في مخالفة للأعراف.. الأسد يهنئ مرشد إيران على "تحرير" دير الزور
من غير المعتاد أن يرسل رئيس دولة تهنئة بما يصفه بنصر تحقق في بلاده إلى دولة أخرى؛ لأن الأعراف الدولية تقضي بأن العكس هو ما يحدث.
بعث الرئيس السوري بشار الأسد رسالة إلى مرشد إيران علي خامنئي "يهنئه" فيها على ما وصفه بـ"الإنجازات الاستراتيجية" في فك حصار تنظيم داعش الإرهابي عن مدينة دير الزور السورية.
وكان لافتا أن يرسل رئيس دولة تهنئة بما يصفه بنصر تحقق في بلاده إلى دولة أخرى؛ لأن المعتاد هو أن الدول الأجنبية هي من تهنئ رئيس الدولة بـ"الانتصارات" والمناسبات التي تحدث داخل الدولة.
ووفق ما نشرته وسائل الإعلام الإيرانية، ومنها وكالة "إيرنا"، الخميس، فإن الأسد في الرسالة الصادرة باللغة الفارسية "هنأ" خامنئي و"الشعب الإيراني" الصديق" بمناسبة الإنجازات الاستراتيجية التي حققها الجيش السوري بالتعاون مع حلفائه وأصدقائه، والتي تكللت برفع الحصار عن دير الزور.
كما جاء في الرسالة التي نشرت الوكالة صورة منها نقلا عن مصادر في الخارجية الإيرانية أن الأسد أشاد بدور إيران في كسر الحصار عن دير الزور، قائلا: "نحن نرى في الشعب الإيراني الذي قدم دماءه إلى جانبنا في مكافحة الإرهاب شريكا لنا في هذا النصر".
وأحكم الجيش السوري بالتعاون مع حلفائه، سيطرته على أجزاء في دير الزور بشرق البلاد منذ أيام.
وبدا أن لدير الزور بشكل خاص أهمية قصوى لإيران ومليشياتها وضحت في إعلان مليشيا حزب الله عن أسماء وهوية قياداته التي شاركت في هذه المعركة، لتأكيد مشاركته هو وطهران فيها، في حين كان معتادا ألا يكشف عن قياداته إلا في حالة مقتلهم.
ومن ملامح أهمية دير الزور للمشروع التوسعي الاحتلالي الإيراني أنها تقع في شرق سوريا على الحدود مع العراق على طريق الممر البري الإيراني الذي ترسمه طهران ويمتد من إيران إلى شمال العراق، ثم يشق الحدود من عند دير الزور في سوريا ليواصل طريقه إلى دمشق، ثم ينعرج جنوبا ليصل إلى لبنان.
كما تزخر دير الزور بثروة نفطية كبيرة، ويتصارع للسيطرة عليها إلى جانب إيران كل من روسيا والولايات المتحدة.