«الدارك ويب».. إنترنت للجواسيس حولته بيتكوين إلى أخطر سوق إجرامي
أضحى مصطلح "الدارك ويب" أو الإنترنت المظلم أو الويب المظلم، محطا لاهتمام الكثيرين في مصر عقب ارتباطه بجريمة شنيعة راح ضحيتها طفل بريء.
قبل تلك الجريمة، كان "الدارك ويب" معروفا في أوساط التقنيين والصحفيين والحقوقيين وغيرهم من الفئات التي ترتبط عملها بهذه الشبكة السرية على الإنترنت، لكن أحدا لم يتصور أن فئات أخرى من الشعب المصري أضحت أكثر انخراطا في هذا العالم الذي بدأ بغرض استخباراتي قبل أن يتحول إلى خدمة الأخيار وينقلب فجأة كأداة خطرة في أيدي الأشرار.
- تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تطبيق «لايت».. لا أموال مقابل المشاهدات
- إيلون ماسك يعلن موعد طرح «أوبتيموس» للبيع.. روبوت متطور في خدمة البشر
جريمة «طفل شبرا» كما وصفتها وسائل الإعلام في مصر، تخطت حدود أفلام الرعب، ومثلت تفاصيلها صدمة للمصريين، دفعتهم لمزيد من الانتباه إلى "الدارك ويب" بغرض أخذ الحيطة والحذر من هذا العدو المجهول.
ما هو الدارك ويب؟
الدارك ويب هو باختصار مواقع الإنترنت التي لن تصل إليها باستخدام متصفحات الإنترنت العادية مثل "غوغل كروم" وغيرها.
ويعد الدارك ويب جزءًا من الإنترنت يتيح للأشخاص إخفاء هويتهم وموقعهم عن الآخرين وعن جهات إنفاذ القانون.
التكنولوجيا الأساسية للدارك ويب هي متصفح أو شبكة Tor (اختصار The Onion Router) ويأتي هذا التشبيه بـ"البصل" نظرًا لطبقات التشفير العديدة التي تحمي مرور المعلومات عبر الشبكة.
يعيش متصفح Tor على هامش الإنترنت وهو عبارة عن مجموعة من المواقع المخفية التي لا يمكن الوصول إليها عبر متصفح عادي ولا تتم فهرستها بواسطة محركات البحث مثل "غوغل".
إنترنت الجواسيس
في أواخر التسعينيات، قادت منظمتان بحثيتان في وزارة الدفاع الأمريكية جهودا لتطوير شبكة مجهولة المصدر ومشفرة، من شأنها حماية الاتصالات الحساسة لجواسيس الولايات المتحدة.
وكان الهدف ألا تكون هذه الشبكة السرية معروفة أو متاحة لمتصفحي الإنترنت العاديين.
لكن تلك السرية لم تتحقق بالكامل قط، فقد رأى بعض الباحثين أنه يمكن استغلال "شبكة Tor" هذه الشبكة المظلمة لصالح المنظمات غير الربحية التي تتعامل مع ناشطين في مجال حقوق الإنسان ممن يرغبون في الخصوصية وعدم الكشف عن هويتهم.
وقد مثلت هذه التقنية شريان الحياة الذي يوفر الوصول إلى المعلومات والحماية من الاضطهاد. وفي المجتمعات الأكثر حرية وتقدما، مثلت أداة بالغة الأهمية للإبلاغ عن المخالفات والتواصل على نحو يحمي الأشخاص من الانتقام.
كما وفرت الخصوصية ومنعت كشف الهوية لأولئك الذين يشعرون بالقلق من تتبع الشركات والحكومات لبياناتهم واستخدامها وربما تحقيق الدخل منها.
بيتكوين.. بداية لعالم الجريمة
قبل عقد من الزمن، قام خبير تشفير غير معروف (يتمتع بخبرة خاصة في اختراق كلمات المرور) والذي استخدم الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو بتطوير أول عملة وشبكة دفع في العالم لا تسيطر عليها حكومة وطنية: البيتكوين.
في الأصل كانت عملة بيتكوين وسيلة تبادل متخصصة لمجتمع التكنولوجيا، ومع ذلك فقد ظهرت في عام 2011 باعتبارها العملة المفضلة لتجار المخدرات الذين يجرون المعاملات على مواقع الدارك ويب.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، أدى الجمع بين شبكة مشفرة مخفية عن معظم أنحاء العالم وعملة معاملات لا يمكن تتبعها تقريبًا من قبل مسؤولي إنفاذ القانون إلى ظهور سوق صغيرة، ولكنها مهمة، من البائعين غير الشرعيين الذين يبيعون سلعًا غير قانونية.
عالم جديد مخيف
وفقا لتقرير نشره صندوق النقد الدولي عام 2019، يوجد أكثر من 65000 عنوان URL فريد ينتهي بـ .onion على شبكةتور حاليا.
وقد قامت دراسة أجرتها شركة أمن الكمبيوتر Hyperion Gray عام 2018 بفهرسة حوالي 10% من هذه المواقع، ووجدت أن المهام الأكثر انتشارًا على الشبكة تسهل الاتصال عبر المنتديات وغرف الدردشة ومضيفي الملفات والصور، بالإضافة إلى التجارة عبر الأسواق.
وتدعم هذه الأدوار الوظيفية، خاصة المتعلقة بالاتصالات، العديد من الاستخدامات التي تعتبر قانونية ومشروعة في المجتمعات الحرة.
علاوة على ذلك، تشير دراسة أجرتها شركة الأبحاث Terbium Labs عام 2016، والتي قامت بتحليل 400 موقع من مواقع .onion تم اختيارها عشوائيًا، إلى أن أكثر من نصف النطاقات الموجودة على الويب المظلم هي في الواقع قانونية.
واليوم، تحتفظ العديد من المؤسسات والشركات بموقع ويب مخفي على Tor، بما في ذلك كل الصحف الكبرى تقريبًا، وفيسبوك، وحتى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA).
وعلى سبيل المثال، تأمل كل من صحيفة نيويورك تايمز ووكالة المخابرات المركزية في تسهيل التواصل مع الأشخاص الظاهرين الذين يمكنهم تقديم معلومات حساسة.
على الجانب الآخر، فإن نفس الخصوصية وعدم الكشف عن الهوية تجعل من الدارك ويب نقطة انطلاق للجريمة. تشمل بعض الأنشطة غير المشروعة الأكثر انتشارًا الاتجار بالأسلحة، وتجارة المخدرات، ومشاركة المحتوى الاستغلالي - الذي غالبًا ما يشمل الأطفال - مثل المواد الإباحية وصور العنف وأنواع أخرى من سوء المعاملة، وهو ذات المحتوى الذي تسبب في مقتل طفل شبرا في مصر.
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز