شي يغيب عن أول قمة لبريكس خلال 12 عاما.. سر عشاء بكين و«تيك توك»

أثار غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن قمة بريكس تكهنات في الأوساط الدبلوماسية، خاصة أنه الأول منذ توليه السلطة قبل 12 عامًا.
فهل كان السبب زلة لسان ارتكبتها زوج الرئيس البرازيلي خلال عشاء رسمي في بكين؟ أم أن دفء العلاقات بين البرازيل والهند هو ما دفع الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تجاهل قمة البريكس التي تُعقد هذا الأسبوع في ريو دي جانيرو؟
وبحسب صحيفة التايمز، لم تقدم بكين أي تفسير رسمي، واكتفت بإعلان أن رئيس الوزراء لي تشيانغ سيحضر نيابة عنه.
لكن غياب شي المفاجئ أثار الكثير من التساؤلات. وكان من بين النظريات المتداولة في برازيليا أن الزعيم الصيني لا يرغب في أن يُسحب البساط من تحت قدميه لصالح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي سيجري زيارة رسمية للبرازيل بعد القمة مباشرة.
غير أن هناك تفسيرًا آخر أكثر إثارة، يتمثل فيما تردد عن موقف محرج تسبب فيه تدخل شخصي من زوجة الرئيس البرازيلي، روزانجيلا لولا دا سيلفا، المعروفة بلقب "جانجا"، خلال مأدبة رسمية أقيمت في بكين قبل ثمانية أسابيع.
الرئيس لولا وجانجا كانا في زيارة رسمية للصين برفقة عشرات من كبار رجال الأعمال البرازيليين، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية، لا سيما في إطار مجموعة "البريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى الإمارات ومصر إثيوبيا إندونيسيا وإيران.
وفي ختام الزيارة، أقيم عشاء رسمي في "قاعة الشعب الكبرى" للاحتفال بالاتفاقيات الموقعة التي بلغت قيمتها مليارات الدولارات. ورغم أن الحفل كان مغلقًا أمام الصحفيين ولم يتضمن كلمات رسمية، فقد فوجئ الحاضرون بتدخل جانجا بشكل غير معتاد، عندما رفعت يدها وتوجهت بكلام مباشر إلى شي جين بينغ.
بحسب مصادر إعلامية برازيلية، فقد انتقدت جانجا علنًا شركة "تيك توك" الصينية، واعتبرت أن خوارزمياتها تروّج للأفكار اليمينية، وتُشكل خطرًا على الأطفال، بل وتمثل "معضلة أمام اليسار العالمي".
وأفاد شهود ممن حضروا المأدبة بأن القاعة سادها شعور واضح بالذهول، وأن السيدة الأولى الصينية، بنغ لي يوان، بدت "منزعجة بوضوح" من هذه التصريحات التي رأت فيها "قلة احترام لشي".
وأكد الرئيس لولا لاحقًا أن زوجته تحدثت بالفعل، لكنه نفى وجود أي توتر في الأجواء، وقال إن شي أبدى تفهمًا وأكد أن للبرازيل الحق في وضع تنظيماتها الخاصة.
مع ذلك، فقد أعاد الحادث الجدل حول الدور الذي تلعبه جانجا داخل الحكومة البرازيلية، خاصة وأن زوجات الرؤساء في البرازيل عادة ما يلتزمن بأدوار بروتوكولية محدودة.
وكانت جانجا عبّرت خلال مناسبة اجتماعية على هامش قمة العشرين عن مواقف حادة ضد شبكات التواصل. في أحد المقاطع المصورة قالت: "أنا لست خائفة منكم، تبا لكم، إيلون ماسك!" — في تصريح أثار الكثير من الجدل.
وسبق أن هاجمت إيلون ماسك علناً قائلة له ("تباً لك!") خلال قمة العشرين، وأكدت أنها "لا تحضر الفعاليات لمجرد مرافقة زوجها"، فيما يدعمها لولا بقوة بالقول: "هي تقول ما تريد وتذهب حيثما تريد".
سواء أكان السبب الحقيقي مرتبطًا بمواقف جانجا أو بالتقارب مع الهند، فإن غياب شي جين بينغ عن القمة يُفسر في برازيليا على أنه "صفعة دبلوماسية"، وفقًا لتحليل أوليفر ستوينكل، أستاذ العلاقات الدولية في مؤسسة "فونداساو جوتوليو فارغاس".
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة البريكس تأسست رسميًا عام 2009 بعد أن طرح اقتصادي في "غولدمان ساكس"، يُدعى جيم أونيل، فكرة ضم الدول الأربع: البرازيل، روسيا، الهند، والصين، كقوى اقتصادية صاعدة. ثم انضمت إليها جنوب إفريقيا عام 2010، وتحولت إلى "بريكس".
وتوسعت البريكس لتضم دولًا جديدة هي الإمارات ومصر، وإثيوبيا، وإندونيسيا، وإيران، لتصبح ممثلة لحوالي 40% من سكان العالم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز