الأحداث في واشنطن تعصف بالأسواق.. والذهب الرابح الوحيد
المؤشر داو جونز الصناعي يتراجع بنسبة 0.48% فيما ارتفع السعر الفوري للذهب 0.9% إلى 1896.96 دولار للأوقية
تراجعت الأسهم الأمريكية والدولار في تعاملات الثلاثاء وسط ترقب للمناظرة الرئاسية، وهبطت أسعار النفط أكثر من 3% مع تنامي إصابات كورونا، فيما ارتفع الذهب لذروة أسبوع بفعل هبوط الدولار والتفاؤل حيال التحفيز.
وأغلقت سوق الأسهم الأمريكية، في جلسة الثلاثاء، لتنتهي موجة مكاسب دامت لثلاث جلسات مع قيام المستثمرين بالبيع لجني الأرباح قبل ساعات من أول مناظرة رئاسية أمريكية.
وشملت الخسائر مؤشرات الأسهم الرئيسية الثلاثة.
وقال ديفيد كارتر، مدير الاستثمار لدى لينوكس ويلث أدفيزرز في نيويورك، "المناظرة الرئاسية الليلة قد تحرك الأسواق ومن المستبعد أن يكون المستثمرون مراكز كبيرة قبلها.. حاليا، الأسواق تحركها بوضوح الأحداث في واشنطن، سواء التحفيز المالي أو انتخابات الرئاسة".
ويترقب المتعاملون أول مواجهة مباشرة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن في مناظرة ستذاع على الهواء في الساعة 01:00 بتوقيت جرينتش الأربعاء.
وتظهر أحدث استطلاعات الرأي تقدم بايدن على مستوى البلاد ككل وفي عدد من الولايات الحاسمة.
وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 133.7 نقطة بما يعادل 0.48% إلى 27450.36 نقطة.
وانخفض المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بمقدار 16.27 نقطة أو 0.49% ليسجل 3335.33 نقطة.
وهبط المؤشر ناسداك المجمع 32.28 نقطة أو 0.29% إلى 11085.25 نقطة.
ارتفاع الذهب
وارتفع الذهب إلى أعلى مستوياته فيما يقرب من أسبوع بتعاملات الثلاثاء، في ظل تراجع الدولار وتنامي الآمال حيال تحفيز مالي جديد للاقتصاد الأمريكي.
وبحلول الساعة 17:58 بتوقيت جرينتش، كان السعر الفوري للذهب مرتفعا 0.9% إلى 1896.96 دولار للأوقية (الأونصة).
في حين صعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 1.1% ليتحدد سعر التسوية عند 1903.20 دولار.
وقال ديفيد ميجر، مدير تداول المعادن في هاي ريدج فيوتشرز، "مع تحسن نظرتنا لفرص التحفيز، ندرك أن هناك ميلا لإضعاف العملة المحلية، وفي هذه الحالة إضعاف الدولار ودعم الذهب والفضة".
وأضاف أن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي "يقتربان ببطء من اتفاق على خطة التحفيز الثانية مما يقدم دعما واضحا".
وقالت بيلوسي، الثلاثاء، إنها تأمل في التوصل إلى اتفاق على تقديم الدعم في مواجهة أزمة فيروس كورونا مع البيت الأبيض هذا الأسبوع، بعد أن تحدثت إلى منوتشين.
وارتفعت الفضة 2.6% إلى 24.33 دولار للأوقية، فيما صعد البلاتين 1% مسجلا 887.73 دولار.
وتقدم البلاديوم 2.5% إلى 2311.07 دولار للأوقية.
تراجع الدولار
وتراجع الدولار في تعاملات الثلاثاء، لينخفض عن ذروة شهرين التي سجلها الأسبوع الماضي، مع قيام المستثمرين بالبيع لجني الأرباح من مكاسب العملة في الآونة الأخيرة وترقبهم لأول مناظرة رئاسية أمريكية.
وهبطت العملة الأمريكية إلى أدنى سعر لها في أسبوع مقابل اليورو والفرنك السويسري، كما تراجعت أمام عملات السلع الأولية مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي وأمام الكرونة النرويجية أيضا.
وقال خوان بيريز، كبير متعاملي سوق الصرف لدى تمبوس في واشنطن، إن ترقب المناظرة يعود للتوترات السياسية وبسبب تباين الرؤى الاقتصادية لكلا المرشحين.
