ما العلاقة بين إعلان داعش تلعفر "ولاية مستقلة" وممر إيران؟
مع تتابع تصريحات مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران حول نيتها السيطرة على تلعفر تتابع تصريحات لداعش بخصوص ذات المدينة.. فهل صدفة؟
نقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر مجهولة أن تنظيم داعش الإرهابي أعلن مدينة تلعفر بشمال غرب العراق، قرب الموصل، "ولاية مستقلة" عما يسميها بـ"دولة الخلافة".
ويأتي هذا بعد أيام قليلة من إعلام مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران تأهبها لاقتحام المدينة الحدودية الاستراتيجية تحت زعم "تحريرها" من داعش.
ولتلعفر موقع استراتيجي على خريطة الممر الإيراني البري الذي تدشنه إيران للربط بينها وبين العراق وسوريا ولبنان، وتعد سيطرة مليشيا الحشد الشعبي على المدينة خطوة مُلحّة في هذا الاتجاه.
ونقل موقع "السومرية نيوز"، مساء الأربعاء، عن مصدر محلي لم تذكر اسمه في محافظة نينوى، الواقعة في إطارها مدينة تلعفر، أن قيادة داعش في تلعفر أعلنت ذلك في بيان مقتضب، وهددت بمعاقبة صارمة لمن يخالف أوامرها.
ولم تظهر صورة لهذا البيان.
ووفق المصدر ذاته فإن تلعفر خاضعة بالكامل لسيطرة العرب والأجانب الدخلاء، وليس هناك أي دور للقيادات المحلية خاصة بعد سلسلة الإعدامات الجماعية لها في الأسابيع الماضية.
ويأتي هذا بعد 3 أيام من إعلان مصادر محلية مجهولة أيضا أن داعش نقل معقله من الموصل إلى تلعفر المجاورة لها.
ولا تكشف عادة الكثير من المواقع العراقية عن هوية مصادرها فيما يخص تحركات داعش، خاصة في الأسابيع الأخيرة.
وفي الأوقات النادرة التي تكشفها فيها تكون أيضا أنباء منقولة، فيما لا تظهر بيانات خاصة بداعش لتؤكدها أو تنفيها.
وتعد هذه الأنباء إشارة إلى قرب دق طبول حرب ذات طابع دولي في تلعفر الاستراتيجية الحدودية التي تحاصرها مطامع من إيران وتركيا والولايات المتحدة.
كما تأتي في ظل تصريحات متكررة منذ شهور من مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران برغبتها العارمة في الدخول لتلعفر تحت شعار معركة ما تصفها بتحرير تلعفر من داعش.
ولتلعفر أهمية استراتيجية لكل من إيران وتركيا لموقعها القريب من الحدود مع تركيا وسوريا.
وعادة ما يلاحظ أنه عقب أنباء مفاجئة عن اجتياح سريع وسهل مثير للريبة لتنظيم داعش لمدن معينة في العراق، تسارع مليشيا الحشد الشعبي إلى الإعلان أنها ستتجه إلى تلك المدن بهدف "تحريرها"، فيما يتضح بعد ذلك أنها تسيطر عليه بالكامل مثلما فعلت في مدن القيروان والبعاج القريبين من تلعفر.
كذلك يتضح أن تلك المدن والبلدات التي تحرص مليشيا الحشد الشعبي على السيطرة عليها بحجة "تحريرها" من داعش تقع على طول الممر البري الاستراتيجي الذي تدشنه إيران ليربط جغرافيا بين إيران والعراق وسوريا ولبنان، ويكون ممرًا آمنًا لتحركاتها العسكرية، وأداة ضغط على حكومات الدول الثلاثة الأخيرة.
وهذا الممر يبدأ من طهران ثم يتجه إلى شمال العراق (حيث تتواجد تلعفر) من بوابة بعقوبة، ثم يشق طريقه داخل الحدود إلى شمال سوريا حتى اللاذقية غربا على البحر المتوسط لتضع إيران موطء قدم لها على الساحل، ثم ينحدر جنوبا إلى دمشق ولبنان.
وسبق أن قال أبو مهدي المهندس، نائب قائد الحشد الشعبي في وقت سابق إن قواته تنتظر أوامر رئيس الوزراء حيدر العبادي لاقتحام قضاء تلعفر.
وتنفيذا لهذا المخطط قال المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي بعد إعلان خبر سقوط داعش بالموصل، إن قضاء تلعفر والمحلبية والعياضية وجنوب كركوك ومناطق بالأنبار ما تزال تنتظر "التحرير".
وبالفعل في 9 يوليو/تموز الجاري أعلنت فرقة العباس القتالية، إحدى مكونات الحشد الشعبي، أنها تلقت الأوامر للاشتراك في عملية "تحرير "قضاء تلعفر.
فهل بيانات داعش ذات المصادر "المجهلة" والتي تخدم تحركات وأهداف مليشيا الحشد الشعبي في شمال العراق تأتي صدفة؟!