حدثان في يوم واحد.. اليوم العالمي للرجل والمرحاض لماذا يجتمعان؟
يحتفل العالم يوم 19 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للرجل، وللمفارقة الساخرة هو نفس تاريخ الاحتفال بيوم المرحاض العالمي، فهل ذلك صدفة؟
ربما يكون التشابه الأكبر بين الرجال والمراحيض، هو أن كليهما لا يحظيان بالتقدير اللائق.. هكذا يرى الرجال بالنسبة لأنفسهم، وتؤكد الأمر ذاته الأمم المتحدة فيما يتعلق بأهمية توفير المراحيض للمحرومين منها.
الوعي بقضايا الرجال
ويهدف اليوم العالمي للرجال إلى تعزيز الوعي بقضايا الرجال التي غالباً ما يتم تجاهلها، كما يسلط الضوء على "صحة الرجال والصبيان" وتحسين العلاقات بين الجنسين وتعزيز المساواة بين الجنسين والاحتفاء بنماذج إيجابية يحتذي بها الذكور.
كما يعتبر اليوم العالمي للرجل، فرصة لتقديرهم والاحتفاء بهم في حياتهم لما يقدمونه للمجتمع، وهو كذلك منصة لزيادة الوعي بالتحديات التي يواجهها الرجال، خاصة فيما يتعلق بمعدل انتحار الذكور.
وفي هذا العام 2021 يقام الاحتفال تحت شعار: "من أجل علاقات أفضل تجمع الرجل والمرأة معاً" والبحث عن طرق لتحسين هذه العلاقة التي تجمعهما، وتحقيق المساواة بينهما.
ورغم أن هذا اليوم موجود منذ عقود، إلا أن كثيرين لا يدركون أن هناك يوما عالميا للرجل، بينما يعتقد آخرون أنه موجود فقط بسبب وجود يوم عالمي للمرأة، يتم الاحتفال به في 8 مارس/ آذار من كل عام.
وهناك 6 أهداف وضعها اليوم العالمي للرجل، وهي تعزيز النماذج الإيجابية الذكورية، والاحتفاء بمساهمات الرجل الإيجابية تجاه المجتمع، والتركيز على صحة الرجل، وتسليط الضوء على التمييز الذي قد يتعرض له.
بالإضافة إلى تحسين العلاقات بين الجنسين وتعزيز المساواة الجندرية، وخلق عالم أفضل وأكثر أمانا، ينعم فيه الناس بالأمان ويستطيعون تطوير قدراتهم.
وبدأ الاحتفال بهذا اليوم عام 1999 في دولة ترينيداد وتوباجو (تقع في جنوب البحر الكاريبي) للمرة الأولى بهدف معالجة قضايا الشباب والكبار، وتسليط الضوء على الدور الإيجابي ومساهمة الرجال في الحياة، وتعزيز المساواة بين الجنسين. ويعود سبب اختيار هذا اليوم، لأنه يتصادف مع يوم ميلاد والد الدكتور جيروم تيلوكسينج، الطبيب المنحدر من ترينيداد وتوباجو، والذي أعاد إطلاق هذا اليوم العالمي مجددا عام 1999.
تقدير قيمة المراحيض
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 3.6 مليار شخص حول العالم لا يمتلكون دورات مياه تعمل بشكل سليم. وعندما لا يتوفر لدى بعض الناس في المجتمع دورات مياه آمنة، فإن صحة الجميع معرضة للخطر، حيث يؤدي سوء الصرف الصحي إلى تلوث مصادر مياه الشرب والأنهار والشواطئ والمحاصيل الغذائية، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض الفتاكة بين السكان.
وتحذر الأمم المتحدة من أن دورات المياه - ونظم الصرف الصحي التي تدعمها - تعاني من نقص التمويل أو سوء الإدارة أو الإهمال في أجزاء كثيرة من العالم، وما يصاحب ذلك من عواقب مدمرة على الصحة والاقتصاد والبيئة، خاصة في المجتمعات الأشد فقراً وتهميشاً.
وفي المقابل، فإن مزايا الاستثمار في إقامة نظم صرف صحي مناسبة تعد هائلة، فعلى سبيل المثال، كل دولار يُستثمر في الصرف الصحي الأساسي يحقق عائداً يصل إلى 5 دولارات في التكاليف الطبية المُوفرة وزيادة الإنتاجية، وتتولد الوظائف على طول سلسلة الخدمات بأكملها.
وبالنسبة للنساء والفتيات، فإن وجود دورات المياه في المنازل والمدارس وأماكن العمل يساعدهن على الاستفادة الكاملة من إمكانياتهن وتأدية دورهن الكامل في المجتمع، وخاصة أثناء فترة الحيض والحمل.
على الرغم من أن الصرف الصحي هو حق من حقوق الإنسان مُعترف به من قبل الأمم المتحدة، فإن العالم بحاجة ماسة إلى ضخ استثمارات ضخمة والابتكار لزيادة التقدم المحرز بمقدار أربعة أضعاف على طول "سلسة الصرف الصحي"، بدءاً من دورات المياه ووصولاً إلى نقل النفايات البشرية وجمعها ومعالجتها.
وتشدد الأمم المتحدة على أنه وكجزء من نهج قائم على حقوق الإنسان، يجب على الحكومات الاستماع إلى الأشخاص الذين تخلفوا عن الركب ومحرومين من إمكانية الوصول إلى دورات المياه وتخصيص تمويل محدد لإدماجهم في عمليات التخطيط واتخاذ القرار.
ويساعد ذلك في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، والمتمثل في توفير المياه والصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز