رحيل البابا فرنسيس: مراسم وداع في الفاتيكان وإعلان رسمي للوفاة

مراسم وداع البابا فرنسيس تبدأ في الفاتيكان بجثمان في تابوت مفتوح، والكرادلة يباشرون ترتيبات الجنازة والكونكلاف لاختيار خليفة جديد.
أعلن الفاتيكان مساء أمس، الإثنين 21 أبريل/ نيسان 2025، عن بدء مراسم وداع البابا فرنسيس بعرض جثمانه في تابوت مفتوح داخل كنيسة سانتا مارتا في الفاتيكان. وقد جرى الطقس الرسمي لتأكيد الوفاة بحضور الكاردينال كيفن فاريل، المكلّف بمهام الكاميرلينغو، حيث تلا إعلان الوفاة الرسمي في طقس لم يستغرق أكثر من ساعة.
وفي ذات الليلة، أُغلقت الشقق الرسمية للبابا داخل القصر الرسولي، كما تم ختم مقر إقامته في فندق "دوموس سانتا مارتا" حيث توفي، وذلك ضمن طقوس متوارثة تعود إلى قرون مضت.
وفاة البابا فرنسيس وأسبابها
رحل البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا بعد إصابته بسكتة دماغية أدّت إلى غيبوبة وفشل قلبي غير قابل للعلاج. وكان يتعافى في مقر إقامته عقب خروجه من المستشفى بعد تلقيه علاجًا استمر خمسة أسابيع إثر إصابته بالتهاب رئوي.
وقد ظهر علنًا لآخر مرة يوم الأحد خلال مناسبة عيد الفصح، حيث ألقى البركة من مركبته البابوية في ساحة القديس بطرس أمام نحو 35 ألف شخص.
جثمان البابا فرنسيس والطقوس
خلافًا لما جرت عليه التقاليد، لم يُوضع جثمان البابا داخل ثلاثة توابيت خشبية متداخلة، بل في تابوت خشبي بسيط مبطن بالزنك من الداخل. كما تقرر، وفقًا للفاتيكان، أن يُعرض الجثمان بشكل بسيط داخل كاتدرائية القديس بطرس، على مستوى الأرض بالقرب من المقاعد، وبجانبه شمعة عيد الفصح.
ترتيبات الكينسة وموعد الجنازة
أعلن الفاتيكان أن الكرادلة المتواجدين حاليًا في روما سيعقدون اجتماعهم الأول في تمام التاسعة صباحًا بتوقيت الفاتيكان (الثامنة بتوقيت بريطانيا الصيفي) في قاعة السينودس. وسيجري تحديد موعد نقل الجثمان إلى كاتدرائية القديس بطرس ليكون متاحًا أمام الزوّار، ومن المتوقع أن يبدأ ذلك بدءًا من صباح الغد.
ويُنتظر أن تتم مراسم الجنازة والدفن بين يومي الجمعة والأحد، بحسب اللوائح التي أقرها البابا فرنسيس نفسه في العام الماضي. كما يُتوقع أن يُوارى الثرى ما بين اليوم الرابع والسادس بعد الوفاة، أي على الأرجح يوم السبت أو الأحد.
مكان دفن البابا فرنسيس والوصية الأخيرة
أوصى البابا فرنسيس بأن يُدفن في بازيليك القديسة مريم الكبرى، الواقعة خارج الفاتيكان، حيث توجد الأيقونة البيزنطية المفضلة لديه للعذراء مريم، التي تظهر وهي تحمل الطفل يسوع ممسكًا بكتاب ذهبي مرصع بالجواهر. وكان قد زار المكان ووضع الزهور أمام الأيقونة يوم 23 مارس/ آذار عقب خروجه من المستشفى، ثم عاد للصلاة فيها للمرة الأخيرة في 12 أبريل/ نيسان.
ترتيبات الكونكلاف وانتخاب البابا الجديد
بعد الجنازة، تبدأ مرحلة الحداد الرسمي التي تستمر تسعة أيام وتُعرف باسم "نوفينديالي"، يجتمع خلالها الكرادلة التحضيريًا للكونكلاف الذي يختار الحبر الأعظم الجديد.
ووفقًا للوائح المعمول بها، يجب أن يبدأ الكونكلاف بين اليوم الخامس عشر والعشرين من إعلان حالة "الكرسي الشاغر"، مع إمكانية تقديم الموعد إذا وافق الكرادلة.
وسيشرف الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري، عميد مجمع الكرادلة البالغ من العمر 91 عامًا، على تنظيم الجنازة والانتخابات إلى جانب الكاردينال فاريل. وإذا تعذر حضوره، فإن نائبه الكاردينال الأرجنتيني ليوناردو ساندري (81 عامًا) سيقوم بالمهمة.
وسيُعزل الكرادلة المنتخبون داخل سكن خاص بالفاتيكان، وتُعقد جلسات التصويت السرية في كنيسة السيستين. تُجرى أربع جولات يوميًا، وإذا لم يحصل أحد المرشحين على ثلثي الأصوات، تُحرق أوراق التصويت في موقد يطلق دخانًا أسود. أما عند انتخاب البابا، فيُطلق الدخان الأبيض، ويخرج كبير الشمامسة ليعلن من شرفة كاتدرائية القديس بطرس: "Habemus Papam" (لدينا بابا).
الكرادلة البريطانيون المشاركون
من بين المشاركين في التصويت الكاردينال فنسنت نيكولز، رئيس أساقفة وستمنستر، والكاردينال تيموثي رادكليف. وكلاهما يبلغان 79 عامًا، ما يعني أنهما دون سن الثمانين المطلوبة للمشاركة في التصويت.
وقد صرح نيكولز خلال مؤتمر صحفي بأن "البابا القادم يجب أن يتمتع بسلام داخلي عميق وقوة داخلية كبيرة"، فيما أضاف رادكليف: "كل بابا خلال العقود الماضية كان مختلفًا عمّن سبقه، ونحن مستعدون دائمًا لاحتمالات متعددة".
مشاركة قادة العالم في جنازة البابا فرنسيس
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا نيتهما حضور الجنازة، كما يُنتظر حضور الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.
وقد أُوقفت مباريات كرة القدم في إيطاليا والأرجنتين تكريمًا للبابا الراحل. ونُكّست الأعلام في كل من إيطاليا، والهند، وتايوان، والولايات المتحدة.
في الوقت نفسه، قُرعت الأجراس في الكنائس حول العالم، وأقيمت صلوات في عدد من الكاتدرائيات، بينها كاتدرائية مانيلا في الفلبين، حيث وُضعت صورة البابا فرنسيس أمام المصلين خلال قداس خاص.
إشادات دولية للبابا فرنسيس
أشاد رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، بالبابا الراحل، واصفًا إياه بأنه "بابا الفقراء والمضطهدين والمنسيين". وقال ملك بريطانيا إنه كان "شخصًا ترك تأثيرًا بالغًا في حياة كثيرين".
فيما عبّر رئيس تيمور الشرقية، خوسيه راموس هورتا، عن تقديره لمواقفه، واصفًا إياه بأنه "رجل شجاع لم يتردد في مواجهة دعاة الحرب بين زعماء العالم". أما الرئيس النيجيري بولا تينوبو، وهو مسلم، فقال: "ذكّرنا البابا بأن الأرض بيتنا جميعًا، وواجبنا أن نحافظ عليها لأجيال المستقبل".