داعش ينقل مقره لتلعفر الاستراتيجية.. ويتجاهل البغدادي
في إشارة إلى قرب دق طبول حرب ذات طابع دولي في تلعفر الاستراتيجية الحدودية أعلن داعش نقل مقره من الموصل لتلعفر المجاورة
قالت مصادر عراقية إن تنظيم داعش أقر بخسارته في آخر معاقله بالموصل شمال العراق، واعتبر تلعفر المجاورة ذات الموقع الاستراتيجي على الحدود، مقره البديل.
- تلعفر.. المعركة المرتقبة مع داعش بعد تحرير الموصل
- جسر «إمبراطوري» إيراني بين القصير السورية وتلعفر العراقية
ويعد هذا النبأ إشارة إلى قرب دق طبول حرب ذات طابع دولي في تلعفر الاستراتيجية الحدودية التي تحاصرها مطامع من إيران وتركيا والولايات المتحدة.
ونقل موقع "السومرية نيوز" عن مصدر محلي في محافظة نينوى التابع لها الموصل وتلعفر، الأحد، أن داعش اعتبر تلعفر "المقر البديل لدواوينه الرئيسية، فيما أقر بخسارته في الموصل بعد ما سماها "معركة الانغماسيين".
ولم يكشف الموقع هوية المصدر، وعادة ما تفعل ذلك في الأخبار المتعلقة بتحركات داعش، خاصة في تلعفر.
وتابعت نقلا عن المصدر أن داعش أصدر منشورا مقتضبا وسط تلعفر حمل مضمونا بأن كل دواوين ما يصفها بدولة الخلافة تمارس أعمالها عبر مقرات بديلة من تلعفر، وهو مؤشر آخر على انكسار التنظيم بعد إعلان طرده من الموصل.
وفي ذات الوقت قال مصدر محلي أيضا لم يكشف الموقع عن اسمه إن داعش رفع بشكل مفاجئ حظر الحديث عن مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في تلعفر في بادرة تمثل مؤشرا غير مباشر لتأكيد نبأ مقتله قبل أسابيع بضربة جوية في سوريا.
وألغى داعش عقوبة الـ 50 جلدة لمن يتحدث علنا عن مقتل البغدادي، وهي العقوبة التي كان فرضها قبل أيام، وفق المصدر ذاته.
ويأتي الحديث عن نقل داعش مقره إلى تلعفر في ظل تصريحات متكررة منذ شهور من مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران بأنها ستخوض معركة ما تصفها بتحرير تلعفر من داعش.
ولتلعفر أهمية استراتيجية لكل من إيران وتركيا لموقعها القريب من الحدود مع تركيا وسوريا.
وعادة ما يلاحظ أنه عقب أنباء مفاجئة عن اجتياح سريع وسهل مثير للريبة لتنظيم داعش لمدن معينة في العراق، تسارع مليشيا الحشد الشعبي إلى الإعلان أنها ستتجه إلى تلك المدن بهدف "تحريرها"، فيما يتضح بعد ذلك أنها تسيطر عليه بالكامل مثلما فعلت في مدن القيروان والبعاج القريبين من تلعفر.
كذلك يتضح أن تلك المدن والبلدات التي تحرص مليشيا الحشد الشعبي على السيطرة عليها بحجة "تحريرها" من داعش تقع على طول الممر البري الاستراتيجي الذي تدشنه إيران ويربط جغرافيا بين إيران والعراق وسوريا ولبنان.
وهذا الممر يبدأ من طهران ثم يتجه إلى شمال العراق (حيث تتواجد تلعفر) من بوابة بعقوبة، ثم يشق طريقه داخل الحدود إلى شمال سوريا حتى اللاذقية غربا على البحر المتوسط لتضع إيران موطء قدم لها على الساحل، ثم ينحدر جنوبا إلى دمشق ولبنان.