وهبط مؤشر الدولار 0.3% إلى 93.879، بعد أن بلغ أعلى مستوى في شهرين الجمعة الماضية.
وارتفع اليورو على نطاق واسع، وصعد 0.6% إلى 1.1737 دولار، بعد أن سجل ذروة أسبوع.
وصعدت العملة الموحدة إلى أعلى سعر لها في أسبوعين مقابل الين، وزادت في أحدث قراءة 0.8% إلى 124.04 ين.
وتراجع الدولار إلى أقل مستوى في أسبوع أمام الفرنك السويسري، وانخفض 0.6% في أحدث سعر له إلى 0.9194 فرنك.
في غضون ذلك، ارتفع الجنيه الإسترليني بفضل الآمال في إبرام اتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي وقول نائب محافظ بنك إنجلترا المركزي إنه يرى أن سعر الفائدة الرئيسي لن ينزل عن 0.1%.
وتقدم الإسترليني 0.3% إلى 1.2867 دولار.
هبوط النفط
وتراجعت أسعار النفط أكثر من 3% إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين بتعاملات الثلاثاء بفعل المخاوف حيال توقعات الطلب على الوقود بينما تكابد أوروبا والولايات المتحدة تناميا في إصابات فيروس كورونا المستجد.
ويتوخى مستثمرو السلع الأولية والأسهم الحذر أيضا قبيل أول مناظرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية بين المرشح الديمقراطي جو بايدن والرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وقال جيم ريتربوش، رئيس ريتربوش وشركاؤه في جالينا بولاية إلينوي، "تراجع الثلاثاء أعقب عموما تراجعات في الأسهم".
وفي اليوم قبل الأخير له كعقد أقرب استحقاق، تراجع خام برنت تسليم نوفمبر/تشرين الثاني المقبل 1.40 دولار بما يعادل 3.3% ليتحدد سعر التسوية عند 41.03 دولار للبرميل.
كما انخفض عقد ديسمبر/كانون الأول المقبل الأنشط 3.1% إلى 41.56 دولار.
وانخفض الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.31 دولار أو 3.2% ليسجل 39.29 دولار للبرميل عند الإغلاق.
يأتي تراجع الأسعار قبيل صدور تقرير معهد البترول الأمريكي في وقت لاحق الثلاثاء، وبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء، الذي من المتوقع أن يُظهر ارتفاع مخزونات الخام بالولايات المتحدة 1.6 مليون برميل الأسبوع الماضي.
إنتاج أوبك
وقال متعاملون كبار، الثلاثاء إن من المستبعد أن تزيد أوبك إنتاج النفط كما هو مقرر بدءا من يناير/كانون الثاني المقبل حيث قد يعني هذا مزيدا من الضغوط على سوق ضعيفة بالفعل.
ومن المقرر أن تقلص أوبك تخفيضات إنتاجها مليوني برميل يوميا في يناير/ كانون الثاني من العام المقبل.
كانت المنظمة ومنتجو نفط كبار آخرون أعلنوا عن تخفيضات غير مسبوقة في مارس/آذار من العام الجاري بالتزامن مع انهيار الطلب في ظل إغلاقات شملت نحو نصف العالم لوقف انتشار كوفيد-19.
وقال بيير أندوراند، المؤسس ومدير الاستثمار في أندوراند كابيتال، متحدثا خلال قمة فايننشال تايمز العالمية للسلع الأولية، "لا أعتقد أن أوبك ستزيد الإنتاج في يناير كانون الثاني... إذا فعلوا، ستجبرهم السوق بأن تتراجع".
وقال أندوراند وبن لوكوك مدير النفط المشارك في ترافيجورا إنهما لا يتوقعون انتعاش أسعار الخام إلى أكثر من 50 دولارا للبرميل بنهاية العام القادم، من حوالي 40 دولارا حاليا.
وأضاف لوكوك "الأسعار لن ترتفع أكثر من ذلك قبل 2022".
وتوفي أكثر من مليون شخص في أنحاء العالم بمرض كوفيد-19، وفقا لإحصاء أجرته رويترز، بينما تواصل الجائحة الإضرار بالاقتصاد العالمي والطلب على الوقود.