قيادي بحزب الله يصف مليشيات إيران بـ"الفاتحين" لسوريا
حزب الله كشف عن هوية قياداته الأحياء لأول مرة بسوريا، بعد أن كان يكتفي بذلك بعد قتلهم، ما يؤشر لتمكن مليشيات إيران من الأرض هناك
في رسالة للعالم بترسيخ أقدام إيران في سوريا، كشف حزب الله عن هوية قياداته البارزة في معركة دير الزور، قائلا إنه مع بقية المليشيات القادمة من الخارج بمثابة "الفاتحين" لسوريا.
ففي ظهور استثنائي أجرى قيادي بالحزب يسمى الحاج أبو مصطفى حوارا مع فضائية "الميادين" الموالية لحزب الله، مساء السبت، تفاخر فيه بدور إيران والحزب والمليشيات الأخرى القادمة من العراق وغيرها، إضافة إلى القوات الروسية فيما وصفه بهزيمة داعش في دير الزور.
وبعد توجيه شكر فاتر إلى الجيش السوري الحكومي وأهالي دير الزور، أسرف في توجيه الشكر إلى كل من حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله على "تواصله الدائم وإصراره الدائم على أن نبذل المُهَج من أجل حماية دير الزور"، وإلى "القوات القادمة من الخارج بكافة أشكالها وتشكيلاتها".
كذلك اختص إيران بالشكر الجزيل قائلا إنها "رعت واهتمت بدير الزور وساعدتها على الصمود".
وقال بشكل مباشر إنه "ما كان النصر ليتحقق لولا القوى في دير الزور من كل الحلف، وبسالة القادمين من الخارج الفاتحين".
وكرر كلمة "الفاتحين" في قوله: "منَّ الله علينا بنصر استراتيجي، وسنحافظ عليه بالعمليات اللاحقة، وأخيرا أقول مبروك للفاتحين ولأهالي دير الزور".
وفي تعبير عن الأهمية الكبيرة لمدينة دير الزور بالنسبة لإيران وصف سيطرة مليشياتها على مطار دير الزور بأنه "انتصار استراتيجي بكل ما للكلمة من معنى".
كما أشار بشكل واضح إلى أهمية دير الزور في تنفيذ مشروع الممر البري الإيراني الاستراتيجي الذي يمتد من طهران وحتى لبنان لتفرض سيطرتها السياسية والعسكرية والاقتصادية على تلك الدول.
وفي إجابته عن سبب خروج قيادي بحزب الله على الملأ، كاشفا عن دور الحزب وعن قياداته المتواجدة في سوريا، ولماذا في هذا التوقيت، قال إن "حزب الله جزء من المحور الموجود الممتد من إيران الإسلام إلى عراق العروبة إلى سوريا الأسد إلى لبنان المقاومة إلى فلسطين القضية".
ويعد مشروع الممر البري الاستراتيجي من أقوى الأسباب التي تدفع إيران لدعم مليشيات الحشد الشعبي الموالية لها في العراق كذلك، ويظهر ذلك في حرص الأخيرة على السيطرة على المدن المتواجدة على طول هذا الممر بداية من ديالي على الحدود مع إيران وحتى محافظة نينوى على الحدود مع دير الزور السورية، بحجة تحريرها وحمايتها من داعش.
كما أنه السبب الذي دفع تلك المليشيات إلى التمسك بالسيطرة على الحدود هناك، تحت شعار منع داعش من التنقل بين البلدين.
كذلك قال إن "ظهوري على الإعلام هو قرار من حزب الله والأمين العام؛ لأن النصر يجب أن يتجلى بكامل صورته، كامل الحلف الموجود من الجيش العربي السوري وإخواننا الروس والإيرانيين وحزب الله.. هو جزء لا يتجزأ ونحن مش مخبيين بل موجودين على كل الساحة السورية".
واعتاد حزب الله ألا يكشف عن هوية أو وجود قياداته في سوريا إلا في حال مقتلهم خلال تشييعه لهم.
وعن هذا الأمر، قال أبو مصطفى: "والمرحلة أرادت أن نكون حاضرين بشكل علني فنكون بشكل علني، ولو اقتضت الظروف في بعض المناطق ألا نكون بشكل علني لا نكون بشكل علني.. فحسب ضرورة المرحلة وظرف الزمان والمكان".
وبوصفه للمليشيات والقوات القادمة من الخارج بأنهم "فاتحين"، فماذا سيكون المكسب المنتظر لهؤلاء "الفاتحين"؟
فالمعروف أن "الفاتحين" يفتحون البلدان ليحكموها ويسيطروا عليها ويفرضوا ثقافتهم على أهلها ويسيروها لأهدافهم.
فلمن ستكون الكلمة في سوريا بعد اليوم؟