دير الزور تحت نيران الأطراف المتحاربة في أسبوع
المدينة الحدودية الاستراتيجية تتعرض منذ أيام لغارات بالمدافع والطائرات من مختلف الأطراف المتحاربة لانتزاع أكبر مكسب لكل طرف.
تشهد مدينة دير الزور الغنية بالنفط والغاز، شرق سوريا، صراعا دوليا محموما في الأسبوع الأخير، تجلى في تعرضها لقصف وغارات من مختلف الأطراف المتحاربة التي يدّعي كل منها أنها تقصف أهدافا "إرهابية".
فاليوم الأربعاء اتهمت دمشق قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بشن هجوم بقنابل الفسفور الأبيض المحرمة دوليا على المناطق المأهولة بالسكان في أطراف بلدة الصور، بريف دير الزور الشمالي الشرقي؛ ما أوقع 3 قتلى ومصابين وألحق دمارا بعدة منازل.
ولم تذكر وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" التي أوردت النبأ، اليوم الذي شن فيه التحالف هذه الهجمات غير المؤكدة.
ولم يعقّب التحالف الدولي على هذا الخبر.
من جانبها شنت القوات الحكومية السورية غارات بالمدفعية والطائرات على أهداف لتنظيم داعش في دير الزور ومحيطها.
وبحسب وكالة "سانا" فإن هذه الغارات أوقعت قتلى ومصابين في صفوف داعش في حويجة صكر على المحور الجنوبي الشرقي لدير الزور.
وأحكم الجيش السوري الحكومي مدعوما بحلفائه، السبت الماضي، سيطرته على كامل الريف الممتد بين محافظتي دير الزور والرقة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات.
من جهتها، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية"- تحالف معظمه من الأكراد ومدعوم أمريكيا- تعرض مواقعها في دير الزور، الإثنين الماضي، لقصف من الطائرات الروسية وقوات النظام.
وقالت إن القصف استهدف مواقعها قرب حقل رئيسي للغاز انتزعت السيطرة عليه من تنظيم داعش، في الأيام القليلة الماضية.
والخميس الماضي، اتهمت روسيا "قوات سوريا الديمقراطية"، بإطلاق النار على القوات السورية الحكومية بالقرب من دير الزور.
ومن أبرز نتائج الصراع الدولي متعدد الجنسيات الدائر في المحافظة، كان مقتل الجنرال الروسي فاليري أسابوف الذي يقود العسكريين الروس القائمين على تدريب الجيش السوري.
وقالت موسكو، الأحد الماضي، إن الجنرال قتل على يد تنظيم داعش.
غير أن الخارجية الروسية اتهمت كذلك الولايات المتحدة بالتسبب في مقتل أسابوف، مبررة ذلك بأن واشطن "تتبع سياسة ذات وجهين"، ولا تحارب داعش فعليا.
وتشكو موسكو مما تشتبه في أنها روابط ودية بين فصائل مسلحة تدعمها الولايات المتحدة وقوات خاصة أمريكية من ناحية، وبين تنظيم داعش في المنطقة من ناحية أخرى، وتتهم واشنطن بمحاولة إبطاء تقدم الجيش السوري.
ويكشف هذا الصراع الدولي عن الأهمية القصوى للمدينة لمختلف الأطراف.
فبالإضافة إلى ثروتها النفطية والغازية، فإن المدينة تقع على الحدود بين سوريا والعراق على طريق الممر البري الإيراني الذي ترسمه طهران ويمتد من إيران إلى شمال العراق، ثم يشق الحدود من عند دير الزور في سوريا ليواصل طريقه إلى دمشق، ثم ينعرج جنوبا ليصل إلى لبنان.
وهي ذات أهمية للأكراد؛ لأنها تجاور المناطق التي سيطروا عليها فعليا في الحسكة والرقة.
وذات أهمية أخرى للولايات المتحدة؛ لأنه بالسيطرة عليها يمكن عرقلة تمدد النفوذ الإيراني في سوريا والعراق.