اليوم الـ61 لحرب غزة.. إسرائيل تشن أعنف هجماتها ومخاوف أممية من «سيناريو أكثر رعباً»
اشتباكات وقصف للجيش الإسرائيلي في "قلب منطقة خان يونس" جنوب قطاع غزة خلال ما وصفها بأنها أشرس قتال منذ بدء الهجوم البري، ما يثير مخاوف من "سيناريو أكثر رعبًا" للمدنيين، وفق الأمم المتحدة.
وأعلنت إسرائيل أن قواتها، مدعومة بطائرات حربية، وصلت أمس الثلاثاء إلى وسط مدينة خان يونس بجنوب غزة وتحاصر المدينة أيضا. وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة مع الإسرائيليين.
وقال قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي الجنرال يارون فينكلمان في بيان "إننا اليوم في أشرس أيام المعارك منذ بداية العملية البرية".
وهذه أيضا أكثر المعارك ضراوة منذ انهيار الهدنة بين إسرائيل وحماس الأسبوع الماضي. وقال فينكلمان إن القوات الإسرائيلية قاتلت أيضا في جباليا وفي حي الشجاعية باتجاه الشرق.
وقال الجناح العسكري لحركة حماس إنه قتل أو أصاب ثمانية جنود إسرائيليين ودمر 24 مركبة عسكرية أمس الثلاثاء. وأفاد موقع عسكري إسرائيلي على الإنترنت بمقتل اثنين من قوات الجيش أمس ليصل إجمالي عدد العسكريين القتلى إلى 83 منذ بدء العملية البرية.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن عددا كبيرا من المدنيين قتلوا في غارة إسرائيلية على منازل في دير البلح شمالي خان يونس.
وبحسب إياد الجابري مدير مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح لرويترز فإن "المستشفى استقبل 45 قتيلا على الأقل جراء القصف الإسرائيلي لمنازل ثلاث عائلات هناك".
وأطلقت إسرائيل حملتها على قطاع غزة المكتظ بالسكان ردا على هجوم شنته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على بلدات إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، وفقا للإحصاء الإسرائيلي.
وتحقق الشرطة الإسرائيلية في مزاعم "ارتكاب جرائم جنسية"، وقالت وزارة العدل الإسرائيلية إن "الضحايا تعرضوا للتعذيب والإيذاء الجسدي والاغتصاب والحرق أحياء وتمزيق الأوصال"، وهو ما تنفيه حركة حماس.
وقال المكتب الإعلامي لحماس أمس الثلاثاء إن عدد القتلى الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول تجاوز 16248، منهم 7112 قاصرا و4885 امرأة، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.
سيناريو أكثر رعبا
منذ انهيار الهدنة، تنشر إسرائيل خريطة على الإنترنت لإعلام سكان غزة بالأجزاء التي يجب إخلاؤها من القطاع. وتم وضع علامة على الحي الشرقي لمدينة خان يونس يوم الإثنين، وهو موطن لمئات الآلاف من الأشخاص، الذين هرب كثيرون منهم سيرا على الأقدام.
ويقول سكان غزة إنه لم يعد هناك مكان آمن يذهبون إليه، حيث إن البلدات والملاجئ المتبقية مكتظة بالفعل بينما تواصل إسرائيل قصف المناطق التي تطلب من الناس الذهاب إليها.
وفي مستشفى ناصر الرئيسي في خان يونس، تدفق الجرحى في سيارات إسعاف وسيارات عادية وشاحنة مسطحة وعربة يجرها حمار بعد ما وصفه ناجون بأنه غارة استهدفت مدرسة تستخدم مأوى للنازحين.
وداخل أحد الأقسام بالمستشفى كان الجرحى، وبينهم أطفال صغار، يشغلون كل شبر تقريبا على الأرض التي تناثرت عليها بقع الدماء وهرع المسعفون من مريض إلى آخر بينما كان أقاربهم ينتحبون.
