خبراء تونسيون: تحالف "الشاهد والإخوان" بمأزق سياسي إثر وفاة الرضع
الشارع التونسي يحمّل تحالف الشاهد والإخوان مسؤولية تردي الأوضاع على المستويات كافة، خاصة الصحة وسط مخاوف من تكرار المزيد من الكوارث.
لم تهدأ ردود الفعل الغاضبة في تونس حتى الآن على حكومة "الشاهد والإخوان" إثر وفاة 12 رضيعاً في مستشفى الرابطة، وفيما طالب سياسيون الحكومة بتقديم استقالتها، أكد خبراء أنها باتت عاجزة عن توفير الحد الأدنى للعيش للتونسيين.
- تونس بأسبوع.. نواب يقاضون "النهضة" والبرلمان يفشل في انتخاب "الدستورية"
- 43 نائبا تونسيا يقاضون "النهضة" الإخوانية بتهمة الإرهاب
أسباب الوفاة حصرها مراقبون للشأن التونسي في إهمال المنظومة الحكومية للمستشفيات، وعدم توفير المناخ الضروري للمعالجة، بالإضافة إلى فشل تحالف يوسف الشاهد والإخوان في توفير رعاية صحية لائقة للتونسيين.
ودعا حزب نداء تونس الحكومة إلى الاستقالة على خلفية هذه الفاجعة، مطالباً بتحميلها مسؤولية تردي الأوضاع على المستويات كافة، والخوف من حصول المزيد من الكوارث، نتيجة تفرغها لتأسيس حزب سياسي بدلاً من خدمة المواطن.
وقال القيادي بحزب نداء تونس عبدالعزيز القطي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن اللجنة القانونية للحزب كلفت بمساعدة عائلات الضحايا في مساعيهم لإظهار الحقيقة، ومحاسبة المتسببين في الكارثة، معتبراً أن ظروف وفاة الرضع غامضة ومشبوهة.
إدانة شعبية لأداء الشاهد والإخوان
وإثر الحادثة نظم عدد من الجمعيات تحركات ميدانية ضد حكومة الشاهد والإخوان، للتنديد بضعف الأداء الحكومي، وعدم قدرته على تحسين أوضاع الشعب التونسي.
وقال الناطق باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن حكومة الشاهد والإخوان أمام أزمة أخلاقية وسياسية بعد حادثة وفاة الرضع، مؤكداً أن من يجب عليه الاستقالة هو رئيس الحكومة وليس وزير الصحة فقط.
وأضاف الهمامي أن ما تعيشه تونس من أزمات اقتصادية وتعليمية وصحية هو نتاج الحكومات المتتالية منذ 2011.
وتجمع مئات المواطنين أمام مقر الحكومة بـ"القصبة" وسط العاصمة تونس، مرددين هتافات تطالب بضرورة رحيل الشاهد وحزب النهضة الإخواني.
وأصدرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بيانا شديد اللهجة ضد المنظومة الحكومية، وعدم احترامها حقوق الإنسان.
ودعا قيس السلامي، رجل القانون في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى ضرورة إصلاح المستشفيات حتى لا تتكرر الكوارث، مشيرا إلى أن الحكومة تعيش أزمة أخلاقية في عيون الشعب التونسي والعائلات التي فقدت أبناءها.
تحالف الشاهد والإخوان عناوين العجز
وقال الكاتب الصحفي محمد بوعود، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن حادثة وفاة الرضع ستزيد أزمة الحكومة التي باتت عاجزة عن توفير الحد الأدنى للعيش الكريم.
أزمات متراكمة لتحالف الشاهد والإخوان في كل المجالات، وعلى رأسها المجالات الحيوية كقطاع التربية والتعليم وغياب مرافق النقل العمومي وتدهور القدرة الشرائية.
ووصلت نسبة التضخم في تونس إلى درجات قياسية منذ وصول الشاهد لرئاسة الحكومة في شهر أغسطس/آب 2016، حيث تراوحت ما بين 7 و8%، حسب المعهد التونسي للإحصاء.
وقال بوعود: إن "الحادثة ستزيد من تعميق الفجوة بين التونسيين والطبقة السياسية التي أسهمت في تعكير الوضع العام، مؤكدا أن الاتحاد العام التونسي للشغل لن يتخذ موقف الحياد تجاه التدهور الحكومي، وفشل الشاهد ووزرائه في توفير الحياة الكريمة للمواطنين.
واعتبرت الرئاسة التونسية، التي عقدت اجتماعا لمجلس الأمن القومي، الحادثة خطيرة ويجب محاسبة كل المسؤولين، خاصة مع احتمال فقدان عدد جديد من الرضع بسبب وجود عدد من الأطفال حالتهم خطيرة وحرجة في مستشفى الرابطة الحكومي.