العين دار الزين والواحات الخضراء.. حضارة وتاريخ

تقرير عن مدينة العين وواحاتها الخضراء وتاريخها.
حظيت واحات إمارة العين بشهرة واسعة منذ أكثر من مائتي عام، وعرفت بجمالها وطبيعتها الخلابة التي أصبحت مقصداً لكل السياح الأجانب والرحالة وأصحاب المغامرات.
تعددت ألقاب مدينة العين بداية من المصيف الأول الذي قصده العامة والخاصة وصناع القرار وأصحاب التجارة والرحالة بدايةً من لقب "دار الزين" وصولاً الى "مدينة الخضرة والنماء"، التي توجت بتحقيق إنجاز أضيف إلى سجلاتها باعتبارها أول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي للبشرية.
تاريخ الواحات
تشير المراجع التاريخية وكتب الرحالة أن واحات "العين" كانت مصيفا لأهل الإمارات ومقصدا للقوافل التجارية، فالجميع يفد إلى هذه الجنة الخضراء ليتزود منها بما يحتاجه من ماء والرطب وغيره من المنتجات.
لا تتفق المصادر والوثائق والأدلة التاريخية على تاريخ نشأة الواحات في منطقة "العين" أو كيفية تطورها ومتى بدأ استيطانها، وبالتالي من الصعب تحديد واحة بعينها للقول إنها أول الواحات، بل هي نتاج تحولات مناخية وتغيرات بيئية، ولا تستبعد فرضية أن واحات مدينة "العين" وبخاصة واحة الهيلي ظلت مأهولة بالسكان منذ خمسة آلاف عام، فالمؤكد أن المنطقة كانت مهدا لحضارة مجيدة والحضارات لا تنشأ إلا في الأماكن التي تتوفر فيها مقومات الاستيطان على رأسها توفر المياه.
وبشكل عام تشير الشواهد التاريخية إلى أن كل أو معظم واحات "العين" ظلت مأهولة بالسكان منذ نحو ثلاثة آلاف عام وبالرغم من أنه ليست هناك أرقام محددة عن عدد السكان فإن المقابر الموجودة والمباني الأثرية تدل على نوع من التمركز السكاني والحياة المزدهرة.
وعُرفت المدينة على مر العصور بأنها مهد الحضارة ومدينة الأصالة والعراقة والتاريخ، وتميزت كواحات مزدهرة تجذب إليها الأهالي والرحالة والتجار والمسافرين للاستراحة، وهو ما أكدته التنقيبات والمكتشفات الأثرية التي تم اكتشافها ودلت على أن "العين" منطقة تنبض بالحياة منذ أكثر من 5000 عام.
وحظيت واحات "العين" بشهرة واسعة منذ اكثر من مائتي عام، لذا زارها العديد من الرحالة الأجانب الذين كتبوا عنها وشدهم إليها صيتها وذكرها الدائم في الكتب كجنان بعبق التاريخ ومصيف آل نهيان وواحات وارفة الظلال وسط صحراء قاحلة جرداء، وتأخذ هيبتها كونها تعتبر امتدادا جغرافيا طبيعيا لصحراء الربع الخالي الأسطورية المهيبة والتي كانت مغامرة عبورها تجتذب الكثير من الرحالة المغامرين، بينما البعض الآخر سنحت لهم فرصة زيارتها وعبورها بسبب عملهم والمهام الرسمية المكلفين بها من قبل حكوماتهم أحيانا وفضولهم الذاتي وشغفهم الشخصي وحب المغامرة أحيانا أخرى.
إن صفحات التاريخ توثيق وبرهان لما تتمتع به "العين" من جو لطيف وملجأ لسكان الإمارات، كما أنها تضم أحد هذه الشواهد المعمارية الراسخة قلعة "المريجب" الشهيرة التي تعد واحدة من أقدم القلاع الست في المدينة.
حبا الله الواحات باعتدال المناخ وطيب الهواء والطبيعة الخلابة، ومخزون مائي كبير وتربة جيدة وطقس جميل، أدى إلى اشتهارها بالخصوبة، ومازالت مدينة العين تعتبر من المراكز الزراعية الأساسية في منطقة أبو ظبي على الصعيدين النباتي والحيواني.
وتمنح "العين" زوارها وقاطنيها على حد سواء ملجأ من حرارة الصحراء وكثيرا من البهجة وجمالا طبيعيا لا مثيل له، وقد كانت دوما مصيف الأهالي ومقر آل نهيان شيوخ الإمارات، ومستقر ضيوفهم.
ومدينة العين اليوم من كبرى المدن التابعة لإمارة أبو ظبي تقع على المنحدرات الغربية لجبل حفيت والذي يبلغ ارتفاعه 1000 متر فوق سطح البحر، ويربطها بمدينة أبوظبي العاصمة طريق حديث وسريع يبلغ طوله حوالي 120 كيلومترا.