رحيل الفنان الجزائري بشير بن محمد.. ابتسامة هزمت الإرهاب
الفنان الفكاهي الراحل بشير بن محمد يعرف عند سكان قسنطينة وفي المجال الفني باسم "عمي بشير"، وبدأ مشواره من المسرح
توفي، الإثنين، الفنان الكوميدي الجزائري بشير بن محمد عن عمر ناهز 85 عاماً بعد معاناة طويلة مع مرض هشاشة العظام في بيته بمحافظة قسنطينة الواقعة شرقي البلاد، ليخسر الفن الجزائري اثنين من أعمدته في يوم واحد، حيث توفيت الفنانة نورية قصدرلي قبله بساعات قليلة عن عمر ناهز 99 عاماً بعد مشوار سينمائي ومسرحي حافل.
- نورية قصدرلي.. رحيل "أيقونة مسرح الجزائر" عن 99 عاما
- رحيل المطرب العالمي الجزائري إيدير.. "أيقونة الأغنية الأمازيغية"
ويعرف الفنان الفكاهي الراحل عند سكان قسنطينة وفي المجال الفني باسم "عمي بشير"، وبدأ مشواره في المسرح عقب استقلال الجزائر أوائل الستينيات.
وفي الفترة ذاتها، دخل الفنان بشير بن محمد التلفزيون الجزائري ليسجل أول الأعمال التلفزيونية الكوميدية التي انتقلت شهرتها خارج الجزائر، وبثها التلفزيونان المغربي والتونسي، وهي السلسلة الفكاهية "البهاليل".
شكلت تلك السلسلة انطلاقة قوية للفنان بشير بن محمد للدخول إلى عالم الفكاهة السينمائية والتلفزيونية من أوسع أبوابها، ليتحول إلى واحد "من ماركات الكوميديا" في الجزائر كما يصفه النقاد.
اختص الفنان الراحل على مدار مشواره الفني الذي يقارب عمر استقلال بلاده بالكوميديا التي يتعطش لها الجمهور الجزائري، وأمتعه بها، بسلاسل حاكت واقعه الاجتماعي والاقتصادي اليومي بكثير من الفكاهة والسخرية الجادة والرسائل.
صناعة الابتسامة في زمن الإرهاب
وكان بن محمد من بين أبطال عدة أعمال كوميدية، أشهرها سلسلة "أعصاب وأوتار" التي تابعها الجزائريون كل شهر رمضان في التسعينيات، وأنستهم خلالها بعضاً من واقع القتل وعدم الاستقرار والإرهاب الذي كان يسيطر على تلك الحقبة التي سميت بـ"العشرية السوداء".
واصل الفنان محمد بن بشير "صناعة الابتسامة والأمل" عند الجزائريين بأعماله الكوميدية التي تحدى بها أيضا "فتاوى الإرهاب التي حرمت كل عمل سينمائي أو فني"، وقتلت عدداً كبيراً من الفنانين الذي جابهوا "جهل وحشية الإرهاب" بسلاح فنهم، حيث شارك في بطولة عدد من الأعمال التلفزيونية الكوميدية، من أشهرها "ريح تور" و"كحلة وبيضاء" و"يا عامر يا ناسي" و"ناس ملاح سيتي".
وجسد بشير بن محمد في تلك الأعمال أدواراً مختلفة، تمثلت في الأب التقليدي الذي جاء من الريف، أو الجار العصبي المحب للمشاكل، أو المناصر المرح لفريقي شباب قسنطينة أو وفاق سطيف اللذين ينشطان في الدوري الجزائري لكرة القدم.
واشتهر بشير بن محمد بابتسامته التي لا تفارقه، والتي لم تغب أيضا حتى بعد مرضه، ولم يبخل بها على جمهوره من جيرانه أو من محبيه الذين كانوا يتنقلون إلى منزله للاطمئنان عليه، وبقي وفياً لجمهوره بتلك الابتسامة وهو على كرسيه المتحرك بعد أن انقطعت أعماله الكوميدية عنهم.
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز