نورية قصدرلي.. رحيل "أيقونة مسرح الجزائر" عن 99 عاما
نورية قصدرلي تعتبر من أقدم الممثلات الجزائريات، حيث عاصرت العصر الذهبي للسينما، وبدأ دخولها لعالم الفن بـ"قصة مليئة بالصدف".
توفيت، مساء السبت، الفنانة الجزائرية نورية قصدرلي عن عمر ناهز 99 عاماً بعد صراع طويل مع مرض عضال.
ورحلت الفنانة والممثلة المسرحية والسينمائية بعد أن قدمت 60 عاماً من عمرها للسينما الجزائرية، عاصرت خلالها عصرها الذهبي في سنوات السبعينيات، رغم أن بداياتها كانت قبل استقلال الجزائر.
- وفاة الفنانة رجاء الجداوي متأثرة بإصابتها بكورونا
- رحيل المطرب العالمي الجزائري إيدير.. "أيقونة الأغنية الأمازيغية"
سيرة ممثلة "ربة البيت"
ولدت الفنانة الجزائرية نورية قصدرلي عام 1921 بمحافظة تيارت (غرب) واسمها الحقيقي "خديجة بن عايدة"، وتعد من أوائل الممثلات المسرحيات وتوصف بـ"سيدة الشاشة" الجزائرية، بعد أن أدت أدواراً غالبيتها جسدت فيها دور ربة البيت في أعمال كوميدية ودرامية.
إبداع ونجاح الفنانة الراحلة في دور ربة البيت يعيده النقاد السينمائيون إلى اهتمامها بكل تفاصيل الدور، الذي كان يرتكز في كل عمل على البساطة والتقاليد الأبوية، ما جعلها "أكثر ممثلة جزائرية تؤدي دور المرأة الجزائرية وكأنه حقيقي" وفق النقاد.
وكان زوجها المسرحي الراحل مصطفى قصدرلي الذي تزوجته وهي في سن الـ19 سبب دخولها عالم المسرح والسينما، حيث انتقلت معه للعيش إلى العاصمة وقت أن كانت تعمل في مجال الخياطة.
صدفة التمثيل
كشفت الفنانة الراحلة نورية قصدرلي في تصريح سابق للتلفزيون الجزائري الحكومي عن قصة دخولها عالم المسرح والسينما، حيث قادها الحظ بـ"الصدفة" لتكون "سيدة الشاشة" وتدخل المجال المسرحي والسينمائي من أوسع أبوابه، بعد أن طلب منها زوجها مبلغاً من المال جنته من عملها خياطة.
واشترطت نورية لإعطائه المبلغ أن يأخذها معه في جولته المسرحية مع المخرج الكبير الراحل مصطفي بديع وعبدالرحمن عزيز وبوعلام رايس.
ولم تكن تعلم نورية ولا زوجها أن ذلك الشرط والمبلغ لم يكونا إلا "تأشيرة دخولها للمسرح"، حيث اكتشف فريق العمل لحظة وصوله إلى محافظة قسنطينة (شرق) غياب الممثلة الرئيسية في المسرحية، ولم يكن أمامهم إلا تعويضها بالمرأة الوحيدة بينهم وهي نورية قصدرلي، "رغم معارضة زوجها".
وأدت الراحلة نورية أول دور مسرحي لها عام 1945، وكان "دور المتسولة"، وهو الدور الذي منحها اسماً جديداً خاصاً بعالم المسرح والسينما وهو "نورية" الذي أطلقه عليها مصطفى بديع وبوعلام رايس.
عاصرت الفنانة الراحلة كبار المسرحيين والسينمائيين من ممثلين ومخرجين من بينهم محيي الدين بشطارزي والفنانتان الراحلتان "كلثون ولطيفة" ومصطفى بديع وشافية بوذراع والراحلة وردية ورويشد وحسان الحساني.
رحلت الفنانة نورية قصدرلي تاركة وراءها إرثاً سينمائياً ومسرحياً كبيراً، إذ شاركت في أكثر من 200 عمل مسرحي منذ 1963 و170 فيلماً تلفزيونياً و4 أفلام روائية، تعاملت خلالها مع أغلب أقدم المخرجين الجزائريين بينهم عمر بختي وموسى حداد ومصطفى بديع.
ومن أشهر أعمالها التلفزيونية "أبناء القصبة" عام 1963، و"الليل يخاف من الشمس" عام 1963"، و"خذ ما أعطاك الله" عام 1981، بالإضافة إلى المسلسل التلفزيوني "المصير" عام 1989 الذي حقق نجاحاً كبيراً.
كما كانت لها أعمال كوميدية بينها "العروسة والعجوزة" و"هي وهو" و"خالتي حنيفة في رمضان".