حداد وصلاة غائب ودعاء الجمعة.. الإمارات تواصل الوفاء لروح السلطان قابوس
تعود العلاقات الإماراتية العمانية لعقود مضت وازدادت تماسكاً ورسوخاً في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
من إعلان الحداد وتنكيس الأعلام إلى أداء صلاة الغائب ثم الدعاء له في كل مساجد البلاد خلال صلاة اليوم الجمعة، تواصل دولة الإمارات الوفاء لروح سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد الذي شهد البلدان في عهده تطورا في جميع المجالات.
والجمعة الماضي، أعلن ديوان البلاط السلطاني في عمان وفاة السلطان قابوس بن سعيد عن عمر 79 عاما بعد نحو نصف قرن من العطاء لبلاده وترسيخ مكانتها إقليميا ودوليا.
وتولى السلطان قابوس مقاليد الحكم في السلطنة 23 يوليو/تموز 1970، والراحل صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب والثالث في العالم، كما يعد أحد زعماء الخليج الذين قاموا بتأسيس مجلس التعاون الخليجي خلال قمتهم الأولى في أبوظبي مايو/أيار عام 1981.
وعقب الوفاة، نعى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، ببالغ الحزن والأسى أخاه السلطان قابوس، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم سلطنة عمان وشعبها والعائلة المالكة الكريمة جميل الصبر والسلوان.
وقال في بيان أصدرته وزارة الرئاسة الإماراتية: "إننا ننعى اليوم زعيما من أبرز وأخلص أبناء الأمتين العربية والإسلامية أعطى الكثير لشعبه وأمته ووهب حياته دفاعا عن قضاياها بصدق وإخلاص وتجرد".
ونوه بمناقب الفقيد الذي عمل دون كلل على تقوية البنيان العربي وتعزيز تماسكه، مؤكدا أن الأمتين العربية والإسلامية فقدتا قامة كبيرة وقيادة تاريخية لم تتوانَ عن خدمة قضايا أمتها حتى آخر لحظة من حياتها".
وقد أمر الشيخ خليفة بإعلان الحداد لمدة 3 أيام، وتنكيس الأعلام خلالها بجميع الدوائر الرسمية داخل الإمارات وسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج.
كما أمر رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بإقامة صلاة الغائب في جميع مساجد البلاد على روح المغفور له السلطان قابوس بعد صلاة المغرب السبت الماضي.
ومن القادة للمواطنين، حيث أطلق إماراتيون هاشتاق بعنوان "الإمارات لن تنسى قابوس"، يشاطرون فيه شعب وحكومة سلطنة عمان الأحزان في وفاة السلطان قابوس بن سعيد.
وتعود العلاقات الإماراتية العمانية لعقود مضت، وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين.
كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.
وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تماسكاً ورسوخاً في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حيث تعد هذه العلاقة مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك إلى جانب الزيارات المتبادلة بين القيادتين.
وتحرص الإمارات وسلطنة عمان على التنسيق المتبادل بينهما في مختلف المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم مصلحة الجانبين.
والسبت الماضي، أدى السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، السبت، اليمين الدستورية سلطانا جديدا لعمان، خلفا للراحل قابوس بن سعيد.
وقال السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، في كلمة عقب أدائه اليمين الدستورية، إنه سيتبع خط الراحل السلطان قابوس بن سعيد، في سياساته الخارجية والتعاون الدولي.
ومع تولي السلطان هيثم بن طارق آل سعيد مقاليد الحكم، يتوقع أن يستمر الزخم في علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين، وأن تتزايد وتيرته، قياسا للعلاقات القوية التي تجمع السلطان الجديد بالإمارات وقادتها وشعبها.
وخلال عمله كوزير للتراث والثقافة، وهو المنصب الذي شغله منذ عام 2002، وحتى توليه الحكم، كان هيثم بن طارق حريصا على المشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية والرياضية المهمة في الإمارات، والتواصل مع أشقائه قادة الإمارات.
ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالة خطية إلى هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة العماني آنذاك، وذلك في إطار العلاقات الأخوية المتميزة والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين.
كما كان هيثم بن طارق حريصا على المشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية والرياضية المهمة في الإمارات.
ففي 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، شهد هيثم بن طارق إلى جانب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير دفاع المملكة العربية السعودية، منافسات جولة أبوظبي لبطولة العالم لسباقات الفورمولا 1 في موسم 2018 جائزة الاتحاد للطيران الكبرى، وذلك على مضمار حلبة مرسى ياس في أبوظبي.
كما كان هيثم بن طارق من أبرز ضيوف الإمارات، الذين حضروا في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، افتتاح متحف اللوفر أبوظبي، والذي افتتحه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وجرى خلال تلك الزيارة بحث العلاقات الثنائية المتميزة بين الإمارات وسلطنة عمان واستعراض التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات وسبل تطويره وتنميته بما يعود بالنفع على الشعبين.
كما عبر هيثم بن طارق عن حبه للإمارات ومكانتها لديه، خلال زيارته في 29 يوليو/تموز 2015 لجناح دولة الإمارات في "إكسبو ميلانو 2015".
وأشاد، خلال الزيارة، بتميز جناح الإمارات في إكسبو ميلانو بتفرده في تصميمه الذي يستوحي البيئة الصحراوية لدولة الإمارات وكيف تحدى الإنسان الإماراتي هذه الصعاب للوصول إلى ما وصلت إليه الدولة من تقدم وازدهار في جميع المجالات المختلفة.
كما سبق وأن أشاد "بجائزة خليفة التربوية"، مؤكدا أنها تمثل إحدى المبادرات الرائدة لدعم جهود العاملين في قطاع التعليم في الوطن العربي.
كما حرص هيثم بن طارق أكثر من مرة على المشاركة في الاحتفالات التي تنظمها سفارة الإمارات في مسقط بمناسبة العيد الوطني للإمارات، وكان حريصا باستمرار على لقاء سفراء الإمارات المتعاقبين وبحث سبل تعزيز التعاون بين الإمارات وسلطنة عمان في المجالات الثقافية.
ومع توليه مقاليد الحكم، يتوقع أن تزداد العلاقات الثنائية الأخوية بين الإمارات وسلطنة عمان تماسكاً ورسوخاً خلال الفترة المقبلة.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg جزيرة ام اند امز