"من الظلام إلى النور".. حملة دولية للتوعية بالصحة النفسية
مسيرة "من الظلام إلى النور" تحط رحالها في دولة الإمارات ضمن جولتها العالمية للتوعية بالصحة النفسية للبشر.
تنشغل الكثير من المنظمات العالمية الطبية بالتحديات التي تواجه البشر عامة، ومن بين تلك التحديات ما يتعلق بالصحة النفسية والعقلية، حيث تشير الأبحاث والدراسات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك 350 مليون إنسان مصاب بالاكتئاب حول العالم.
قبل عدة سنوات دقّت جمعية الصحة العقلية في أيرلندا ناقوس الخطر حول الآثار المترتبة على تفاقم الأزمات النفسية لدى الكثير من الناس، لتنطلق بالمبادرة العالمية "من الظلام إلى النور"، التي تهدف إلى زيادة الوعي بالصحة العقلية، حيث استطاعت المبادرة حتى عام 2019 أن تضم 250 ألف شخص في أكثر من 200 بقعة حول العالم.
خلال جولتها عبر البلدان حطّت المبادرة في دولة الإمارات خلال شهر مايو/أيار الجاري، لتنظّم بالتعاون مع مؤسسة الجليلة غير الربحية مسيرة "من الظلام إلى النور" التي شهدت مشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع.
الإمارات تنشر الوعي بالصحة العقلية
في حديث لـ"العين الإخبارية" عن محطة مسيرة "من الظلام إلى النور" في دولة الإمارات قال سليمان بهارون مدير الشراكات والاستدامة في مؤسسة الجليلة، إن الفعالية جمعت ما يزيد على 2500 شخص في مسيرة خيرية امتدت لمسافة 5 كم في أربعة مواقع هي: العاصمة أبوظبي والعين ودبي ورأس الخيمة، بهدف الخروج من الظلام نحو الشمس المشرقة، ما يرمز إلى الأمل الذي يمكن أن يجلبه يوم جديد للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق والتوتر، وأضاف بهارون: "تهدف المسيرة إلى خلق حوار حول الصحة النفسية وإنشاء شبكة دعم لأولئك الذين يعانون".
وأشار بهارون إلى أنّ مبادرة "من الظلام إلى النور" تأسست في الإمارات عام 2015، لرفع مستوى الوعي وإزالة السمة والعار المتصلة بالأمراض العقلية. كما تطورت هذه المبادرة المجتمعية عبر السنوات حيث تضاعف الحضور في عام 2019 عما كان عليه في السنة الماضية.
350 مليون مصاب بالاكتئاب عالميا
من جهتها، أشارت لورا برينان مديرة الإمدادات العلاجية لمبادرة "من الظلام إلى النور" إلى أنه وفقا لمنظمة الصحة العالمية يصيب الاكتئاب 350 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مضيفة أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أو العزلة معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بالاكتئاب.
وتابعت برينان -في حديث لـ"العين الإخبارية"- أن هذه المسيرة توحد جميع شرائح الناس في المجتمع، كرمز للأمل بالنسبة لأولئك الذين يشعرون أنهم وحدهم في معاناتهم. نحن على ثقة بأن هذه المسيرة ستمكّن المحتاجين من أن يطلبوا المساعدة، حيث يحتاج الكثير من الأشخاص في مجتمعنا إلى يد العون.
وقالت لورا برينان إنّ لا أحد في مأمن من المرض العقلي، باعتباره مرضا غير مرئي لا يتم اكتشافه بسبب وصمة العار المحيطة به، فكلما تحدثنا عن ذلك زاد شعور الناس بالدعم والتشجيع للتحدث.
200 ألف درهم
جمعت الفعالية خلال محطتها في دولة الإمارات مبلغ 200 ألف درهم، ستذهب لدعم مبادرات الصحة العقلية، مثل الاستشارات الفردية والمناقشات والأبحاث الجماعية، حيث استقطبت المسيرة عددا كبيرا من المشاركين من العائلات وطلاب المدارس والمسنين، ولم يقف مشقة الصوم في رمضان حاجزاً أمام مشاركة الكثيرين، لتكون لهم بصمتهم في هذه المسيرة التوعوية.