14 مذنبا مظلما تكشف أسرار الكون ونشأة الحياة
في خطوة مثيرة للاهتمام، اكتشف العلماء جرما سماويا يبدو في البداية أثناء تحركه عبر الفضاء، ككويكب عادي، أي كتلة صخرية تمر في مدار ثابت.
لكن مع مرور الوقت، لاحظوا أن سلوكه غير تقليدي، إذ تحرك بشكل غير طبيعي دون أن يترك ذيلا غازيا، كما تفعل المذنبات، ومع استمرار الدراسة، اكتشفوا أن هذا الجرم ليس كويكبا عاديا، بل هو "مذنب مظلم" يتحرك كما لو كان يطلق مواد غازية من سطحه، ولكن دون أن يظهر ذيلا واضحا.
هذا الاكتشاف الذي أذهل العلماء أصبح جزءا من دراسة حديثة كشفت عن وجود فئة جديدة من الأجرام السماوية التي تجمع بين خصائص المذنبات والكويكبات، وهي "المذنبات المظلمة"، وهذه الأجرام، التي تبدو في البداية ككويكبات، تتحرك عبر الفضاء كما تفعل المذنبات، ولكن دون أن تترك وراءها أي ذيل من الغازات أو الغبار.
وفي ورقة بحثية جديدة تم نشرها في 9 ديسمبر 2024 في مجلة "برودسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس"، أعلن فريق من العلماء عن اكتشاف سبعة مذنبات مظلمة إضافية، مما يضاعف عدد هذه الأجرام السماوية المكتشفة إلى 14، وكشف البحث عن أن هذه المذنبات تنقسم إلى نوعين مختلفين، بناءً على خصائص مداراتها وأحجامها، وهما:
المذنبات المظلمة الخارجية: هذه الأجرام أكبر حجما (مئات الأمتار أو أكثر) ولها مدارات بيضاوية، مماثلة للمذنبات التي تدور حول كوكب المشتري.
المذنبات المظلمة الداخلية: هذه الأجرام أصغر حجما (عشرات الأمتار أو أقل) وتدور في مدارات شبه دائرية بالقرب من الكواكب الداخلية مثل الأرض والمريخ.
ما الذي يجعلها مثيرة للاهتمام؟
والاكتشاف الجديد يوفر إجابات لعدد من الأسئلة المثيرة، مثل من أين تأتي هذه المذنبات المظلمة؟ ما السبب في تسارعها الغريب؟ هل تحتوي على مواد غازية قد تساهم في تكوين الحياة على الأرض؟ ويعتقد العلماء أن هذه المذنبات قد تكون قديمة وتحتوي على مواد أولية قد تكون لعبت دورا في تطور الحياة على كوكبنا.
ويقول داريل سيليجمان، الباحث الرئيس في الدراسة: "المذنبات المظلمة هي مصدر جديد محتمل للمواد التي كانت ضرورية لتطور الحياة على الأرض، ومن خلال دراسة هذه الأجرام السماوية بشكل أعمق، يمكننا أن نفهم أكثر عن الدور الذي قد تكون قد لعبته في تشكيل كوكبنا".
أهمية البحث المستقبلي
إضافة إلى كل هذا، يبقى هناك العديد من الأسئلة التي يجب على العلماء الإجابة عنها، مثل: ماذا كان يحدث في الفضاء عندما تشكلت هذه المذنبات؟ وكيف يمكن لهذه الاكتشافات أن تغير فهمنا للفضاء والأجرام السماوية؟ فهذه الاكتشافات ليست فقط خطوة مهمة لفهم مكونات النظام الشمسي، ولكن أيضا لفهم التاريخ المبكر للأرض ونشوء الحياة عليها.
ويضيف سيليجمان أن "اكتشاف المزيد من المذنبات المظلمة يعد خطوة نحو توسيع أفقنا المعرفي، ويسلط الضوء على الغموض الذي لا يزال يكتنف الفضاء وما يحتويه من أسرار".
aXA6IDMuMTM2LjE4LjE5MiA= جزيرة ام اند امز