باحثة دنماركية لـ"العين الإخبارية": فهم مشاعر الحيوان يزيد جودة ألبانه
هل تتخيل أن البشر بإمكانهم فهم مشاعر الحيوانات من أصواتها؟ ربما تحتاج للعودة بذاكرتك عامين إلى الوراء ومشاهدة فيلم "الدكتور دوليتل"
فيلم الفنتازيا والمغامرات الأمريكي الذي صدر في 17 يناير/ كانون الثاني 2020، تدور أحداثه حول رجل يتواصل مع الحيوانات، لكن المقصود أبعد ما يكون عن فكرة التواصل بالشكل الذي ظهر في الفيلم، وإنما يعني أن البشر بإمكانهم فهم مشاعر الكائنات، بما في ذلك الخنازير والخيول والماعز، بناء على أصواتهم.
وخلال دراسة نشرها فريق بحثي من جامعة كوبنهاجن بالدنمارك في العدد الأخير من دورية "روياتل سوسيتي أوبن ساينس"، قام الباحثون بتسجيل أصوات 6 أنواع من حيوانات (الخيول والخنازير والماعز والماشية والخيول البرية وكذلك الخنازير البرية).
وحدد الباحثون بناء على معدل ضربات القلب أو الحركة، ما إذا كان الصوت قد صدر عند إثارة الحيوان أو ما إذا كان الصوت قد صدر في سياق طبيعي، أو في سياق سلبي، مثل العزلة.
من خلال استبيان تم توزيعه على عدد من الأشخاص، وجد الباحثون أن عددا ليس بقليل بإمكانه فهم مشاعر الحيوانات، بناء على أصواتها، وهو أمر قد يكون مفيدا في الحصول على منتج بجودة جيدة من الحيوانات، كما توضح إيلودي فلوريان، الباحثة الرئيسية بالدراسة في تصريح خاص لبوابة "العين الإخبارية".
وتقول فلوريان: "الحالات العقلية (التي تشمل المشاعر) هي المحدد الرئيسي لرفاهية الحيوان، لذلك، فإن القدرة على تقييم المشاعر الحيوانية وتقليل فرصة التعرض للمشاعر السلبية مع الترويج للمشاعر الإيجابية يجب أن يؤدي إلى رفاهية أفضل، مما يعني جودة أفضل للحليب واللحوم (على سبيل المثال مع هرمونات ضغط أقل)، ولكن ليس بالضرورة إنتاج أعلى، فذلك يتطلب تحسين الرفاهية بتوفير ظروف معيشة أفضل (على سبيل المثال مساحة أقل كثافة وازدحاما)".
وتضيف: "تظهر نتائج دراستنا أنه يمكن للناس التعرف بشكل صحيح على المشاعر الحيوانية بشكل أفضل من مستوى الصدفة ومن المحتمل جدا أن يتعلموا كيفية تحسين هذه المهارة، وبالتالي يمكن للمزارعين أن يحكموا بشكل صحيح على عواطف حيواناتهم بأنفسهم من خلال الاستماع إليها".
وعن العوامل التي قد تؤثر على الفهم الأفضل لمشاعر الحيوان، لم تختبر فلوريان وفريقها البحثي تأثير مكان المنشأ، لكنها اختبرت تأثيرات مثل (الجنس، التعليم، إنجاب الأطفال، العمر، الإلمام بالحيوانات) أي "هل يتعاملون مع الحيوانات وهل لديهم تعليم متعلق بالحيوانات".
وتقول فلوريان: "وجدنا أن العمر ومعرفة الحيوانات أثرت على الدرجات، بشكل عام، كان الناس أفضل في التعرف على الأنواع المحلية أكثر من الأنواع البرية، ووجدنا أيضًا أن الأشخاص في الفئة العمرية المتوسطة (20-29 عاما) وأولئك الذين عملوا مع الحيوانات، وأولئك الذين كانوا أكثر تعاطفًا مع البشر الآخرين، حصلوا على درجات أفضل".
وتضيف: "ستكون خطوتنا التالية مزيد من البحث عن مدى إمكانية تعلم الأشخاص السريع لمهارة التعرف على مشاعر الحيوانات بشكل صحيح".
aXA6IDMuMTQ0LjExNC44IA== جزيرة ام اند امز