دافوس يقود ثورة تعليم وتوظيف مليار إنسان لمواجهة "تغوّل التكنولوجيا"
لم يشأ المنتدى الاقتصادي العالمي أن يحتفل بعامه الخمسين دون البدء ببصمة تواكب التحول المرتقب للاقتصاد العالمي
لم يشأ المنتدى الاقتصادي العالمي أن يحتفل بعامه الخمسين، الذي يصادف في النسخة الجارية حاليا في قرية دافوس، دون البدء ببصمة تواكب التحول المرتقب للاقتصاد العالمي، وقطاعاته ومكوناته كافة، خلال الفترة المقبلة.
- دافوس يوصي بتنمية القطاع الخيري للأسواق الناشئة بمشاركة عربية متميزة
- دبي تطلق "الجواز اللوجستي العالمي" في دافوس
قبيل أعمال المنتدى، قال كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، إن وظيفة المنتدى اليوم هي التفكير لخمسين عاما قادمة، بهدف التنبؤ بمستقل الاقتصاد العالمي ومختلف قطاعاته، بما فيها رأس المال البشري، في عصر تقوده التكنولوجيا.
ولهذا الغرض، أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي، مبادرة ثورة التعليم والتوظيف لهدف إدماج مليار إنسان حول العالم في سوق العمل، خلال السنوات العشر المقبلة، في وقت تتزايد فيه نسب البطالة وتتراجع فيه نسب التوظيف على حساب التكنولوجيا.
ومن ضمن الدول المؤسسة للمبادرة، البرازيل، فرنسا، الهند، باكستان، روسيا، الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة؛ كما تتضمن شركاء تجاريين منهم: شركة PwC وSalesforce وManpowerGroup وInfosys و LinkedIn وCoursera Inc، ومجموعة Adecco.
والعام الماضي، أعلنت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، انخفاضا طفيفا في معدل البطالة عالميا إلى 5% في 2018، وهو مستوى ما قبل الأزمة المالية في 2008، لكنها حذرت من آفاق مستقبلية "ضبابية" بسبب تزايد مخاطر الاقتصاد الكلي.
وبحسب تقرير المنظمة، فإن عدد العاطلين عن العمل في العالم خلال 2018 بلغ 172 مليون شخص، أي ما نسبة 5% (مقارنة بـ5.1% في 2017)، ما يعني أن معدل البطالة قد عاد إلى مستوى ما قبل الأزمة المالية في 2008.
وتتمثل ثورة تعليم المهارات والتوظيف، في إعداد القوى العاملة العالمية بالمهارات اللازمة لإثبات مستقبلهم المهني ضد النزوح المتوقع لملايين الوظائف، وعدم استقرار المهارات نتيجة للتطور التكنولوجي.
كما أن "المبادرة الثورية" مصممة لتزويد الشركات والاقتصادات بالعمالة الماهرة، اللازمة للوفاء بملايين الأدوار الجديدة التي ستنشأ عن الثورة الصناعية الرابعة، والتغيرات في الاقتصاد العالمي والانتقالات الصناعية نحو الاستدامة.
يقول شواب: "إن أفضل طريقة لتعزيز مجتمع أكثر تماسكا وشمولا، هي توفير فرص عمل ودخل لائق للجميع.. هنا في دافوس، نعمل على إنشاء منبر عام لمنح مليار شخص المهارات التي يحتاجونها في عصر الثورة الصناعية الرابعة".
وستعمل المبادرة، كمنصة لربط وتنسيق المبادرات الفردية في بلدان وصناعات ومنظمات ومدارس محددة على المستوى القطري، إذ ستدير حكومات كل من الهند وسلطنة عمان وباكستان والاتحاد الروسي والإمارات العربية المتحدة، مسرعات إغلاق فجوة المهارات لديها ولدى دول العالم.
وبعد إطلاق المبادرة، أمس الأربعاء، تعهدت أكثر من 415 شركة من القطاع الخاص بأكثر من 14.5 مليون فرصة لتحسين الحياة المهنية للعمال الأمريكيين على مدار السنوات الخمس القادمة.
وبحسب المنتدى فإن من أمثلة تقديم المهارات لإدماج الأفراد في سوق العمل، قطاعات التصنيع المتقدم، الفضاء، الطيران والسفر والسياحة، المستهلك، الخدمات المالية، وسائل الإعلام والترفيه والمعلومات، التعدين والمعادن، النفط والغاز، والصحة والرعاية الصحية.
وعلى الرغم من عدم حدوث ركود، ستؤدي الزيادة السكانية في العالم إلى ارتفاع محتم في عدد العاطلين عن العمل إلى 173.6 مليونا في 2019 و174.3 مليونا في 2020، بسبب عدم قدرة سوق العمل على استيعاب هذه الزيادة، بحسب تقرير منظمة العمل الدولية.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjIwMiA= جزيرة ام اند امز