وحمل طبيب جثة هامدة لصبي ليضعها في زاوية بينما تباعدت ذراعاها على الأرض حيث سالت الدماء.
وكانت هناك فتاتان صغيرتان تتلقيان العلاج بينما لا يزال الغبار يغطيهما من جراء انهيار المنزل الذي دفنت فيه أسرتهما. وقالت إحداهما وهي تبكي "والداي تحت الأنقاض... أريد أمي، أريد أمي، أريد عائلتي".
وقالت منسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز إنّ "سيناريو أكثر رعبا يوشِك أن تتكشّف فصوله، وهو سيناريو قد لا تملك العمليات الإنسانية القدرة على الاستجابة له".
ضغوط أمريكية
ووسط الانتقادات الدولية المستمرة لمحنة غزة، أكدت الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لإسرائيل، أمس الثلاثاء أن على إسرائيل بذل المزيد من الجهد للسماح بدخول الوقود وغيره من المساعدات إلى القطاع والحد من الأذى الذي يلحق بالمدنيين.
وعلى الرغم من تزايد عدد القتلى، قالت واشنطن إن إسرائيل تبدي الآن بعض الانفتاح على الدعوات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي: "مستوى المساعدات التي يجري إدخالها ليس كافيا. يجب أن يرتفع وقد أوضحنا ذلك لحكومة إسرائيل".
ونقل الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الثلاثاء عن ناجين وشهود أن مسلحي حركة حماس تناوبوا على اغتصاب نساء ومثلوا بجثثهن خلال هجومهم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال خلال حفل لجمع تبرعات لأغراض سياسية في بوسطن "إنه أمر مروع".
ونددت حماس في بيان عبر قناتها على تليغرام بتصريحات بايدن ووصفتها بأنها "اتهامات كاذبة" وقالت إنه "ينضم إلى جهود إسرائيل الرامية للتستر على جرائم الحرب في غزة التي ارتكبت بدعم أمريكي".
وفي القدس، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى "مزاعم الاغتصاب وغيره من الانتهاكات" خلال اجتماع مع عائلات الرهائن أمس الثلاثاء، في مواجهة وصفها بعض الحاضرين بأنها كانت "مليئة بالغضب من طريقة تعامل الحكومة مع الموقف".
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي: "سمعت قصصا مزقت قلبي.. سمعت وسمعتم أيضا، عن اعتداءات جنسية وحالات اغتصاب وحشي ليس لها مثيل".
وتقول إسرائيل إن عددا من النساء والأطفال ما زالوا في أيدي حماس. وخلال فترة توقف القتال، أعادت حماس أكثر من 100 رهينة بينما بقي 138 محتجزا.
واتهم بايدن حماس بالمسؤولية عن انهيار الهدنة الأسبوع الماضي، قائلا: "رفض الحركة المسلحة إطلاق سراح الشابات المتبقيات هو ما أدى لانهيار هذا الاتفاق".
وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بالمسؤولية عن فشل المفاوضات.
وردا على سؤال في وقت متأخر أمس الثلاثاء عما إذا كانت حماس هي الجماعة الوحيدة التي تحتجز رهائن أمريكيين في غزة، قال بايدن "حسنا، هناك آخرون.. لن أتحدث أكثر عن الأمر. لن نتراجع".
وقال أسامة حمدان القيادي في حماس أمس الثلاثاء إنه "لن تكون هناك مفاوضات أو تبادل للمحتجزين حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
العنف بالضفة الغربية
وبشكل منفصل، فرضت الولايات المتحدة حظرا على منح تأشيرات للمتورطين في أعمال عنف بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل بعد مناشدات لها لبذل المزيد من الجهود لمنع هجمات المستوطنين اليهود على الفلسطينيين.
وأدان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس "عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) اليوم الأربعاء بأن شابين فلسطينيين صغيرين قتلا برصاص الجيش الإسرائيلي في طوباس بالضفة الغربية.
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA=
جزيرة ام اند امز