما تطرقت للرد على الانتقادات التي تشكك في أهلية النساء لتقلد المناصب القضائية، والصعوبات التي واجهتها خلال عملها في النيابة الإدارية.
وكشفت القاضية ڤيڤيان بقطر عن رأيها في التحاق سيدات للعمل بسلك النيابة العامة، واختتمت حديثها موجهة رسالة لزميلاتها في اليوم العالمي للقاضيات.
وإلى نص الحوار:
كيف جاء التحاقك بسلك القضاء في النيابة الإدارية؟
تخرجت في كلية الحقوق عام 1997 ومنذ التحاقي بالكلية ولدي رغبة في العمل بسلك القضاء أو اتخاذ سبيل التحصيل العلمي والحصول على الماجستير والدكتوراه في القانون، لكن تم تعييني بالنيابة الإدارية بعد نحو عام واحد فقط من تخرجي.
ما هي الاختبارات التي سبقت الالتحاق بالقضاء؟
السلك القضائي المصري يختار صفوة المتميزين من خريجي كليات الحقوق والشريعة والقانون والشرطة، ولهذا كانت الاختبارات والمقابلة الشخصية مع أعضاء المجلس الأعلى لهيئة النيابة الإدارية تتسم بالجدية والتميز، واجتزتها وعينت في النيابة الإدارية.
كيف تردي على الانتقادات التي تشكك في أهلية المرأة لتقلد المناصب القضائية؟
تاريخ المرأة في العمل بالنيابة الإدارية عريق وكبير، ولم أعر اهتماماً لكل ما كنت أسمعه ضد المرأة بشأن توليها أي منصب قضائي، لأني منذ الصغر وضعت صوب أعيني هدف واحد أصبو إليه ولهذا حين تقلدت المنصب لم ألتفت إلى أي حملات تشكيك في قدرتي أو قدرة زميلاتي على التأقلم مع هذا المنصب الرفيع.
هل فعلاً وجدت صعوبات كامرأة في عملك بالنيابة الإدارية؟
على الإطلاق كان العمل شيقاً وملهماً في آن واحد. أما الصعوبات التي واجهناها فهي ذاتها التي يواجهها الرجل، وفي أحلك الأوقات إبان ثورة يناير كنت أسافر للعمل في إحدى المحافظات بعيداً عن مقر إقامتي ونتعرض لما يتعرض له الرجال، وكنا على قدر المسؤولية ولم نتخلف يوماً عن أداء رسالتنا بداعي وجود معوقات في التنقل أو انفلات أمني أو خلافه.
ما هو منصبك الحالي ؟
تدرجت في المناصب الوظيفية داخل النيابة الإدارية حتى وصلت إلى أن أصبحت أول امرأة تتولى منصب "مدير نيابة" داخل محافظتي، دمياط، وهو أمر يسعدني بشكل شخصي.
هل المناصب القيادية في النيابة الإدارية من السهل أن تقودها امرأة؟
كل تأكيد هناك الآن ما يزيد عن 30 امرأة في النيابات المختلفة على مستوى الجمهورية وجميعهن أثبتن كفاءة عالية، ودائماً السيدات عندما يتولين مقاعد قيادية يحرصن على أن تكون الأماكن التي يديرونها على أكمل وجه، فضلاً عن أن العديد من السيدات تقلدن منصب رئيس هيئة النيابة الإدارية.
هل القاضيات اللواتي انتقلن للعمل بالقضاء العادي حققنا نجاحا؟
بكل تأكيد، وهذا يشمل كافة المناصب في أي هيئة من هيئات القضاء "القضاء العادي- مجلس الدولة- النيابة الإدارية- هيئة قضايا الدولة- المحكمة الدستورية"، فالنساء حققنا نجاحا مبهرا، وتقلدن مناصب رفيعة، وأثبتن كفاءة منقطعة النظير فيها.
مؤخراً التحقت سيدات بالعمل في سلك النيابة العامة.. هل تؤيدين هذا الاتجاه؟
طبعاً الكثير من السيدات يرغبن في الالتحاق بالعمل في سلك النيابة العامة، ونجاح المرأة في كافة المجالات القضائية يؤكد قدرتها على العمل في النيابة العامة.
لكن البعض يقول إن المرأة عاطفتها أكبر من الرجل، ما يعوق قدرتها على تولي التحقيقات الجنائية؟
هذا القول مردود عليه؛ فمنذ القدم نسمع مثل تلك الأقاويل حول طبيعة عمل المرأة بوجه عام، ولكن ثبت أن المرأة نجحت في العمل في الطب والتمريض لساعات متأخرة، بل في كثير من الأحيان تبيت خارج المنزل، ولهذا ستنجح بكل تأكيد في العمل في النيابة العامة وإجراء التحقيقات والمعاينات.
ما رسالتك لزميلاتك في اليوم العالمي للقاضيات؟
أقول لهن أنتن قدمتن النموذج الأمثل في الجدية والانضباط والتفاني في العمل في كافة الهيئات القضائية، والجميع فخور بكم. ورسالتي للزميلات المنضمات حديثاً للعمل القضائي، هي أن يتحلين بمسلكيات وضوابط القضاء وأن يكن قدوة لغيرهن.