داود أوغلو: تركيا "تعيش أزمة اقتصادية تاريخية"
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية، الحاكم قبل الانشقاق عنه، خلال اجتماع عقده، مساء الإثنين، بمقر حزبه
اتهم أحمد داود أوغلو، زعيم حزب "المستقبل" التركي المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، نظام الرئيس، رجب طيب أردوغان بـ"التلاعب في الإحصائيات والأرقام الخاصة بالاقتصاد، لتزييف الحقيقة وإظهارها على غير وضعها".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية، الحاكم قبل الانشقاق عنه، خلال اجتماع عقده، مساء الإثنين، بمقر حزبه، في العاصمة أنقرة، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة.
وقال داود أوغلو مخاطبًا نظام أردوغان "افعلوا ما تريدون، والعبوا وزيفوا بالإحصائيات بقدر ما تريدون، لكن الإحصائيات والحسابات لا تغير الحقيقة مطلقًا".
وشدد على أن تركيا "تعيش أزمة اقتصادية تاريخية لا يستطيع أحد أن ينكرها"، مستبعدًا "فكرة أن تصبح البلاد ضمن أكبر 10 اقتصاديات على مستوى العالم، بل وقد تخرج من ضمن أكبر 20 اقتصاد".
وتابع المعارض التركي قائلا "الاقتصاد يمر بمرحلة انهيار، وهذا كله ما تؤكده البيانات، والسياسات المطبقة على أرض الواقع، وكذلك الدمار الذي تسببت فيه هذه السياسات".
وأردف قائلا :"الجميع بات يعلم أن البلاد في طريقها للهاوية، وهذا الأمر لم يعد يشكل أية استغراب لدى أحد، لأن هذه هي النتيجة الطبيعية للسياسات التي يتبعها النظام الحاكم".
تصريحات داود أوغلو، جاءت بعد ساعات من أخرى أدلى بها الرئيس السابق، عبد الله جول، وكلاهما من رفقاء درب أردوغان، قبل أن ينشق الأول عن الحزب، ويعلن الثاني معارضته لسياسات أردوغان بين الحين والآخر.
وفي وقت سابق الإثنين، قال الرئيس السابق في تصريحاته إن "مؤشرات الاقتصاد في تركيا تتدهور بشكل خطير، والمجتمع التركي يستشعر منذ فترة غياب الرؤية في الاقتصاد، و الشفافية"، مشيرًا إلى أن "الدولة تعتمد على سياسات عابرة دون تخطيط".
وشدد على أن "الحكومة الحالية بعيدة عن هذه الرؤية الاستراتيجية الاقتصادية"، مضيفًا "فخلال السنوات الخمس الأخيرة شهدت تركيا تطورات سلبية".
وبيّن أن "هناك تغيرًا جذريًا حدث من خلال شكل الإدارة في تركيا عقب الاستفتاء الدستوري الذي انتقلت بموجبه البلاد من نظام برلماني إلى نظام رئاسي".
واتهام نظام أردوغان بالتلاعب في في الإحصائيات الخاصة بالاقتصاد التركي، دأبت المعارضة في البلاد على توجيهها للحكومة، لما في الأرقام الرسمية الصادرة عنها تنافر بين مع مردود الاقتصاد على أرض الواقع.
وقبل أيام اتهمت ميرال أكشينار، رئيسة حزب "الخير" المعارض، أردوغان، وصهره، براءت ألبيرق، بتلك التهمة، حيث قالت "لا تستطيع إخفاء الحقائق عن الشعب التركي بإحصائيات كاذبة؛ لأن المواطن يشعر بركود الاقتصاد من بشكل جلي. تريدون إقناعنا بما تريدون عن طريق وسائل إعلامكم والحسابات المزيفة، فلكم ما شئتم".
جدير بالذكر أن تركيا تشهد سلسلة من الأزمات على كافة الأصعدة، ولا سيما الاقتصادية منها، ما أدى إلى تدهور شعبية أردوغان وحزبه، المسؤول الأول عن هذه الأزمات.
ولعل استطلاعات الرأي التي ظهرت مؤخرًا، وتؤكد جميعها وجود تراجع كبير في شعبية الحزب الحاكم.
يأتي هذا التراجع على خلفية سياسات نظام أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم داخليًا وخارجيًا، وتسببت في تراجعها على كافة الأصعدة.
ودفع هذا التراجع أحزاب المعارضة التركية إلى التنبؤ بنهاية حقبة أردوغان والعدالة والتنمية، ومن ثم بدأت تلك الأحزاب اتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة تحسبًا لإجراء انتخابات مبكرة في أي وقت، يرون فيها المخرج لما تعانيه من البلاد من أوضاع سيئة.
وردًا على تلك الاستطلاعات لا يجد الحزب الحاكم سوى الخروج بتصريحات يصفها بـ"المضللة"، وذلك حسبما قال حمزة داغ، البرلماني عن حزب، ونائب رئيسه العام، في وقت سابق.
وقال داغ في هذا الصدد "إنهم يجرون استطلاعات مضللة، ويعمدون لخفض أصوات العدالة والتنمية لتحقيق غايات في أنفسهم".