سريديفي كابور.. الموت المفاجئ ينهي أسطورة الغموض في بوليوود
كابور توفيت في مدينة "دبي" بالإمارات خلال حضورها حفل زفاف أحد أفراد عائلتها، بعد مسيرة فنية حافلة امتزجت بالغموض والشهرة
كانت عيونها المختلفة التي تجمع بين السحر والجنون هي مفتاح ظهورها في السينما الهندية، إنها نجمة بوليوود الأسطورية الممثلة سريديفي كابور، التي توفيت الأحد، عن عمر ناهز 54 عاما، إثر تعرضها لسكتة قلبية.
- نجمة الهند جاسمين بهاسين لـ"العين الإخبارية": أحلم بـ"أفضل ممثلة"
- الشارقة تستضيف نجم بوليوود عدنان سامي في مارس
كابور توفيت في مدينة "دبي" بالإمارات خلال حضورها حفل زفاف أحد أفراد عائلتها، بعد مسيرة فنية حافلة امتزج فيها الغموض والشهرة، من خلال دور البطولة في أكثر من 150 فيلما، أبرزها "تشاندي" و"تشالباز" و"سادما"، فيما تبلغ حصيلة مشاركتها في الأفلام 300 فيلم.
سريديفي ولدت في إحدى مدن جنوب الهند، وبدأت مشوارها الفني من خلال سينما التاميل، وهو اللقب الذي يطلق على صناعة الأفلام بلغة التاميل، وهي جزء من صناعة السينما الهندية التي تهتم بالأفلام في ولاية تاميل نادو الهندية، ولم تكن تتخيل يوما أن تصبح نجمة بوليوودية رغم ثقتها التامة بأنها نجمة أفلام رائعة لجنوب الهند.
دخول عالم بوليوود
ودون سابق إنذار وبعدما أسرت سريديفي المخرج والمنتج الأسطوري ياش راج بدأت النجمة الذهبية أولى أفلامها داخل بوليوود عام 1986، من خلال فيلم "ناجينا" التي شاركت بطولته مع النجم ريشي كابور.
ومن خلال أداء يجمع ما بين البساطة والقوة المقرونة بخفة الظل حققت سريديفي نجاحا باهرا جعلها تتخطى كل نجمات هذا الجيل وتغرد منفردة في مقدمة السرب، وقرر ياش راج أن يستغل نجاح الثنائي سريديفي وريشي كابور من خلال تقديم فيلمها الثاني "تشاندني" عام 1989.
عملت سريديفي مع العديد من نجوم بوليوود الكبار مثل الأسطورة أميتاب باتشان، أنواب خير، شاروخان، سلمان خان، ريشي كابور، النجم جاكي تشروف.
سريديفي وأنيل
ورغم عملها مع كل هؤلاء إلا أن النجم أنيل كابور كان هو الأفضل معها على الإطلاق، فكان هذا الثنائي الذي يجمع بين سريديفي وأنيل هو الأشهر على الإطلاق داخل بوليوود في فترة أواخر الثمانينيات وحتى التسعينيات، فقدما أكثر من ٨ أفلام في تلك الفترة، أهمها "مستر إنديا، لادلا، لامهي وهير راجنا".
ومثلما توهجت سريديفي فجأة في بوليوود كان اختفاؤها المفاجئ هو لغز لم يستطع أحد أن يكشف حله، ولكن القليلين فقط هم من عرفوا أن تلك النجمة التي تحمل عيونا ساحرة وقلب طفلة هي أم من الدرجة الأولى، قررت أن تعطي أطفالها كل وقتها.
عودة بثوب جديد
وفي عام 2012 وبعد 15 عاما من الاختفاء عادت سريديفي من جديد، ولكن في ثوب مختلف يحمل بين وقار الأمومة وجنون الطفولة، فقدمت فيلمها الكوميدي الاجتماعي "إنجليش فانجليش"، الذي حقق نجاحا كبيرا جعل المشاهدين يأملون برؤية المزيد من سريديفي مع تخوفات من اختفائها مرة أخرى.
وقدمت بعدها الفيلم الرائع "مام" العام الماضي، وكانت شخصية جديدة لأول مرة تظهر بها سريديفي، في دور دون لمحة كوميدية أو خفة ظل، وكان هذا آخر أفلامها التي ظهرت في السينما.
سريديفي اشتهرت بإستعراضاتها الحماسية التي قدمتها للسينما، فكانت دائما ما تضيف شخصيتها على الاستعراض لتجعله ليس مجرد رقص ولكنه مشهد تمثيلي متعدد الأركان.
٥ جوائز
وحصدت النجمة الهندية ٥ جوائز من فير فيلم، التي تعتبر الجائزة الأولى في بوليوود، ليكون هذا رقما قياسيا ينضم إلى سلسلة إنجازاتها في مشوارها الفني.
وشاركت سريديفي في عدد من الأفلام بلغات محلية مختلفة في الهند، من بينها "التاميل" و"التيلوجو" و"مالايالام" و"كانادا" قبل أن تظهر في بوليوود عام 1978.
تزوجت سريديفي مرتين: المرة الأولى استمرت 3 سنوات فقط من ميثون شاكرابوثي، وبعد الانفصال قررت النجمة الأسطورية أنها لن تكرر التجربة، ولكن حبا عاصفا جمعها ببوني كابور بعد ٨ سنوات من انفصالها جعلها تغير قرارها، وتكمل قصة حبها بزواج ناجح دام 22 عاما، وكانت حصيلته ابنتين جميلتين هما خوشي وجهانفي.
آخر أفلام النجمة سريديفي كان من المقرر أن يعرض هذا العام، وهو فيلم زيرو مع ملك بوليوود شاروخان، وعلى الرغم من أن مشاهدها لم تكتمل بعد، إلا أن التوقعات تشير إلى أن شاروخان سيعرض المشاهد التي صورتها فقط، وسيغير مسار الدور تخليدا لذكرى تلك الفنانة الجميلة.
كانت سريديفي لديها جانب لم يره الكثيرون وهو حب المشاريع الخيرية ومساعدة الفقراء، فكانت آخر زيارتها في الهند قبل أن تتجه لدبي لتحضر زفاف أحد أقاربها كانت لإحدى المدارس الفقيرة في الهند.
رصيد سريديفي الفني لم يكن هو وحده سبب حب الناس لها، سواء زملاؤها في الوسط الفني أو حتى النجوم، ولكن طيبة قلبها وشخصيتها الإيجابية المليئة بالحيوية وعيونها الساحرة كانت وما زالت علامة من أهم علامات السينما الهندية.